شخصية العدد : مكودي جيلالي المعروف ب " بلكوري " يقول الكاتب و المفكر الفرنسي الكبير ' اوسكارد وايلد ': ( .. آه لو كان للحياة شوط ثان , لكم تمنيت بان أصحح تجاربي .. ) طبعا لو كانت ملكة الإنسان سترشده إلى ما سيقع له في قادم الأيام , ربما كانت له فرصة توجيه مسار حياته نحو الأفضل , ولكن تمضي الأيام و ترحل بنا أحيانا بما نشتهي و أحيانا أخرى تجري سفننا بما لا تشتهي رياح الحياة لتبقى هذه الأخيرة كتاب مفتوح نستخلص منه الدروس و العبر لعلنا نمضي ما بقي من العمر في توافق و انسجام تام مع دواتنا قبل غيرنا .. لكن و كما يقول الشاعر ' ستبدي لك الأيام ماكنت تجهل ..' ولو أني اعرف خاتمتي ما كنت بدأت.. طبعا و نحن نتحدث عن الشوط الثاني أود أن أعود و إياكم إلى الشوط الأول من مسار لاعب لكرة القدم بكليميم و من خلاله مسار أو بداية لعب كرة القدم بشكل منظم بكليميم , من منا لا يتذكر الفريق العسكري الذي كان يمارس كرة القدم بكليميم بالملعب القديم , هذا الملعب الذي كان يحج إليه جمهور غفير من رجال و نساء و شباب و أطفال , هذا الجمهور الذي كان يعشق الفرجة و المراوغات الساحرة لكل من لعويسي و مجيلا و بلكوري . هذا الأخير الذي اخترناه ليكون ضيف هذا العدد من ذاكرة واد نون, فالأمر يتعلق باللاعب / الجندي السيد مكودي جلالي المعروف ب" بلكوري " المزداد بمدينة أسفي سنة 1942 , هذا الإنسان الذي أعطى الكثير و لم ياخد إلا القليل, أعطى و أفنى عمره من اجل الوطن فهو الذي التحق بالجندية وقد حل بمدينة كليميم في إطار العمل طبعا سنة 1968 حيت استقر بها في أول الأمر كجندي و هو الآن يسكنها كما سكنته و هو متقاعد. فبلكوري هذا الإنسان المتواضع جدا قد مارس لعب كرة القدم منذ نعومة أظافره , فكان أول نادي التحق به هو نادي العرب بأسفي الذي كان يمارس ضمن فرق القسم الوطني الثالث و كان ذلك سنة 1957 أي سنة بعد استقلال البلاد , بعد ذلك انتقل إلى جمعة سحيم ليلعب لفريق الهلال القسم الوطني الثالث . ليعود من جديد إلى مسقط رأسه أسفي للعب مع فريق اتحاد أسفي سنة 1960 . أما فيما يتعلق بقدومه إلى مدينة كلميم فكان سنة 1968 . هذه الحقبة التي عرفت خلالها المدينة تحول عميق على المستوى الرياضي و لاسيما كرة القدم لما قدمه بلكوري و عشيبة الوراق و دريس الخلفي مجيلا و القائمة طويلة طبعا ... فهؤلاء جميا لعبوا للفريق العسكري الذي كان يشارك في البطولة العسكرية بالمنطقة الجنوبية انذاك, هذا الفريق الذي أحرز البطولة العسكرية على المستوى الوطني سنة 1968 . إضافة إلى ذلك فقد عمل بلكوري على إبراز مهاراته الفنية الراقية بمراوغاته الفريدة من نوعها و التي كان يرقص على إيقاعاتها سي بوجمعة المعروف ب ( تبعوا ديما ..) رحمه الله , هذه المراوغات الساحرة نقلها فيما بعد بلكوري ليلقنها إلى لاعبي فريق نجم الصحراء أولا ثم إلى فريق جوهرة الصحراء فيما بعد لإشرافه على تدريبه في وقت من الأوقات كما كان لاعبا في صفوفه و قد رافقه في هذا المشوار و هذه التجربة الجديدة القديمة ضمن فريق جوهرة الصحراء , كل من الكاتي كمسير و مصطفى الرباطي , ملغاغ سي محمد , كريرات , حما تاحبوستي , حسن الزويكي المحجوب بادا امكسار ابراهيم العكاد إبراهيم المعروف ب –بيتشو- الحسين بورحيم المعروف ب- الفرسن- النميري زنيديري ديديه حمادي جكاني محمد اللاعب الأنيق عقبي المحجوب المعروف ب- بينيني- و اللائحة طويلة نعتذر إن لم نذكر الجميع .. وقد ضل مكودي جيلالي وفيا و مخلصا لنفس النهج الذي كان عليه , أخلاق عالية , تواضع نكران للذات و العمل بجد من اجل إرساء أسس و قواعد متينة من شانها إعطاء انطلاقة قوية لكرة القدم بكليميم و بالمنطقة ككل , كيف لا و هو الذي قال لقد ألفنا العيش بين أهالي واد نون بل انه أضاف قائلا بأنه لم يعد يقوى على السفر بعيدا عن مدينة كليميم التي احتضنته لمدة من الزمن ليست بالقصيرة .. بل انه تزوج من فتاة تنحدر من كليميم وهو الآن يسكن بحي تيرت بكليميم رفقة زوجته وابنه الوحيد ... وهو الذي قضى أزيد من أربعة وعشرين سنة كأسير حرب بمخيمات تندوف منذ يوم 04/05/1978, حيث تم أسره بنواحي التفاريتي ليطلق سراحه يوم 17/01/2002 . خلال هذه السنة تم تكريمه بمسقط رأسه بآسفي من قبل الفريق الذي احتضنه وهو شابا يافعا ليعود إليه مكرما من طرف فريق اتحاد آسفي وفريق قدماء من الدارالبضاء . لكن ما يحز في نفس بلكوري اللاعب المتواضع هو أنه أعطى الكثير للكرة الكليميمية خاصة مع فريق جوهرة الصحراء ولم يلتفت إليه احد من الذين رافقوه في دربه الرياضي كما فعلوا مع غيره . ولكي ننصف بلكوري و نعيد له الاعتبار فالمرجو و المطلوب من كل الفعاليات الرياضية و المسؤولين بالمدينة اقامت حفل تكريم على شرفه و على شرف كل من قدم خدمة جليلة من اجل إنجاح الرياضة بصفة عامة و كرة القدم بصفة خاصة .. ولمالا منح السيد بلكوري الإشراف على مدرسة تعنى بتعليم وتلقين المبادئ والأسس الأولية لكرة القدم بكليميم من أجل مستقبل ناشئة رياضية واعدة .