جسدت الإطارات الصحراوية المعتصمة من أمام ولاية جهة كليميم السمارة ، اليوم الأثنين ، وقفة سلمية أزالت في بدايتها الحواجز التي تضعها الأجهزة الأمنية من أمام الباب الرئيسي للولاية ، و رفعت خلالها شعارات منددة بسياسة الآذان الصماء و التعامي على إعتصام الإطارات الصحراوية الذي يدخل يومه ال 130 على التوالي ، دونما إهتمام من جانب المسؤولين ، أو قلق على صحة المعتصمين الجسدية و النفسية ، في إشارة واضحة للقيمة الحقيقية للإنسان الصحراوي في الأجندة السياسية المغربية ، و قد عبرت الإطارات الصحراوية اليوم عن تمسكها بالحق في الإحتجاج السلمي حتى تحقيق كافة مطالبها العادلة و المشروعة ، و عن رفضها سياسة الحواجز العازلة و عسكرة الساحات و الأماكن العمومية التي تنهجها ولاية الجهة عبر بيادقها الأمنية . لم تشد السياسة الأمنية بالإقليم اليوم عن عادتها ، حيث تم قمع هذه الوقفة السلمية بعد ربع ساعة فقط من بدايتها ، و بدون سابق إنذار ، في مخالفة لكل القوانين و التشريعات التي تنظم هذه الأجهزة و تحدد صلاحياتها على الورق ، و التي لا يُرى لها أي تطبيق على أرض الواقع ، لتنهال عصا الآلة المخزنية على نساء و شباب و عجائز صحراوية دون مراعاة للضمير المهني أولاً قبل الضمير الأخلاقي . الى جانب هذا القمع الغير المبرر لشكل إحتجاجي سلمي ، لم يتوانى بعض أفراد جهاز – الأمن – في الإجتهاد في قمع الإطارات الصحراوية و التفنن فيه ، و على رأس هذه اللائحة نجد عميد الشرطة المسمى : موسى الحسناوي ، الذي لم يجد أي حرج في ممارسة هوايته المفضلة في ركل و صفع النساء الصحراويات ، دونما إهتمام منه بالشارع العام أو بكل آلات التصوير التي رصدت هذا الخرق القانوني و الحقوقي لمسؤول أمني يفترض فيه أن يوقف خرق القانون لا أن يضع نفسه فوقه . هذا الشكل الإحتجاجي النوعي الذي جسدته الإطارات الصحراوية اليوم لم يكن إعتباطياً أو محض صدفة ، و لكنه جاء كرد فعل طبيعي على سياسات إقصائية و تهميشية في حق إطارات صحراوية تعتصم لليوم ال 130 على التوالي من أمام ولاية جهة كليميم السمارة ، و على مرمى بصر مكتب والي الجهة ، دون أن يتم تسجيل أي إشارات جادة من قبل المسؤولين في إيجاد حلول ملموسة عوض الوعوذ الكاذبة و الحوارات الجوفاء و التهديدات الأمنية التي إستنفذتها ولاية الجهة بكليميم و لم تنتبه بعد إلى أن هناك مصطلح يسمى - حوار جاد و مسؤول - . و تجدر الإشارة الى أن المطاردات الأمنية للإطارات الصحراوية لاتزال مستمرة الى حدود كتابة هاته الأسطر ، أمام إصرار الإطارات الصحراوية على ممارسة حقها في الإحتجاج السلمي و مواصلة مسيرتها النضالية التي بدأتها يوم 8 دجنبر 2011 ، حتى تحقيق كافة المطالب العادلة و المشروعة .