الحديث عن الزاوية وعن الأدوار التي تمارسها في المجتمع المغربي، ونخص بالذكر المجتمع الصحراوي، بالتحديد حديث طويل ، ومتشعب ، ويحتاج الي كفاية نظرية و معرفية تستند الى مسح اجتماعي، ندرك من خلاله أفضال الزاوية ، وكل أفعال المنخرطين والموجودين من داخل ما يمكن ان نسميه الممارسة النظرية المنبثقة من الزوايا، وبعيدا عن هذا الحديث العام نقول ان الزاوية تشكيلة، اوتركيبة اجتماعية نجدها أصلا في ماهو ذهني روحي شريف، وان لها بهذا الاعتبار دور متين في تحقيق وحفظ وضمان الممارسة الدينية ذات الابعاد الروحية الخالصة . ان لها دورا في تفقيه النفوس والسموبها لترتبط بالخالق . من خلال هذه الوظيفة الروحية ، عملت الدولة على الاعتناء بالزوايا لما لها من دور في حفظ الاستقرار الاجتماعي وامن المجتمع وتماسك الروحي. فالمضمون الروحي والذي تؤديه الزاوية يعتبر عنصر أساسيا و أداة رئيسة من أدوات التحلية والتحلي بالأخلاق الفاضلة ، ومنارة لأنها تنطلق من مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فالزاوية يوجد ورآها الولي والخير والصالح والحسن . وفي هذا السياق نتحدث عن الولي الصالح احمد بن يداس ، كغيره من أولياء المجتمع الصحراوي هذا المجتمع الأصيل مجتمع الفطرة ، مجتمع يملك رموز دينية ، وأخلاقية من الصعب ان ينفك عنها أو يبتعد ، فكل تغيب لهذه الرموز هوسقوط بهذا المجتمع في مهاوي الرذيلة والفساد والخطيئة. فالزاوية تعني أيضا البركة والصفاء وتعني السلام وتعني الخير الممتد من الماضي البعيد ، وتعني أيضا العراقة والامتداد ، وهي عنصر من عناصر الربط بين العرش ، وأبناء هذه الربوع. وإذ نثمن مبادرة الدولة في الاعتناء بالزوايا وصرف النظر إليها ،ونحرص على التأكيد ان المقاربات الفكرية التي تغض من دور الزاوية ، وتطعن في وظيفتها هي للأسف مقاربات لم تستطع أن تفهم اللحمة الاجتماعية الصحراوية، والمغربية بوجه عام وأن تفهم ادوار المورث والتحام الإنسان به . فاحمد بن يداس رجل خير وبركة وطهارة، عبق بالدلالة الدينية الروحية التي تحتاجها أجيالنا اليوم ، الأجيال التي صرفها التسليع والعولمة ،وغيرها من عناصر التثقيف الحديثة. . ان إنسان اليوم إن افتقر إلى المضمون الروحي فما أحوجه أن يعيد الاعتبار لزوايا والى ان يفتش عن الكنز الروحي، عن المبادئ والكرامات والبركات التي ترفرف في سماء الزاوية، وفي أفنيتها . هذه خطرات عن الزاوية وعن كل الخير الذي تحمله رموزنا ويحتضنه موروثنا وهي كلمة نقولها مشيرين من خلالها إلى العلاقة الوطيدة التي تجمعنا بهذا المكون ،والتي لاتسمح بتغيبه أو رفضه لأنه ببساطة من عناصر الاستقرار والاستمرار ، ولأنه راسخ كهوية وكتكوين وأيضا كتطور في عالمنا الوجداني ،وكمؤسسة في عالمنا الاجتماعي ،فالزاوية والولي احمد بن يداس مشاعر وعلاقات ورموز ودلالات غنية بعيدة الأثر في وجداننا وشعورنا المجتمعي. . نذكر ها لأن الحاجة تقول ذلك ، أنتأملها لأنها الذكرى ، الهوية والذات ، لأنها أيضا عنصر من عناصر المعتقد التي هيهات ،أن يصرفنا عنها صارف ، فهي مصير وعنوان بقاء، أطار أخلاقي يحمي المجتمع ، ويضمن تواصل ايجابي بين الأجيال وبهذا فأن زاوية احمد بن يداس اذا تحيى الموسم الثالث ، تعنونه بالأمن الروحي دعامة أساسية للاستقرار والتنمية ، انها تقول ان التنمية ولاستقرار بالزاوية ، وان الزاوية للاستقرار والتنمية ولن تخرج عن هذا الإطار .