تحت شعار "حلول ترضي الجميع ** أو صمود إلى الأبد " خلدت اليوم الإطارات الصحراوية المعتصمة من أمام مقر ولاية جهة كليميم السمارة الذكرى المئوية لاعتصامها المفتوح ، هذا الشكل الإحتجاجي الذي جاء تتويجاً لمسار طويل من النضالات ، التي و إن إختلفت من مجموعة لأخرى ، إلاَ أنها تشابهت في كونها قوبلت بسياسة واحدة الا و هي : اللامبالاة ثم الحصار فالقمع ، و قد عرف هذا الإعتصام و منذ بدايته في 8 دجنبر من السنة الماضية مجموعة من الأشكال التعبيرية و الإحتجاجية من وقفات و مسيرات و أروقة ، و كذا إضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة .. هذه الأشكال الإحتجاجية التي عبرت بها هذه المجموعات عن رفضها سياسة التهميش و الإقصاء و الإستصغار ، التي تنهجها مراكز المسؤولية بالإقليم و على رأسها ولاية جهة كليميم السمارة ، التي لم تكلف نفسها عناء النزول إلى الشارع و الوقوف على هذه الفئات و على مشاكلها و التعامل مع الإحتجاجات بالمنطق الذي تقتضيه سنة 2012 و يقتضيه ما وُصِفَ بأنه " الربيع على الطريقة المغربية " ، بقدر ما حافظت على نفس السياسات من ترهيب أمني و مضايقات بوليسية متكررة و قمع و مطاردات بوليسية ، مما يطرح التساؤل عن جدوى الإحتجاج السلمي مع أمام مسؤولين غير مسؤولين ! و بهذه المناسبة ، جسدت الإطارات الصحراوية المعتصمة من أمام ولاية جهة كليميم السمارة ، شكلاً نضالياً راقياً ، لبت الدعوة إليه مجموعة من الهيئات الحقوقية و المدنية ، منها : المركز المغربي لحقوق الإنسان - فرع كليميم و النواحي - ، جمعية أطاك المغرب - فرع كليميم و النواحي - ، حركة 20 فبراير - كليميم - ، جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان - فرع كليميم - ، و كذا مجموعة من النشطاء الحقوقيين و المتضامنين ، و قد عرف هذا الشكل عدة مداخلات إتفقت في مجملها على التنديد بالمقاربة الأمنية التي يعرفها الإقليم و بضرورة نهج سياسة فتح باب الحوارات الجدية و المسؤولة عوض نهج سياسات التهميش و الإقصاء و إغلاققنوات الحوار . و كالعادة ، تم تنفيذ وقفة إحتجاجية مسائية من أمام مقر ولاية جهة كليميم السمارة ، رفعت فيها مجموعة من الشعارات و تخللتها عدة مداخلات ، ذهبت في مجملها الى : * التنديد بالمقاربة القمعية التي قوبلت بها نضالات الصحراويين السلمية . * التديد بالغياب التام للمسؤولين بالإقليم من منتخبين و أحزاب و غيرهم من الأشباح التي تظهر في أوقات الإنتخابات فقط . * التأكيد على التضامن المبدئي و اللامشروط مع كل الحركات الإحتجاجية السلمية من المداشر الصحراوية و كذا مناطق الريف . * إستنكار سياسة الزج في السجون التي تنهجها الدولة المغربية مع إحتجاجات الصحراويين . * التأكيد على عزمها مواصلة شكلها النضالي في طابعه السلمي حتى تحقيق المطالب كاملة . و تجدر الإشارة أخيراً ، إلى أن الإعتصام المفتوح من أمام ولاية جهة كليميم السمارة ، الذي تخوضه مجموعة من الإطارات الصحراوية ، هي : - مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة بكليميم - مجموعة الجنود الصحراويين الأحرار - مجموعة الشيلة للمجازين الصحراويين - مجموعة أحرار معطلي كليميم الصحراويين - مجموعة الأرامل و المطلقات و عائلات فقيرة - مجموعة المقصيين من المقاطعة الخامسة - مجموعة أبناء متقاعدي جيش التحرير هذا الإعتصام الذي خلد أربعينيته في يوم المولد النبوي الشريف ، يخلد اليوم مئويته في يوم من أفضل أيام الأسبوع ، و في نفس اليوم الذي يخلد فيه الشعب السوري الشقيق الذكرى الأولى لاندلاع ثورته المجيدة . يؤكد عزم الإطارات الصحراوية مواصلة مسارها النضالي ، و إيمانها بمشروعية و عدالة مطالبها ، و بتشبتها بخيار النضال السلمي حتى تحقيق كافة المطالب ، و التي على أساسها إفترشت الشارع منذ أكثر من 3 أشهر حتى الآن دونما إكتراث أو إهتمام من المسؤولين ، بالحالة الصحية أو النفسية للصحراويين المعتصمين في ظروف طبيعية و أمنية صعبة . و بعد مائة يوم من الإحتجاج السلمي قوبلت بالتهميش تارة و القمع تارة أخرى ، يبقى السؤال:هل هي سياسة مسؤول غير مسؤول ، أم أنها سياسة عليا موجهة !