راج الحديث مؤخرا عن حراك سياسي، واكبته مطالبات بتغيير نحو الأفضل في جل الميادين، اجتماعيا و اقتصاديا... تغيير لم يكن ليتم لو لم يرافقه توسيع ملحوظ في مجال الحريات الفردية، توسيع لم نكن نأمل أن ينطبق عليه المثل الشهير " الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده". فما الذي يحدث بربكم في وطننا الحبيب هذه الأيام؟؟؟ لا نكاد نستسيغ خبرا مقرفا حتى نلطم بآخر أشد منه قرفا. لم يعد بالوسع إخفاء الأخبار في وقت انتشرت فيه الجرائد الالكترونية التي باتت الملاذ الأكثر مواءمة لأغلبية المبحرين في الشبكة العنكبوتية. آخر الأخبار التي مافتئت تزكم أنوف القراء بنتانة فحواها هي فتاوى الفقيه الغريب الأطوار السيد الزمزمي مع كل احترامنا لمكانته العلمية إلا أن وضاعة فتاويه تشير لعكس هذا تماما!!! كيف يعقل أن نتقبل في القرن الواحد و العشرين فتاوى من هذا القبيل المقزز؟ يبدو أن السؤال الأفضل و الأنسب هو لماذا يثير السيد الزمزمي مثل هذه الأمور في مثل هذه الأوقات؟ أهي محاولة لإبعاد الأنظار و الأقلام عن مسألة استفادته من الكرامة " الكريمة"؟ غير بعيد عن مواضيع الفتاوي الزمزمية خرجت إلى الصورة الممثلة المغربية لطيفة أحرار في سابقة من نوعها لوجه ألفناه في أدوار محترمة و أفلام هادفة من الزمن الجميل للسينما المغربية، خرجت إلى العموم بصور يدنى لها الجبين و في أوضاع لا تعرف للحشمة و الحياء سبيلا!!! أهذا هو المغرب الذي نروم؟ أإلى هنا نريد الوصول بالحرية؟ هل نصلي صلاة الجنازة و الغائب معا على أرواح الحياء و الوقار و الحشمة؟ هل نحن فعلا نبحث عن التغيير و التقدم للأفضل؟ أين نحن إذا من فحوى الآية الكريمة " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" أو قول الشاعر و قد صدق فعلا : نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا و نهجو ذا الزمان بغير ذنب و لو نطق الزمان لنا هجانا فدنيانا التصنع و الترائي و نحن به نخادع من يرانا و ليس الذئب يأكل لحم ذئب و يأكل بعضنا بعضاً عيانا