أن أحداث أكديم إزيك تأخرت حتى ما بعد الثورتين التونسية والمصرية ،وتزامنت مع اندلاع الثورتين اليمنية والليبية واحتجاجات حركة 20 فبراير ،من غير المستبعد أن نكون أمام سيناريو شبيه بالمشهد اليمني ،شمال حاكم يعيش أوضاع اقتصادية واجتماعية مزرية ،وجنوب متوتر سياسيا ذو نزعة استقلالية ينتظم في تركيبته الاجتماعية على النمط القبلي ،مجاله الجغرافي صحراوي شاسع مترامي الأطراف ،وتنظيم القاعدة به يتحين الفرصة لتكهرب الأوضاع والتغذي عليها ،من المرجح أن يبادر نظام الحكم إلى حل الحكومة ، البرلمان ،المجالس المحلية ،المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية وإلغاء الدستور ،قد تتجاوب هذه المبادرة مع سقف مطالب الشعب في الشمال ،إلا أنها لن ترقى إلى سقف مطالب الشعب في الجنوب إذا ما أخذنا بعين الحسبان والاعتبار الحساسية السياسية للمنطقة ،خصوصا جبهة البوليساريو التي ستؤطر هذه النزعة الاستقلالية ،خاصة إذا ما كانت المقاربة الأمنية للأحداث عنيفة وحدثت تجاوزات لحقوق الإنسان ،الورقة التي ما فتئت هذه الأخيرة تشهرها في وجه المغرب ،والتي ستعتبرها خرقا لوقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين سنة 1991 م ،أكيد أن الاحتضان الذي حظي به نظام الحكم في اليمن من طرف الجارة الشرقية أي المملكة العربية السعودية ،لن يكون هو نفسه بالنسبة للجزائر إزاء المملكة المغربية ،لنتصور أنفسنا أمام مخيم نزوح وأحداث أكبر من تلك التي شهدنها في أكديم إزيك ،وبالأحرى إذا كان ذلك اللجوء إلى تندوف من جديد ،ما هو موقف حكومة الفاسي من كل هذا وذاك ،التي ستحظى طبعا بعطف وشفقة فرنسا ،في المقابل سينال الطرف الآخر دعم المجتمع المدني الإسباني كما لاحظنا ذلك في حادث الناشطة الحقوقية آمنتوا حيدار ،لقد كنت محظوظا يا عباس بأن كان هذا الحادث شرارة وعود ثقاب الثورات العربية بشهادة العديد من المتابعين السياسين ،بدل أن يكون هشيم وحطب رياح التغير العربي ،الشيء الذي كان رحمة للشعب وعبرة للنظام الحكم ،فاعتبروا يا أولي الأبصار .