كشف مصدر مقرب من ربان سفينة الصيد بالداخلة، الذي توفي أمس السبت، بعد إضرام النار في جسده، عن معطيات جديدة لجريدة "العمق" قضية هذا الربان، مشيرا إلى أن الغموض لا زال يلف الملف. وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن عائلة الربان خالد قادر تؤكد أن غرق سفينته "كاريليا 79-12"، تعرضت لعملية إغراق متعمدة إثر احتراقها في عرض البحر في 24 ماي 2016 بسواحل جهة الداخلة وادي الذهب، "انتقاما من الربان الذي كان يتحدى لوبيات الصيد ويقوم بدوره النقابي في الدفاع عن العمال في ظل تخوف النقابات التي لم تكن تجرؤ على الحديث". ابن مدينة المضيق الذي تخرج من معهد للبحرية، سبق له أن ناشد الملك محمد السادس التدخل ل"رفع الحيف عنه"، في رسالة مطولة كشف فيها تفاصيل عملية غرق مركبه، متهما مالك السفينة وإدارة الصيد البحري بالداخلة ب"التآمر عليه رفقة طاقم السفينة وإقصائهم من العمل بدون أي مبرر قانوني". وأضاف المصدر ذاته، أن الربان وطاقمه تم استقبالهم من طرف شركتهم "ببرودة" بعدما أنقذتهم سفينة أخرى من الموت بعد احتراق قاربهم لأسباب غامضة، ليتم إقصاء وتهميش الربان وطاقمه رغم كل الإجراءات الإدارية التي قاموا بها للعودة إلى العمل بعد الحادثة. مصدر "العمق" أشار إلى أن خالد قادر معروف بكفاءته وقد كانت شركات الصيد تتنافس بينها لضمه إليها، لافتا إلى أن الربان الراحل كان يحصل على المراتب الأولى في دراسته في معهد البحرية، بعدما تفوق في الباكالوريا علوم رياضية بميزة عالية بتطوان. وأشار إلى أن الربان المذكور راسل عدة جهات طيلة عام دون أن يتوصل بأي رد، مشيرا إلى أن الملف الآن يوجد بحوزة زوجته ويضم "معطيات وإثباتات قوية لما حدث". وكانت زوجة الربان قد أوضحت في فيديو نشره موقع محلي بالداخلة، أنها سلمت بنفسها ملف زوجها إلى وزير الداخلية في منطقة "كروس مونطانا"، وأنه وعدها بمعالجة المشكل، مشيرة إلى أنها لم تتلقى أي جواب، وأوضحت أنها تتوفر على كل وثائق الملف، وأن زوجها كان يتعرض لتهديدات لأنه يطالب بحقه فقط، حسب قولها. إلى ذلك، علمت جريدة "العمق" من مصدر بمدينة تطوان، أن جثمان الربان خالد قادر، سيُوارى الثرى عصر اليوم بمقبرة الزاوية بمدينة المضيق، مع توقع خروج احتجاجات عقد الجنازة للمطالبة بالتحقيق في وفاة الراحل. وكان عدد من البحارة بمدينة الداخلة، قد طالبوا بفتح تحقيق في حادثة وفاة ربان سفينة صيد، بعدما أحرق نفسه أمام المندوبية الجهوية للصيد بالمدينة، أول أمس الجمعة، واصفين الراحل ب"شهيد الحكرة". ورفع المحتجون في وقفة أمام المندوبية الجهوية للصيد بالداخلة، مساء أمس السبت، شعارات تطالب وزارة الفلاحة والصيد البحري، بإيفاد لجنة وزارية خاصة للتحقيق في الملف، وكشف حقيقة ما تعرض له الهالك بعد غرق سفينته وما تلاها من أحداث. وتوفي أمس السبت، الربان خالد قادر، متأثرا بجراح بليغة أصيب بها بعد إقدامه زوال أمس الجمعة، على إضرام النار في جسده أمام مندوبية الصيد البحري بالداخلة، أثناء خوضه اعتصاما احتجاجيا للمطالبة باسترجاع حقوقه.