الحب كلمة تبعث شعورا وارتياحا في النفس البشرية لمعانيها السامية وما تتركه من تأثير ايجابي في الجانب الوجداني والعاطفي ولطالما تغنى به الشعراء والأدباء فالحب كلمة تتألف من حرفين يجمعان بينهما هذا الشعور المتدفق وهذه الأحاسيس والمشاعر الجياشة ونادرا أن ترى كلمة حب في اللغات الأخرى تتألف من حرفين وهذا مما لاشك فيه يثبت الإعجاز العلمي و اللغوي و البلاغي للغة العربية الفصحى ولما لا وهي اللغة التي نزل بها القران الكريم وهذه الكلمة تبعث في النفس البشرية طمأنينة وسكينة ورحمة وعند علماء العقيدة عدة شروح وقراءات ومعاني لكلمة التوحيد فمنهم من يقول لا اله معبود إلا الله ولا اله موجود إلا الله وآخرون لا اله محبوب إلا الله فحب الذات الإلهية لا يتأتى إلا بالعلم واليقين فالحب نوعان حسب علماء جمالية الإسلام حب حسي وهو أن تستعبدك شهواتك شهوة البطن والفرج وان تهبط بمستواك إلى البهيمية لأنك تركت شهواتك البهيمية تتحكم فيك واستحضر معي قول الله عز وجل: "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " 179 سورة الاعراف وما أكثر هذا النوع في زماننا اليوم والعياذ بالله فيا أيها الإنسان خلقت لتحقيق غايتين أساسيتين : هما إصلاح نفسك و اعمار الأرض فأنت خليفة الله في أرضه فالغاية الأولى أساسية وجوهرية فان عرفت نفسك عرفت ربك وان لم تؤثر في نفسك لن تؤثر في غيرك مصداقا لقول الله عز وجل :" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" 70 سورة الرعد . والغاية الثانية هي اعمار الأرض ولو بالكلمة الطيبة فهذا الكون الفسيح بما يحوي من انهار وأشجار وبحار وثمار كله من اجل سعادتك ارفع راسك قليلا و تأمل معي كتاب الله المنظور و ما خلق الله شيئا عبثا فكل شيء خلق لحكمة إلهية فعلينا التفكر والتدبر في هذه الآيات الكونية مع التزامنا بترتيل وقراءة القران الكريم وان لا يبقى كتاب الله حبيس الرفوف فقراءة كتاب الله المسطور والتدبر في كتاب الله المنظور يعطيك أخي الإنسان شعورا و أنسا قل نظيره فأنت آنذاك في رحاب القران في رحاب الحضرة الربانية ولا يمكن أن نحب دون معرفة المحبوب ولله المثل الأعلى والحب الإلهي لا يأتي بالتمني بل بالعلم والعمل فعليك أيها الإنسان أن تجيب عن أربعة أسئلة : - من أنا؟ - ما الغاية من وجودي؟ - ما هي رسالتي في هذا الكون ؟ - وما هو مصيري؟ وهي نقسها مقاصد الشريعة الإسلامية والنوع الثاني من الحب هو الحب العقلي وهو أن تسمو بك قيمك ومعارفك وأخلاقك وان تعش لله كما يريد يكن لك أكثر مما تريد وان تحقق ذلك التكريم فأنت خليفة الله في أرضه واستحضر معي قول الله عز وجل "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"70 سورة الاسراء وبالتالي فهذا هو الحب الحقيقي والثابت والدائم والأصيل والذي بتذوقه نسبة إلى التذوق الإيماني تكن من فئة الصالحين والمتقين فلن تحب الله إن لم تحب عباده ولكي تبرمج عقلك وحواسك على حب العباد عليك أن تحب كل إنسان لأنه من صنع الله فباحترامك للفطرة البشرية وعدم الاستعلاء على الناس تكون قد أدركت المنهج الرباني السمح لذلك أكثر من كلمة الحب يوميا قلها يوميا لإنسان على الاقل قل له انأ احبك ولا تخجل من قولها وكررها مرات في نفسك وبصوت عال لكي تبرمج نفسك على حب الناس وتسعد نفسك لان اسعد يوم في حياتك أن ترسم البهجة على وجوه الاخرين اللهم ارزقنا حبك وحب من احبك.