بقلم : أحمد السباعي أستاذ بإعدادية ناضل الهاشمي السمارة
ثلاثيات وطن وقفت على رُؤى وطني لأملأ منه أجفاني فها قد شبتُ منفيّا وهذا البعد أضناني هرمتُ، هرمتُ.. يا ربي و لم أشبع من الوطنِ فقلت الشعر يرجعني إلى أقصى طفولاتي لأغرف بسمتي الأولى و أنثرها بأبياتي تخلى عنيَ العمرُ فليت الشعر يرجعني ظمئتُ، ظمئتُ.. يا وطني فقرِّبْ ماءك الرقراقْ و مُدَّ الأرضَ من تحتي لأسجد.. سجدة المشتاقْ إذا ضاعتْ أساريري فهذي غرةُ الوطن ِ أنا الطفل الذي رحلا يعلّم شِعره التسبيحْ يعتِّقه كما الأشواقُ يمسحه بكفِّ مسيحْ وها قد عادت الأشعار ولكنَّ الفتى رحلا!! أنا ابن الجنة الأولى و هذي مدائن الماسِ أنا ابن الأطلس الجبارِ و الأنهار أنفاسي رأيتُ البحر ذاتَ صباحْ فتاهت خطوتي الأولى!! أنا ابن شواطئ الذهبِ أنا ابن السهل و الجدولْ أنا ابن الأرض و الفلاح و الأشجار و المنجلْ سأحدو الأرض حين أموتْ أناشيداً من الذهبِ أنا ابن القطرة الأولى أنا المبعوث من تربهْ أنا من مات حين رآك ليغمس في الترى قلبهْ أنا المبعوث باسم الحبّ و هذي رسالتي الأولى مددتُ يداً إلى حوّاءْ لأقبس عشقها وحيا وقلت الشعر.. يا وطني فقيل: اهبط إلى الدنيا أنا ذنبي هوى شعري و آدمُ.. ذنبه حوّاءْ بلادي جنة أخرى وناس بلادي أنشوده ملائك هذه الدنيا و كلٌ ممسك عودَهْ إذا ما متّ يا بلدي لديني مرة أخرى!! أموت بكل شوق القلبْ و تحيا حرّةً سبتَهْ يعود الشعر عصفورا ويعلن في الورى موتَهْ وكيف يعيش يا وطني و سبتة غُصة في القلبْ
إغفاءتان و أنت تصلّين تدنو السماءْ و تغفو الرؤى بي و يصغي المساءْ و يأخذني الذكر إغماضتين ولا أعرف الحلم من أين جاءْ عجوزين كنا ، وكان المكان ضياء ، و كان الزمان ابتداءْ على الحب نشبك أيدينا نعلّم هذا الزمان الوفاءْ و نخفض إيقاع خطواتنا لنرفع أيدينا في الدعاءْ قصير هو العمر لكننا أطلنا حواشيه بالغناءْ هوىً و وفاءً .. و ما العمر إلا بإغفاءتين: الهوى و الوفاءْ و بالشوق نسبق أيامنا و بالذكريات نعيد اللقاءْ نُفيق على العشقِ، نغفو عليه كأجمل ما يستفيق الشتاءْ نعيد الخريف شتاء جديداْ نبعثر أوراقه في الهواءْ ونمضي إلى الخلد، يمضي الخلود على إثرنا موهَنا في انحناءْ لنا الخلد شعرا، جزاء بما أننا عاشقون، و نعم الجزاءْ سلام على الحب مذ كان طفلا إلى أن يشيّعنا الأصدقاءْ سلامك عليك و أنت تصلين في حضرة الله و الأنبياءْ لعينيك من تربتي شبه ...وحين يباغتني العشقُ شِعرا أحب التوحّد في عمق عينيك يا طفلتي الساحرهْ. لعينيك قدسيةٌ يا ملاكي المعطرَ بالنشوة السافره. عيونكِ لي وطنٌ كلما لَفَظَتْني بلادي لجأت إلى كحلها.. ضِفّة آخره. دعيني أقبّل فيها انتظاريَ رجْع صدى فتنتي.. قبلةً عابره. دعيني أخبئ سر انهزاميَ في عمقها.. آهة شاعره. دعيني أعلق شِعري هناك على هدبها شعرةً .. شعرةً مثلما أمةٌ علَّقتني أغانيَها الثائره. لعينيك من تربتي شَبَهٌ.. فاعذري دمعتي الحائره. لأنّي أرى حينما أُرهف الروح في مقلتيكِ ، دمشقاً وغزَّةَ .. والقاهره. تقوَّس عمري ولم تسمعي من قصيدي سوى رنَّةٍ عاثره. إذن فاعذريني و قولي: متى أستطيع الكتابة عنكِ و عن بسمة الطفل فيكِ