وصل صدى ما تعيشه مدينة الداخلة على وقع الاحتجاجات العارمة إلى مدينة المضيقمسقط رأس خالد قادر ربان السفينة الذي أضرم النار في جسده يوم الجمعة 31 مارس 2017 في مقر مندوبية الصيد البحري بالداخلة. وأكد مصدر عليم أنه تم تشييع جثمان خالد أول أمس الأحد بمدينة المضيق وووري جسده الثرى بمقبرة حي الزاوية، مضيفا أنه بعد الانتهاء من مراسيم الدفن تم تنظيم مسيرة احتجاجية جابت شوارع المدينة وتوقفت أمام باشوية المضيق. وأوضح المصدر ذاته أن الفقيد وبعد ثمانية أشهر من الاحتجاج والمطالبة بفتح تحقيق في حادث غرق السفينة التي كان يشغل ربانا لها، ولجأ خالد إلى هذا الحل لما شعر بانسداد الأبواب أمامه. وحسب مصادر متطابقة، فإن مدينة الداخلة تعيش منذ حادث إضرام خالد للنار في جسده على وقع احتجاجات متتالية قام بها بحارة ورفاق الفقيد وافراد من أسرته تعبيرا عن تضامنهم معه. وقالت المصادر ذاتها إن القضية ما زال الغموض يلفها. وردد المحتجون شعارات تطالب بالكشف عن الحقيقة في الأسباب والملابسات التي أدت بخالد إلى إحراق نفسه داخل مندوبية الصيد البحري. وتجدر الإشارة إلى أن خالد كان ربانا للسفينة كاريليا واحتج منذ غرقت سفينته بتاريخ 24 ماي 2016 في عرض سواحل مدينة الداخلة، وأن خالد المتزوج والأب لطفلين فارق الحياة متأثر بحروق في جسده جراء إضرام النار فيه، ونقل يوم السبت الماضي إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء على متن مروحية قصد علاجه. على إثر الوقفات الاحتجاجية التي نظمت في كل من الداخلةوالمضيق طالبت هيئات المجتمع المدني العاملة في قطاع الصيد البحري بفتح تحقيق عاجل وتزيه في هذه القضية، وعبرت هذه الهيئات عن تضامنها مع مطالب الراحل خالد قادر، وطالبت بإيفاد لجنة خاصة من وزارة الصيد البحري للوقوف على المشاكل التي يتخبط فيها القطاع بالجهة. من جهة أخرى أكد مسؤول بمندوبية الصيد البحري بالداخلة أن خالد قادر كان يشتغل ربانا في باخرة «كاريليا» وتعرضت هذه الباخرة إلى الغرق في ماي 2016، وتم القيام ببحث في الحادث لدى مصالح الدرك الملكي، وسبق لهذا الربان أن صرح باحتمال حدوث ثقب بالباخرة الشيء الذي أدى إلى غرقها. وأضاف المسؤول أن لجنة مختلطة أجرت بحثا بحريا في القضية تضمن تصريحا للفقيد وبعد مدة زمنية ارتد على ماسبق ان صرح به، واوضح المصدر أن الجريمة البحرية من مهمة القضاء. وقال المسؤول إن خالد قادر رفع دعوى في هذا الصدد. حادث وفاة خالد في ظروف مأساوية تعيد إلى الأذهان حادث طحن المواطن محسن فكري في شاحنة للأزبال بالحسيمة، والحادثان تلفهما نفس الظروف المتعلقة بواقع الصيد البحري في بلادنا، والملابسات التي يعيشها هذا القطاع الاستراتيجي الهام.