كما كان متوقعا عاشت مدينة اسا مساء الاحد 26 فبراير 2012 , على ايقاع مظاهرة كبيرة دعى لها المجازون الصحراويون فوج 2010 /2011 المعروفين بحماة المكتسبات , انطلقت حوالي الساعة الخامسة و النصف من ساحة الحرية لتشق طريقها على ايقاع شعارات غاضبة على طول الشارع الرئيسي مرورا عبر شارع بوعسيرية فشارع لعوينة متوجهة رأسا نحو الجنوب الى حدود التقاطع الطرقي المؤدي لحي تحونة الصامد من ناحية شارع الزاك و عرفت المظاهرة الحاشدة مشاركة مكثفة من كل الاطياف و الفئات العمرية و شهدت حضورا كاسحا للعنصر النسوي ما اظفى على الاجواء طابعا متميزا. و سارت المظاهرة الضخمة و غير المسبوقة على مدار طوله حوالي كلومترين و نصف يتقدمها صبية يحملون نعشا يرمز الى نفاذ صبرهم بينما حمل اخرون لافتات تنديدية و الواح كتب عليها ً ارحل ً و اخرى كتب عليها كلنا مع اهالي الزاك. و على مدى ثلاث ساعات كاملة صدحت الحناجر الثائرة بشعارات قوية صابين جام غضبهم على الخصوص على عامل الاقليم الذي نال الحصة الاوفر من التقريع و نال منه ايضا الوزير الاول المغربي الجديد حظا غير يسير .. و عبر المتظاهرون في شعاراتهم عن استيائهم الشديد من النظام و سياساته بالمنطقة القائمة على العنصرية و الانتقام من العنصر الصحراوي منددين بالاوضاع المزية و تدني الخدمات الصحية و في شتى المجالات دون ان ينسوا التعبير عن التظامن مع اهالي الزاك في حراكهم المتواصل منذ حوالي خمسة ايام و اهالي كليميم المنتفضين و مع معتقلي كديم ازيك و معتقلي الصف الطلابي الصحراوي بالرباط و معتقلي الداخلة وكافة المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجون المغرب كما رددوا يضا الشعار الايقونة ً يا الوالي الشعب اخوتك حالف عنو ما يفوتك و رددوا ايضا شعارات تندد بالاعتقال السياسي في الصحراء الغربية . و في كل ركن من اركان المدينة الثائرة تمر به المظاهرة يتجم
ع السكان في مداخل الاحياء و من اعلى الاسطح و النوافذ لتحية المحتجين و بين الفينة و الاخرى تتعالى الزغاريد مخترقة عنان السماء في مشاهد تاريخية لن تنمحي بسرعة من ذاكرة الاساويين في هذه الاثناء اختفت القواة الامنية من الفضاء العام بشكل ثام و توارت خلف اسوار مقراتها المحصنة في حالة استنفار قصوى كما علمنا تحسبا للاسوأ و مكتفية بمراقبة الوضع بواسطة المخبرين الذين انتشروا في كل مكان في حين عمد عدد لا بأس به من اصحاب المتاجر و الدكاكين الى اغلاقها تظامنا ما يشير الى حجم التأييد الشامل الذي يحظى به قادة المظاهرة لدى عامة الشعب المكافح . و اختتمت المظاهرة بالساحة الكبرى وسط المدينة و التي يطلق عليها محليا اسم ساحة الشهيد حمادي هباد بمهرجان خطابي و تلاوة البيان الختامي و الذي اتسم بلهجته ..