أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمة متلفزة أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قد مات، وأن جثته موجودة الآن بحوزة السلطات الأمريكية. وقال الرئيس الأمريكي أنه أمر بتنفيذ مهمة عسكرية ضد مجمع سكني خارج إسلام آباد أسفرت عن مقتل بن لادن، وان العملية نفذت من قبل عناصر من القوات الخاصة الأمريكية. الصدمة الأولى أن زعيم القاعدة يقطن في قصر بالقرب من العاصمة الباكستانية بدل الكهف الذي روجت له وسائل الإعلام الغربية ، و المسلمة الثانية هي سيادة دولة باكستان التي أصبحت مثل سيادة عاهرة على أعضائها التناسلية. كما سيثير مقتله مخاوف من إمكانية أن يقوم مؤيدوه وإتباعه بالانتقام من الولاياتالمتحدة والغرب بشكل عام. بن لادن أبي عبد الله أسامة بن محمد بن عوض بن لادنقد دَرس أعداؤه كل ما ما يتعلق به من مأكل وملبس وطول ووزن ، وعلاقاته بكذا وكذا ، وهل هو مريض بكذا ، وما الذي يُفرحه وما الذي يُغضبه ، وماذا فعل في المستشفى الفلاني قبل أن يبلغ الحُلُم ، ومن كان أصحابه في المدرسة ولماذا وبماذا صبغ لحيته ، ووو... القاعدة بين الخيمة الأيدلوجية و الخديعة المرعبة احتلت المسهد الإعلامي مجددا ، في توقيت حساس جدا ، لم تتعرض المنطقة العربية منذ نضالها ضد الاستعمار ، ونشوء حركات التحرر العربية المطالبة باستقلال الدول العربية لزلزال قوي بحجم مايحدث الآن على امتداد الوطن العربي منذ قرابة خمسة شهور . تغييرات متسارعة وحراك اجتماعي وسياسي يفصله نصف قرن تقريبا عن التاريخ المعاصر الذي توجت فيه حركات التحرر نضالها بالاستقلال ، وأربعة عقود عن واقع الانقلابات الثورية في العالم العربي استقر بعدها نظام الحكم في تلك الدول ة المرعبة .
وقبل هدا الحادث عادت شماعة القاعدة للساحة وتنظيم القعدة قد أصبح بعبع الشرق الأوسط و شمال إفريقيا ، حيث أن أي جريمة بشعة تحصل في أي مكان ومن ما كان منفذها المجهول وأي جهة مسؤولة عنها ؟؟ توضع على الشماعة المعروفة بالقاعدة .وكأن تنظيم القاعدة هو القوة العظمة في العالم وكأنه هو من يملك الأسلحة الفتاكة وهو الذي يسيطر على اقتصاد العالم ؟ وكمثال على الاستثمار في القاعدة وفلكها نجد النظام السوري الذي يعيش أيامه الأخيرة ، في محاولة منه لتسويق مسرحية الجماعات المتطرّفة، عمد النّظام السّوريّ إلى حيلة شيطانيّة ماكرة، هي في الحقيقة ليست غريبة على هذا النّظام الدّمويّ، عمد وبصورة وحشية إلى إعدام الجنود الشّرفاء الذين رفضوا إطلاق النّار على المدنيين العزّل، لينسب بعد ذلك هذه الجريمة الشّنعاء إلى الجماعات الارهابيةوهذا دليل آخر من بين عشرات الأدلّة التي تكشف إجرامية هذا النّظام، وتنبئ بقرب سقوطه، فمن كثر ظلمه واعتداؤه قرب هلاكه وفناؤه. الأصل أنّ الجهة الوحيدة التي تملك السّلاح على الأرض هي قوات الأمن والجيش السّوريّ إضافة إلى مليشيات الشبيحة الموالية للنّظام، ومن ادّعى وجود جماعات أخرى تمتلك أسلحة فليثبت ذلك من مصدر محايد، بعيدا عن مسرحيات التلفزيون السّوريّ. هدا الأخير بث مشاركة شعرية عن طريق الهاتف من أحد مشاهديه ويدعى الفنان حسن حسن، قال فيها "اسألوا آبائي اسألوا جدي اسألوا نسبي، اسألوا الشموخ اسألوا لي الواحد الأحد، اسألوا ما شئتم فأنا البعث ديني وربي بشار الأسد"، ثم بدأ المذيع بالتليفزيون السوري الكلام مقاطعًا بدعوى شرح ما قاله هذا المتصل بقوله "ربي بشار الأسد".. كيف سيكون حال الناس وهم يروون المجرم الملثم قد أماط اللثام عن وجهه وأصبح ذباحا رسميا يحميه القانون ويعطيه حصانة لا تسقط عنه حتى لو ثبت تورطه بالقتل والاختطاف والتعذيب؟ وفاة بن لادن تطرح أسئلة حول المكان و الزمان و الحدث.. ، ويرى مراقبون أن وفاة أسامة بن لادن سيلهب المشاعر الوطنية بين الأميركيين وسيساعد باراك أوباما على الفوز بولاية رئاسية ثانية ويستشهد المراقبون بما جرى بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي شكلت لحظة فارقة في تعبئة المشاعر الوطنية ومهدت الطريق أمام الرئيس الجمهوري جورج بوش للفوز بولايته الثانية. هل من فرق بين خطاب الظواهري وبين خطاب معمر القدافي و علي عبد اله صالح و الأسد بين قوسين و أجندة المخابرات الأمريكية و صويحباتها التحريضي في الدعوة إلى الفتنة والقتل وجعلهما سياسة عامة للمرحلة لتقويض الحراك العربي في الشارع المطالب بالحرية و الكرامة.؟ (*) - مدير نشر و رئيس تحرير جريدة دعوة الحرية المغرب