أسيل مداد غزير مؤخرا في جل الصحف الوطنية الورقية منها و الالكترونية بعد أن وجدت من موضوع الأوضاع المزرية التي يمر منها قطاع الإعلام عامة و البصري خاصة، مادة دسمة و بالخصوص بعد المعركة الشرسة التي يقودها السيد الوزير "الخلفي" في سبيل اصلاح ما يمكن اصلاحه في تلفزات أقل ما يقال عنها أنها اهترأت و كاد العفن يكسو كافة أروقتها,بدا الأمر و كأن المواطنين كانوا منومين طيلة سنين عديدة كأصحاب الكهف, فالآراء المستقاة من جل الاستجوابات أظهرت سخطا كان دفينا صب على القنوات التلفزية المسماة جزافا "وطنية" وإن كانت لا تحمل نه سوى الاسم, وكيف تكون وطنية و هي تباشر عمليات سلخ المواطنين عن هوياتهم و مقوماتهم ؟؟؟ بيد أن هذه المعركة التي يقودها الخلفي بغض النظر عن أهميتها الاصلاحية فقد أماطت اللثام عن "جيوب" مقاومة للتغيير و كشفت الغطاء عن العورات المالية و التنظيمية لإحدى أهم القنوات المغربية ( القناة الثانية) بعجز بلغ قرابة 120 مليون درهم. و هنا يطرح السؤال الأهم : أين كانت هذه الأصوات و الجيوب قبل هذه الحكومة؟ هل مسألة دفاتر التحملات شيء جديد بالنسبة لهم؟ أم أنها كانت تصاغ تبعا لأهوائهم؟ العجيب في الأمر أن مبرراتهم تجاه مواقفهم من دفاتر التحملات المتفق عليها بين الوزارة الوصية و الشركاء من نقابات و إعلاميين، يصدق عليها القول المأثور عذر أقبح من زلة، فبالله عليكم من يتقبل القول بأن الاصلاح المرتقب يسعى إلى أسلمة القناة و تعريبها؟ هل نحن إذا في دولة علمانية؟ أم نحن في مستعمرة فرنسية؟ أم نحن في مشروع قناة مهمتها اشهار التافهين و اقبار العلماء و النافعين؟ كنت شخصيا من مؤيدي هذه القناة عندما كانت تبث برامج من قبيل " تشالنجر" و " مقاولتي" و "مواهب في تجويد القرآن" لكن بصورة مفاجئة تم إجهاض كل تلك المبادرات و طمس ما تبقى من بقع الضوء لتطل علينا برامج التفاهات و الرقص و العري كبرنامج "ستوديو دوزيم". و اشهارات القمار؟؟ القناة الأولى بدورها لم تخلو من العيوب، فالمتتبع لنشراتها الاخبارية يتيه في تحديد هويته، فمن منا يهتم بالنشرة الاسبانية مثلا؟؟ و بالنسبة لنشرات اللهجات، ألم يتم تخصيص قناة أمازيغية؟ و إلى متى سنظل نعاني من عسر الهضم الذي تسببه لنا السكيتشات و السيتكومات التافهة اخراجا و مضمونا؟؟؟؟ كل هذا يجعل المواطن المغربي في حيرة من أمره حيال قنوات يجد نفسه مضطرا إلىا الاستغناء عن متابعتها بالمرة مقابل قنوات أخرى تعيد للغته الأم بعض الهيبة. فمعدرة أيها الاعلام اللاوطني إن كنا طلبنا اللجوء لقنوات أخرى، فأعلم أنك أنت و المسؤولون عن تدبيرك السبب فيما آلت إليه الأمور.