تحولت جنازة ربان سفينة الصيد الذي أحرق نفسه بالداخلة، إلى مسيرة احتجاجية غاضبة بمسقط رأسه مدينة المضيق، مساء اليوم الأحد، شارك فيها عدد كبير من نشطاء المدينة وعائلة وأقارب الراحل. مصدر من عين المكان أوضح في اتصال لجريدة "العمق"، أن العشرات شاركوا في تشييع جثمان الربان خالد قادر بمقبرة الزاوية بالمضيق، لينطلقوا بعد ذلك في مسيرة احتجاجية جابت الشارع الرئيسي للمدينة وصولا إلى مبنى الباشوية، رافعين لافتة كُتب عليها: "الربان خالد قادر من مدينة المضيق.. شهيد الكرامة بالداخلة". المتظاهرون رددوا هتافات غاضبة تطالب بالتحقيق في وفاة الربان ومعاقبة المتورطين في غرق سفينته وعرقلة عودته رفقة طاقمه إلى العمل، رافعين شعارات من قبيل: "الشهيد خلا وصية.. لا تنازل عالقضية"، "قادر مات مقتول.. والمخزن هو المسؤول"، "يا قادر ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح". وتوفي أمس السبت، الربان خالد قادر، متأثرا بجراح بليغة أصيب بها بعد إقدامه زوال أمس الجمعة، على إضرام النار في جسده أمام مندوبية الصيد البحري بالداخلة، أثناء خوضه اعتصاما احتجاجيا للمطالبة باسترجاع حقوقه. وطالب عدد من البحارة بمدينة الداخلة، بفتح تحقيق في حادثة وفاة الربان، وذلك في وقفة أمام المندوبية الجهوية للصيد بالداخلة، مساء أمس السبت، رافعين شعارات تطالب وزارة الفلاحة والصيد البحري، بإيفاد لجنة وزارية خاصة للتحقيق في الملف، وكشف حقيقة ما تعرض له الهالك بعد غرق سفينته وما تلاها من أحداث. وكانت جريدة "العمق" قد كشفت معطيات جديدة في ملف ربان سفينة الصيد بالداخلة، حيث أوضح مصدر مقرب من الراحل، طلب عدم ذكر اسمه، أن عائلة خالد قادر تؤكد أن سفينته "كاريليا 79-12"، تعرضت لعملية إغراق متعمدة إثر احتراقها في عرض البحر في 24 ماي 2016 بسواحل جهة الداخلة وادي الذهب، وذلك "انتقاما من الربان الذي كان يتحدى لوبيات الصيد ويقوم بدوره النقابي في الدفاع عن العمال في ظل تخوف النقابات التي لم تكن تجرؤ على الحديث". وأضاف المصدر ذاته، أن الربان وطاقمه تم استقبالهم من طرف شركتهم "ببرودة" بعدما أنقذتهم سفينة أخرى من الغرق بعد احتراق قاربهم لأسباب غامضة، ليتم إقصاء وتهميش الربان وطاقمه رغم كل الإجراءات الإدارية التي قاموا بها للعودة إلى العمل بعد الحادثة، لافتا إلى أن "لوبيات الصيد بالمنطقة كانوا يشعرون بخطورة الربان خالد قادر بسبب محاولته إحياء العمل النقابي مع البحارة ورفضه السكوت عن مظاهر الفساد في القطاع". ابن مدينة المضيق الذي تخرج من معهد للبحرية، سبق له أن ناشد الملك محمد السادس التدخل ل"رفع الحيف عنه"، في رسالة مطولة كشف فيها عن تفاصيل عملية غرق مركبه، متهما مالك السفينة وإدارة الصيد البحري بالداخلة ب"التآمر عليه رفقة طاقم السفينة وإقصائهم من العمل بدون أي مبرر قانوني".