تعتبر الاضطرابات التي عرفتها الصين مساء الأحد الماضي والتي لازلت مستمرة حتى يوم الثلاثاء، الأعنف بعد اضطرابات» التبت» بالشمال الصيني يوم 14 مارس 2008، بمناسبة ذكرى انتفاضة عام 1959 ضد السلطات الصينية و التي مقتل 100 شخص، حسب ما صرحت به الحكومة التبتية في المنفى آنذاك. و على غرار هذه المظاهرة انطلقت اضطرابات بغرب الصين، قتل على إثرها 156 ايغوريا و أصيب 1080 بجروح متفاوتة الخطورة يمثلون الغالبية المسلمة بإقليم» سنغ يانغ» و الأقلية في «أوزومكي»، لتنتقل بعد ذلك الاضطرابات إلى مدينة» كنشغار» من نفس الإقليم . و عن سبب هذه المظاهرة التي شارك فيها ما يزيد عن 1000شخص، مطالبة الايغور للسلطات الصينية بالمسارعة في اعتقال المشتبه بضلوعهم في حوادث عرقية الشهر الماضي بجنوب الصين، التي أدت إلى مقتل عاملين ايغوريين بمصنع للعب.و حسب تصريحات بعض الشهود كانت هده المظاهرة تكتسي صبغة سلمية،لولا التدخل المبالغ فيه لقوات الأمن التي حاولت تفريق المظاهرة بشكل عنيف مستعملة الغازات المسيلة للدموع، مما أدى إلى حدوث اشتباكات رفعت من حصيلة القتلى و ضاعفت حالات الشغب، حيث تم إحراق العديد من الشاحنات و السيارات التابعة للشرطة و تحطيم زجاج المتاجر، إلى جانب شيوع حالات الهلع و الخوف . و تأتي هذه الأحداث لتعكس حالات القمع التي يعيشها الايغوريون، الذين شهد لهم التاريخ بعدة ثورات مع بداية القرن العشرين أبرزها ثورة 1933و 1944،كانت تهدف للاستقلال عن الحكومة المركزية في بكين .كما أن الحكومة الصينية لا تكف عن سن القوانين المضطهدة لسكان «سنغ يانغ «أكبر إقليم صيني يتمتع بالحكم الذاتي و سادس الأقاليم الصينية الكبرى .ففي سنة 2002 منعت تداول اللغة الايغورية بالجامعات ،و بحثت قانون حظرها في المدارس الثانوية و تعليم الإسلام للأطفال دون 18 سنة، كما يتهمها» الايغور» بهدم دور العبادة .وفي ذلك استئصال لقومية و دين» الايغور» مما يعطي فرصة اكبر لسيطرة» الهان «و هو العرق المسيطر في الصين، حيث يشكل 70 بالمائة من سكان الإقليم البالغ عددهم مليونين و المتقلد للمناصب العليا و القيادية بالبلاد. وقد حملت حكومة سنغ يانغ «ربيعة قدير» زعيمة مجلس» الايغور» العالمي الانفصالي، و التي كانت تشكل طرفا في البرلمان و مرشحة لجائزة نوبل للسلام، دعم انطلاق شرارات المظاهرة التي يرى فيها الكثير من المحللين تهديدا للاحتفالات التي تنوي الصين أقامتها بمناسبة الذكرى 60 للحزب الشيوعي الحاكم . و في نفس السياق، أعلنت السلطات الصينية القبض على 1014 متظاهر من بينهم 10 مشاركين أساسيين في انطلاق هده الثورة.كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة» بان كي مون» بعد انطلاق أحداث الشغب هده كل الحكومات في العالم إلى معالجة النزاعات عبر الحوار و إلى احترام الحقوق الديمقراطية التي لطالما همشتها الحكومة الصينية التي رفضت استقبال المعتقلين الايغوريين بغوانتانامو بعد تبرئتهم.