مع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية و البرلمانية، على السواء، تتحرك الأقلام المأجورة، مستغلة حرية النشر في الافتراضي، وذاك ما تثبته العديد من المقالات المفتقدة لخصائص المقالة وكذا أعمدة الرأي المليئة بالهذيان. هكذا استحال فعل الكتابة فعلا بدون روح، و أضحى كل من هب ودب يدعي لنفسه الانتماء لهذا الصرح العتيد عن سبق الإصرار والترصد. أن تكتب لا يعني أن تهرق المداد أو أن تفتح "الوورد" وتخربش دون ان تقول شيئا ذا قيمة. الكتابة مسؤولية و فعل جسيم إن جانب القلم الحقيقة. على صفحات احد مواقع إلكترونية، نجد نوعا من هذه الكتابة، تحديدا تلك التي تناولت موضوعا لها رئيس جماعة تسينت (طاطا) محمد بهمو، مقالات تفتقد للعلمية أو كما هو جار في اليومي تفتقد للمنطق، وسنبين ذلك بالتفصيل. كان بودنا أن نصمت، كما صمت الشريف الظريف على حد تعبير صاحب [المقال]، لكن غيرتنا على فعل الكتابة أولا ثم على قول الحقيقة ثانيا، دفعنا إلى كتابة هذه الأسطر التي لا ندعي لها الكمال فيبدو أن صاحبنا كتب[ مقالاته ] في لحظات حماسة زائدة يعكسها العنوانان " رئيس المجلس الجماعي تسينت يدق آخر مسمار في نعشه" " تسينت.. كشف المستور في تجربة الشريف الظريف". فصاحبنا هذا لا يفرق بين مقام الإنشاء والخبر؛ كنا سنقبل العنوانين لو انتهى صاحبنا إلى عقد الائتمان الذي وضعه بيننا وبينه انطلاقا من العنوان في نهاية ما كتب إلا أنه خيب أفق انتظارنا فلا يعدو أن يكون ما قاله مجرد تكهنات لنتائج الانتخابات المقبلة وفي ذات الآن الدعاية لشخص آخر. فقد كنا نتوقع في العنوان الأول أن ننتهي إلى آخر المسامير التي يدقها "بهمو" في نعشه لكن لا شيء حدث، ثم في العنوان الثاني إن السر المخفي الذي وعدنا به صاحبنا، فكان أن أضاع وقتنا في قراءة كلام فارغ لا يستند على معطيات تشفي الغليل أو في أحسن الأحوال عزفا على العبارات الرنانة. حججه أقل من ضعيفة، لا يمكن أن يقبلها إلا نافذ ذهن هذا بالطبع إن حصل القبول فصاحبنا تحدث عن بهمو بالفساد وعجز أن يأتينا بأرقام أو بوثيقة تثبت دعواه، فكان كل كلامه أن بهمو ذهب إلى فلان و تارة إلى علان لحفظ ماء الوجه و قس على هذا، وتارة أخرى يتوغل إلى المشوار الدراسي للرجل فيعلق على بحثه مستغربا كيف تأتى له الحصول على الإجازة من جامعة القاضي عياض بمراكش ثم عن ولوجه لسلك الماستر بالوساطة، فيا صاحبنا، إذا، أنت سائق سعادة الرئيس؟ ألم يكن حريا بك أن تصور لنا ما تحدثنا عنه وأنت واثق منه تمام الوثوق؟ فيبدو أن الرجل يعرف ما يجول في العلبة السوداء للرئيس، بل وحتى في قبيلته؛ حيث إن صاحبنا يثير في كلامه كلاما – أترك لكم حرية التعليق عليه – يعود إلى عهود: جدلية الشرفاء والعوام، هل هناك إنسان يعيش على عتبات القرن الثاني والعشرين ما يزال يخوض في مثل هذا الكلام؟ وبربكم هل هذه حجة يمكن المراهنة عليها للتكهن بمصير الرئيس في الانتخابات المقبلة؟ بل الأدهى من هذا أن صاحبنا تحدث عن وجود مشاورات بين الطائفتين للبحث عن مرشح بديل، إذا، صاحبنا شيخ القصبة وخادم أعتاب الاستخبارات؟ ولنفترض جدلا أن ما قاله رفيقنا صحيح، من يتزعم هذه المشاورات؟ ومن هم الداعون إليها؟ و أين تتم هذه المشاورات؟ صاحبنا حاول أيضا أن يتقمص دور ميشال فيوشانج، بل حاول أن يدعي الحياد من خلال عبارة مضمونها أنه ذهب عند فلان ومكث هناك، وذهب إلى تسينت وعرج على تغيت... حيث اطلع على أحوال برابرة طاطا فسمع منهم ما سمع ورأى ما رأى. و قد ظهرت النية الدعائية جلية في عبارة مضمونها أن قبائل تسينت مجتمعة، ترفض أن يتولى رئاسة جماعتها كائنا من كان من أبناء القصبة، والذريعة أن ابن القصبة " محمد بهمو " أذاقهم ما أذاقهم.. فيا صاحبنا هاتنا بمحضر اجتماع هاته القبائل ونحن لك من المصدقين. إنها شوفينية نستشفها من تحليل كلام الرجل، كيف لا و محمد بهمو أول قصباوي يصل إلى رئاسة جماعة تسينت، حيث إن أبسط المتفائلين عهدئذ لم يكن يتكهن لبهمو بالنائب الثاني.. لكن صاحبنا نسي أن يتحدث عن الإغراءات التي قدمت للرجل في السباق المحموم نحو الرئاسة، واكتفى بالقول إنها هدية من السماء، وهي عبارة أخرى من العبارات الذاتية التي لم تخفي نية صاحب المقال التي تهدف إلى تبخيس محمد بهمو والدعاية لشخص آخر موارب خلف الأسطر. بل وتزيدنا يقينا أننا أمام إنسان ما يزال يعيش على صعقة وصول محمد بهمو إلى الرئاسة التي كان يتمنى التسينتيون؛ عربا و أمازيغا أن تؤول لهم كالعادة، حيث حاولوا بالغالي والنفيس دفع ابن القصبة إلى التنازل عن طموحه، لكنه بعز و أنفة أبى إلا أن يكون رئيسا. صاحبنا لم يكف عن ترديد ما مضمونه الحصيلة الهزيلة، لكن دون أن يقدم أرقاما أو مقارنة للرئيس الحالي بمن سبقوه، خصوصا الذين عشعشوا منهم في كرسي الرئاسة دون أن يقدموا حصيلة هزيلة على حد تعبير كاتبنا، بل على صاحبنا أن يعود لمحاضر الجموع التي عقدها المجلس الجماعي ليأتينا بالخبر اليقين، و لو عاد لوجد أن بهمو قد سدد مجموعة من الديون التي كانت تثقل كاهل الجماعة، والتي كانت في ذمة الرئيس السابق، بل لماذا لا يتحدث صاحبنا عن مغامرات سلف بهمو في الجماعة، والذي اقتنى سيارة من نوع " مازدا" إن لم تخن الذاكرة هنا لرعي الجمال؟... فصاحبنا يدعي أن بهمو يتفاخر بسيارته الجديدة على الفقراء، ما محل هذا الكلام من الإعراب موزاة مع أهداف مقالاتك؟ هو بلا شك محاولة لتشيين صورة الرجل، والذي في نظرنا يشفع له تاريخه وتاريخ عائلته. حتى لا أطيل أختم ما كتبت بمجموعة من الأسئلة، على وعد مقال لاحق إن شاء الله نعرض فيه لمنجزات الرجل بتفصيل، و على وعد أن نناقش الأفكار لا الأشخاص و الأحداث كما هو الحال الآن، لأن العقول الكبيرة تناقش الأفكار... لماذا اختار صاحبنا هذه الفترة بالضبط لتناول هذا الموضوع؟ ألم يكن حريا أن ينشر ما سماه فضحا بعد مرور الانتخابات أو قبلها بمدة لا تشعرنا "ببلطجيته" الانتخابية؟ حاصل القول إن صاحبنا، انطلاقا من كل ما كتب، كان يريد أن يكتب بالبند العريض لا تصوتوا على بهمو وصوتوا على... إنها رسالة فارغة بصريح العبارة من كل ما يستند على معطيات تجعلنا نستنكر خرقا قام به الرجل، بل كان كل ما قيل كلاما في كلام، ملتقط من هنا و من هناك.. فالله الله في أقلامكم أيها الكتاب، الله الله في أقلامكم يا من يفتضون بكارة الكتابة عن سبق الإصرار والترصد. الله الله في كرامتكم.... لقد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، الكل فهم قوانين اللعبة اليوم فلا وصاية لفلان على علان لأن شهادة المكان أعظم من شهادة الإنسان على الإطلاق، فهلا سألتم تسينت عن محمد بهمو فلا محالة ستجيبنا بالخبر اليقين، السؤال ليس من باب البلاغة بل من باب الحقيقة هل أنجزت في تسينت قيد رئاسة بهمو ما يحمد عليه مقارنة بسالفيه طبعا ؟