ألف سؤال و سؤال يطرح نفسه بإصرار بخصوص واقع دار الأطفال بطانطان، التي أغلقت أبوابها ذات صيف مودعة أطفالها على أساس اللقاء في أفق الدخول المدرسي المقبل، إلا أن الفراق طال و استمر لأربعة مواسم مدرسية و البقية تأتي. منذ تولي السيد امبارك البطاح رئاسة الجمعية الخيرية الإسلامية بطانطان، خلفا للمرحوم الحاج زرقان الذي عرفت دار الأطفال خلال ولايته عصرها الذهبي، إذ لم تكن تكتفي باستقبال التلاميذ الأيتام، بل تعدت ذلك إلى التكفل بفريقين لكرة السلة و استثمرت في بناء نادي به مركز للضيافة و مطعم و فضاء للأطفال. الرئيس الجديد أعطى إشارات تنبأ بعهده، إذ ما إن سخًن كرسية حتى قام بتشغيل اثنين من أقربائه محملا ميزانية الخيرية المزيد من المصاريف التي هي في أمس الحاجة إليها. و بحلول شتنبر من سنة 2008 تبين بأن الجمعية الخيرية عاجزة عن تسيير دار الأطفال التي تغلق أبوابها للسنة الرابعة على التوالي. مع نهاية سنة 2009 و توازيا مع التغيير الذي عرفته البلدية، تحركت جهات معروفة بحساباتها الانتخابية و تأجيج الصراعات القبلية ، مسنودة برئيس بلدية طانطان أنذاك و رئيس المجلس الإقليمي بالدعوة إلى الجمع العام للجمعية الخيرية على أساس فتح باب الإنخراطات في وجه الجميع و بمبالغ مرتفعة و قامت بعض الجهات بالمزايدة عن بعضها البعض و شراء الانخراطات للموالين، و لقد رفض النزهاء من نخبة المدينة الدخول في اللعبة التي وصفوها أنذاك بالقذرة. العملية انتهت بإعادة تثبيت الرئيس و إقصاء كل مناصري الرئيس الأسبق للبلدية و تحمل السادة رئيس المجلس الإقليمي و نائبه الأول المسؤولية إلى جانب الرئيس، و أثبتوا بجدارة و استحقاق مدى استهتارهم بالمسؤولية و عدم قدرتهم على فتح بوابة دار الأطفال من جديد. و ما عليهم إلا الإعلان عن فشل الإحسان بالمدينة و أنه لا خير بمدينتنا يرجى. الأمر لم ينته هنا، بل تحولت الجمعية و ممتلاكها إلى" مال سايب" يفعل فيه أمين مال الجمعية الذي هو نفسه رئيس المجلس الإقليمي ما يشاء، لما ارتمى على ما يقارب الألف متر مربع من المساحة الخلفية لنادي الخيرية المستغل حاليا من طرف مركز التكزين الفندقي بدون وجه حق و بناها بلا حسيب و لا رقيب. فهل تتحرك الإدارة العامة للتعاون الوطني متسائلة عن مصير المنح الموجهة لدار الأطفال بطانطان؟