إن الشيء الذي يجب أن يفتخر به كل عربي هو إنتماؤه وحمله لفصيلة دموية نادرة وهي الإسلام وبالأخص رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. فهي أمانة في أعناقنا مهما تغير الزمان والمكان، كما أنه لا يمكن التكلم عن هذه الرسالة بمعزل عن الكرامة الإنسانية وصيانة العرض والشرف وحسن تدبير أمور الأمة والدولة وهي أساسيات بتنا لا نعطيها اهتماما في نهجنا ومسارنا نحو غد أفضل من شتى الجوانب. فالمتأمل في دراسة ماضينا وحياة أجدادنا ليجدنها إتسمت بالقوة والشجاعة وعدم التراخي حتى أمام أكبر عظماء العالم. فمنذ بعثته صلى الله عليه وسلم لتحقيق وتكملة هدفه لم يصمت حتى أمام أعظم ملوك زمانه، وخير دليل على ذلك تلك الرسائل التي تمحورت حول عبارة محكمة وفيها من الدلالة ما تحمله الكلمة من معنى وهي "أسلم تسلم"، و التي أرسلت إلى كسرى عظيم الفرس و إلى هرقل ملك الروم و غيرهم من الملوك الكثير... انطلاقا من هذا كله، يتبين مدى قوة وشجاعة نبينا ومن كانوا معه. بالإضافة إلى الحياة التي عرفتها الفتوحات الإسلامية في أوج اندلاعها...، لكن هل لا زال حاضرنا يتمتع بذات الخصال والمزايا؟ أم أننا نزعنا عباءة الإسلام وارتدينا لباس الجبن والخوف؟ إن واقعنا لا يرحمنا كما رحمنا تاريخنا، فالواقع الذي تعيشه الأمة العربية من تدهور وانحطاط سواء في علاقاتها الداخلية أم الخارجية وهذا بغض النظر عن كونها محتلة سياسيا أم لا ويمكن الجزم بأننا مستعمرين بدون مقاومة منا تجاه العدو، فنحن من أراد هذا الإستعمار، ثم تركنا قرآننا وسنة نبينا وطبعنا قوانينهم الوضعية وأفكارهم وثقافتهم حتى أصبحنا لا نحرك ساكنا أمام آراءهم، ينفذون علينا قراراتهم و يقتسمون بلداننا فيما بينهم. فأين هي رجولتنا وقوتنا التي زرعها فينا رسول الله، أم سنكتفي بلوم وهجاء الزمان أو كما قال الشاعر: نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا نهجو ذا الزمان بغير ذنب و إن نطق الزمان لهجانا لا يأكل الذئب لحم الذئب و نأكل بعضنا بعضا عيانا صراحة يجب علينا أن ندرس المؤامرة الأجنبية بتدقيق فإن لا زالت غزة تحت الحصار والعراق في إنهيار والشيشان تحت النار، فسيأتي اليوم الذي ترصدنا فيه الأخبار، هل سنكتفي بمشاهدة الضحايا والشهداء على شاشة التلفاز وننتظر دورنا فهم يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا دون أن تحرك هذه المشاهد أي ذرة في نفوسنا لكن الإجابة واضحة وهي تعودنا على الرضوخ إلى متطلباتهم والآن أصبح صعب علينا الوقوف في وجههم وكما جاء في فحوى قولة المهدي المنجرة: أن التعود على قولة نعم يُصَعِّبُ على المرء قول لا من بعد . إن السبب في هذه المهزلة التي نعيشها هو إبتعادنا عن الإسلام فإن حسبناها رياضيا نجد أنه كلما ابتعدنا عن ديننا كلما ازداد عدونا قوةً، فإلى متى هذا الابتعاد؟ ألم يحن بعد الوقت إلى أن نستيقض من أحلامنا ونعيد حساباتنا ؟ فوالله لو نطق الإسلام لتبرأ منا. إلى متى سنظل هكذا؟ نعم كان أجدادنا أسودا لكن نحن صرنا قرودا و تاريخهم بالعزة يشهد، فماذا عن الغد؟؟؟؟