جوال بدون راحة بال .. تالف غضبان نادم حيران .. ويحك يا إنسان غير غادي و تحرف .. شفتك حيران الريح بيك تعصف .. بهذه الكلمات و المعاني تغنت الفرقة الموسيقية لأولاد ماما التي عرفت أول انطلاقة لها خلال بداية السبعينات , هذه الفترة التي كانت حبلى بالعديد من المتغيرات على المستوى العالمي حيث الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي و الغربي و القضية الفلسطينية في أوجها و التي كانت لها انعكاسات على الفكر الإنساني الذي أصبح جوال و تائه منقسم بين الحركات التحررية و الحركات النضالية و الحركات الفكرية ففي هذه الفترة عرف العالم ما كان يعرف بحركة ''الهيبيزم '' التي كانت تتفاعل مع هذه المتغيرات العالمية والتي تغنى بها كبار المغنيين العالميين و المجموعات الغنائية من أمثال -' بوب ديلون ' جيمي هندريكس ' بينك فلويد ' جو كوكر' البيتلز' .. و القائمة طويلة . أما على المستوى الوطني فقد ظهرت مجموعات غنائية لها نفس المسار و التأثير من طينة مجموعة ناس الغيوان لمشاهب عمراوة جيل جلالة باطمة ولرفاك سكينة و لجواد , رعاة الصحراء , الإخوان ميكري ..و غيرها , فكان من الطبيعي بزوغ مجموعة غنائية من رحم هذه الرياح الفنية العالمية منها و الوطنية فكانت النشأة و الظهور من حي الملعب الحي الشعبي المنزوي في قلب مدينة كليميم, هذا الحي الذي كان بحق و حقيقة مدرسة للإبداع و الفن و كرة القدم و الفروسية و محتضنا للفرق الفلكلورية ( كنكة – لعبيد ) .. هذا الحي الذي يتنفس برجه الشهير نسيم و رائحة التاريخ .. و لكي نستعيد دفئ لهيب هذا الماضي المشرق لمجموعة أولاد ماما نعرج بكم من خلال هذه الذاكرة على شخصية كان له الفضل إلى جانب أصدقاء الدرب في تأسيس مجموعة أولاد ماما للطرب و الغناء , و يتعلق الأمر بالسيد المحجوب تاركي ' ولد مينة ' المزداد سنة 1959 بمدينة كليميم و القاطن بحي الملعب سابقا و حي الفتح حاليا .. كان تعليمه الأولي طبعا بالكتاب بالمسجد العتيق لكليميم بشارع عبودة تم بعده إلى التعليم الابتدائي الذي كان بمدرسة عبد الله بن ياسين حيث تابع دراسته حتى المستوى الخامس ابتدائي موسم 1973 – 1974 . فالتواجد بهذا الحي الشعبي – الملعب – إلى جانب مجموعة من المواهب الفنية , يقول السيد المحجوب تاركي , أذكى روح التوجه الفني لديه متأثرا في ذلك بظهور تلك المجموعات السالفة الذكر في التقديم إضافة إلى مجموعات من الجنوب و الصحراء و موريتانيا من قبيل الفنان محمد الناجم ( العيون ) أولاد نانة ( موريتانيا ) .. و في أواخر السبعينات اختمرت الفكرة و اقتنع بها المحجوب ليؤسس لفرقة أولاد ماما رفقة ابن عمه عمر الفايق , الناجم خلدون , إبراهيم تيشيتي , عزيز لغميسي , حسن الزويكي , الخليل لحويج , محمد يعلى خونا , محسن البشير و آخرون .. و في الأخير استقرت المجموعة على أربعة عناصر هم : - عمر الفايق – إبراهيم تيشيتي – الناجم خلدون – المحجوب تاركي . كان طبعا هاجس الأوضاع الاجتماعية المزرية و القضية الفلسطينية و غيرها من الاهتمامات و الانشغالات هم ارق المجموعة و جعلها تغني للسلام و الإصلاح و الشباب , فكان همها الأول و الاخيرهو أداء هذه الرسالة الفنية النبيلة على أحسن وجه , و بالفعل فقد وفقت إلى حد كبير في ذلك .. لكن يضيف السيد المحجوب تاركي و مع كامل الأسف أن المجموعة لم تكمل المشوار نظرا لانشغال أعضائها كل في مساره المهني , مما اضطر معه السيد محجوب تاركي إلى التفكير في تأسيس مجموعة ثانية اختار لها اسم '' مجموعة لحباب '' للفنون الشعبية و الطرب الحساني , و كانت تتكون من حسن خافي , المرحوم بالله إدريس بلقايد , عبد المجيد بن الطالب , مولاي عمر شبشوب , عبد الله بلفقيه , و أخيه المرحوم بالله حسن بلفقيه .. ولم يقف السيد المحجوب تاركي عند هذا الحد بل ساهم في تعليم مواهب شابة صاعدة و أنار لهم الطريق لحمل المشعل و ليستمر الفن الموسيقي الذي يعتبر غداء الروح , و بالفعل كان له ما أراد و أسس مجموعات موسيقية أخرى نذكر منها المجموعة التي كانت تظم كل من حسن الخد , صالح اليوسفي , احمد عبرات , محمد بادنيني , بكار تاركي , عبد الله خلدون . و المجموعة الثانية و التي كانت تتكون من إبراهيم الخد , الطيب زعبون , حسن أمدا , سعيد لحلو . كما قام السيد المحجوب تاركي بدور المكون في المجال الموسيقي و الفني بحيث اطر العديد من رواد دار الشباب آنذاك بمساعدة الأستاذ عزيز نافع و الأستاذ ايت العيد .. و من بين هؤلاء رواد دار الشباب نذكر : احمد بولخبار , احمد السملالي , خليفة الخالصي .. تبقى أهم مشاركة لمجموعة أولاد ماما تعود إلى سنة 1985 حيث شاركت في السهرة الكبرى لمدينة كليميم التي احتضنتها ساحة بئران زران , و قد شاركت المجموعة إلى جانب مطربين و مجموعات وطنية وازنة من طينة ' المرحوم محمد فيتح , محمد رويشة , و من القطر العربي المرحومة ديمي بنت أبا و الخليفة ولد أيدا , المرحوم احمد حمزة .. و آخرون . يبقى كل هذا المسار الفني الغني بالتجارب لمجموعة أولاد ماما و غيرها, مسار عصامي أبان خلاله كل عنصر من هؤلاء عن علو كعبه في مجال العناء و الطرب هذا طبعا في غياب تام لتشجيع المواهب ماديا و معنويا من قبل المسؤولين و في غياب نادي بلدي موسيقي الذي تفتقر إليه المدينة إلى يومنا هذا .. فألف تحية و تحية لمن اجتهد و أصاب متحديا بذلك كل الصعاب , فليس من السهل نظم الكلمات و تلحينا و أدائها على الوجه المطلوب . فلكم جميعا و لأخينا تاركي المحجوب الذي غادر الساحة الفنية في صيف 1994, و من خلاله إلى كل عنصر من مجموعة أولاد ماما الكبيرة و الموسعة , و باقي المجموعات الوادنونية نقول لكم دمتم أوفياء لمعاني أغانيكم الخالدة : جوال – أمي فلسطين – الجلاد – شباب اليوم – لميمة – الغريب – لكميلة .. صعابت الوقت اخيي وصعاب الزمان .. كثرة لهوال خيي وكثرة لمحاين .. مصايب الدنيا فايتة و المسرات و الأحزان .. واش يدوم اخيي حسن لفعال .. شوف لموال زايلة وكل مملوك محال ..