ذكرت صحيفة تاجستسايتونغ (تاتس) الألمانية أن الحكومة الصينية تعتزم سحب جوازات سفر نحو 22 مليون إيغوري مسلم بحلول فبراير/شباط القادم، ضمن إجراءات جديدة تهدف لفرض مزيد من التضييق على هذه الأقلية. وقالت تاتس إن حرية السفر "المكفولة نظريا في الصين" لكافة المواطنين جرى التراجع عنها مؤخرا مرات عديدة من خلال سحب جوازات السفر أو عدم إصدار جديدة، وأشارت إلى أن استخدام القيادة الصينية لهذه الوسيلة العقابية بحق أقلية الإيغور امتد هذه المرة ليمس شعب الأقلية بأكملها. وأوضحت أن حكومة بكين المركزية أنذرت 22 مليونا من سكان إقليم شنغيانغ ذي الأكثرية الإيغورية ذات الأصول التركية شمالي غرب البلاد بتسليم جوازات سفرهم لمراكز الشرطة المحلية، أو تحمل تبعات الامتناع عن تنفيذ هذا الأمر. واعتبرت تاتس أن ربط صحيفة غلوبال تايمز المعبرة عن القيادة الشيوعية الصينية قرار سحب الجوازات بالسلم العام يوحي بأن هذا القرار موجه لأقلية الإيغور المسلمة التي تزايدت في الفترة الأخيرة حالات المواجهات بينهم وبين الصينيين من عرقية الهان الذين جلبتهم السلطات للاستيطان في الإقليم. ولفتت إلى أن توجه الصين لسحب جوازات سفر الإيغوريين يأتي بسياق توتر علاقتها مع أنقرة بعد مطالبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصيف المنصرم لكل الإيغور بالهروب من الصين، وإعلانه فتح سفارات بلده بالعالم لاستقبالهم ومنحهم وثائق سفر مؤقتة تمكنهم من السفر إلى تركيا حيث سيحصلون هناك على جوازات سفر طبيعية. وأشارت الصحيفة إلى أن تداعيات انزعاج النظام الصيني من دعوة أردوغان تجاوزت حدوث صعوبات بالحصول على تأشيرة دخول الصين للأتراك، إلى صعوبات مماثلة بالسفر إلى الصين لمواطنين ألمان وأوروبيين من أصول تركية أو يحملون أسماء تركية.د
مسلمون من أقلية الإيغور خلال عرض تقليدي (رويترز) إيقاف ترحيل وعلى صعيد ذي صلة، طالبت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بالتدخل لدى حكومتي الهند وتايلند لإيقاف إجراءات ترحيل لاجئين من الإيغور من البلدين للصين. وقالت المنظمة -في خطاب للمفوضية الأممية - إن حياة هؤلاء اللاجئين ستكون عرضة للخطر إن تم تسليمهم إلى الصين حيث يتوقع تعرضهم هناك للتعذيب، وصدور أحكام عليهم ب الإعدام أو السجن، مشيرة إلى أن 109 لاجئين إيغوريين سلمتهم الحكومة التايلندية لنظيرتها الصينية قد تعرضوا لنفس المصير. وقال رئيس قسم آسيا بالمنظمة الحقوقية الألمانية أولريش ديليوس إن أوضاع اللاجئين الإيغور بالدول الآسيوية مأساوية بسبب امتناع السلطات بهذه البلدان عن منحهم حق الحماية لخوفها من النظام الصيني أو بسبب حسابات سياسية.