في خطوة تصعيدية جديدة من شأنها خلق المزيد من التوتر، وجهت قيادة جبهة “البوليساريو” رسالة إلى الأممالمتحدة أعلنت فيها عزمها العودة إلى منطقة “الكركرات” في الصحراء الغربية على الحدود قرب موريتانيا ونشر عناصرها هناك. وجاء في رسالتها الى بعثة “المينورسو” في الصحراء، التابعة للأمم المتحدة، أنها ستعيد الانتشار في منطقة الكركارات العازلة، ردا على ما وصفته بالخروقات المغربية، وهو ما من شأنه أن يؤثر على حركة تنقلات البضائع بين المغرب والعمق الافريقي اذا حدث. الرسالة اعتبرتها أطراف مغربية استفزازية من شأنها اعادة التوتر بين الطرفين خاصة ان مصادر كشفت عن توغل عناصر مسلحة تابعة للبوليساريو في المنطقة الحدودية مع موريتانيا والخاضعة لمراقبة المينورسو. وذكرت مصادر اعلامية فرنسية أن سيارتين لعناصر مسلحة من البوليساريو أو ما يعرف ب”الشرطة الصحراوية” توقفتا في منتصف الطريق بمعبر الكركارات الحدودي. هذه التحركات تأتي بعد مناورات عسكرية قامت بها الجبهة في المنطقة استمرت لأربعة أيام. الرباط ردت على تحرك البوليساريو بأن المناورات التي تقوم بها جبهة البوليساريو تعكس حالة التخبط واليأس والتفكك التي تسود في صفوفها نتيجة للانتصارات المتتالية التي يراكمها المغرب في الدفاع عن وحدته الترابية (حسب المتحدث). وأضاف مصطفى الخلفي المتحدث باسم الحكومة المغربية، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي عقب انتهاء المجلس الحكومي برئاسة رئيس الوزراء سعد الدين العثماني، أن المغرب يتقدم بخطوات قوية في مجال الدفاع عن وحدته الترابية ويعمل في اطار خلق تنمية اقتصادية في الأقاليم. ويشار الى ان البوليساريو، في العام الماضي، أعلنت انسحابها من المنطقة بعد أن دعتها الأممالمتحدة لفسح المجال لعناصر بعثة المينورسو لمباشرة عملهم. في هذا السياق تساءلت أسبوعية “الأيام” المغربي المقربة من الخطاب الرسمي قائلة ماهي “هاته الخروقات التي تتحدث عنها البوليساريو اليوم، في ظل التزامات المملكة ودعمها لمجهودات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء الألماني هورست كولر في استئناف المفاوضات وفتح الحوار أمام طرفي النزاع للتوصل لحلول متوافق عليها وترضي جميع الأطراف”. من جانبه وجه سفير المغرب الدائم لدى الاممالمتحدة عمر هلال، رسالة إلى مجلس الأمن شجب فيها ما وصفه ب”خرق اتفاق وقف إطلاق النار و معه مختلف قرارات الأممالمتحدة”. وذكر موقع ال”الديسك” المغربي أن الرباط أبلغت رئيس بعثة المينورسو، كولين ستيوارت، بتحركات عناصر مسلحة لجبهة البوليساريو، والتي كان من بينها اعتراض موكب من المركبات المشاركة في أحد السباقات.
واضاف ممثل المملكة المغربية عمر هلال في رسالته لمجلس الأمن بشأن التحرك الاخير للجبهة، ان المغرب يؤكد التزامه “بضبط النفس وانخراطه في الجهود الأممية لتسوية النزاع سياسيا”. وأثناء استقبال المنسق المغربي من طرف كولين ستيوارت تسلم هذا الاخير رسالة من من قيادة القوات المسلحة الملكية المغربية أشارت فيها الى مسئوليات وصلاحيات رئيس البعثة الاممية ولتوصيات قرار مجلس الأمن.
وذكرت اذاعة فرنسا الدولية ان عناصر مسلحة من البوليساريو منعت مشاركين في رالي “تحدي الصحراء” من المرور عبر معبر الكركارات قبل ان تتدخل بعثة المينورسو، مشيرة الى ان طائرة هيلكوبتر تابعة للبعثة حطت بمنطقة “بئر الحلو” لمتابعة الوضع عن كثب والوقوف على حيتياته.