توجد جماعة أسرير ضمن النفوذ الترابي لإقليم كليميم.أحدثت بتاريخ 01/01/1979 بمقتضى ظهير رقم 123.79.2 مساحتها تقدر بحوالي 922.68 كلم مربع تضم مجموعة من القرى :أسرير المركز-تيغمرت-تارمكيست-ازرويلة-اوزرولت-وينسكرين-واعرون. تصنف الجماعة حسب الإحصاء العام للسكان لسنة 2004 كأهم جماعة بالإقليم من حيث عدد السكان حيث تضم نسبة 17/. من ساكنة الإقليم آما حدودها فيحدها من الجنوب جماعة تيكليت و الشرق جماعة فاصك و من الغروب جماعة الكصابي تاكاوست و لبيار و من الشمال جماعة اباينو و مدينة كلميم. يشرف على تسيرها حاليا مجلس جماعي في طبعه منقحة كلما أثير الحديث عن البرامج التنموية لا يتردد المسؤولين عن ذكر المبالغ الضخمة المقدمة من طرف المؤسسات الدولية العاملة في مجال التنمية للدولة لأجل تنمية جماعة أسرير باعتبار تاريخها وطابع واحاتها و مناخها... العبور إلى تلك الأغلفة المرصودة للتنمية يقتضي وجود جمعيات و معطيات علمية مضبوطة حول المجال و الإنسان بهده الرقعة الجغرافية و هدا بالفعل ما تم في زمن قياسي حيث أجريت دراسة السوسيواقتصادية للجماعة وساكنتها و تم إنشاء مجموعة من الجمعيات تلتف حول شعار التنمية و تختلف في التفاصيل الهدف هو تبرير الحاجة إلى التمويل لإخراج الجماعة و سكانها من دائرة الهشاشة.؟ و السؤال الذي يطرح نفسه في خضم الحراك الاجتماعي الحالي ما نسبة التقدم في معالجة تلك المشاكل التي شخصتها الدراسة وما نسبة امتصاص البطالة من طرف المشاريع التي رأت النور في ظل لبرامج التنموية ؟؟ هده التساؤلات تستمد مشروعيتها من الإقبال كبير على التسجيل في قوائم المطالبين ببطائق الإنعاش رغم محدودية ما ستوفره لهم من دخل؟ حين سالت احدهم رد و بدون تردد وجود الشيء أفضل من عدمه أنا عاطل و لا مؤهلات لدي و لا اتوفر على إمكانيات بديلة رغم أنني مكلف بإعالة أسرتي المكونة من والدتي و أخوتي الصغار...؟ أهم ما جاءت به تلك الدراسة هو كشفها عن جملة من الحقائق و المعطيات المهمة حول الهشاشة الاجتماعية و ألاقتصاديه منها النقص الحاد في التجهيزات الخاصة بمجال الخدمات الطبية الإستعجالية و الخاصة بالتوليد...ناهيك عن ضعف النسيج الاقتصادي الذي لا يوفر فرص شغل قارة و لا مدرة للدخل كافي لليد العاملة المحلية حيث البطالة جد مرتفعة تبلغ 63% و تهم خاصة الفئات العمرية ما بين 15 و34 سنة إناثا و ذكورا. العيش تحت عتبة الفقر و الحرمان , بسبب توالي خيارات لا شعبية و لا ديمقراطية , هو الدافع إلى الرضا بالقليل في انتظار عدالة اجتماعية منصفه هدا الخيار يوضح أن البرامج التنموية لم تحارب الهشاشة الاجتماعية بقدر ما كرستها بشكل مأساوي.و ما يلاحظه في ظل ألمطالبه بالتغير و الديمقراطية، كمرتكزات أساسية لبناء دولة الحق و القانون حيث يمكن للمواطن أن ينعم بكافة حقوقه الضامن لكرامته، هو الانخراط الجماعي في المطالبة بالحق في العيش عيشة كريمة و التغلب على تكاليف الحاجات الأساسية من مسكن و عيش وتعليم و تطبيب ...لكن ما يؤسف له حقا أن تقابل تلك المطالب بحلول ترقيعية لن تحل الأزمة بقدر ما ستؤجلها إلى حين؟ أن المطالبة بالبطاقة السحرية يوضح أن البرامج التنموية لم تفلح في حماية المواطن و تحصنه ضد متطلبات الحياة الأساسية. و أفضل جواب قدمته الساكنة بجماعة أسرير لمن يسحرهم الحديث عن فتوحات البرامج التنموية هو انتفاضتهم ضد الفساد و التهميش و المرآة التي ركزت الدراسة المذكورة على ضرورة الاهتمام بها فقد كانت هي الأكثر حضورا من بين المحتجين . الرسوم المبيانية للدراسة تؤكد ارتفاع نسبة هجرة شباب الجماعة نتيجة انعدام فرص الاستقرار بالمنطقة مغادرة الدراسة في سن مبكر بسبب ضعف إمكانية ولوج المدرسة في بعض الدواوير كالبعد الذي يشكل عائقا إضافة إلى غياب النقل المدرسي و التجهيزات الضرورية التي يحتاجها التلاميذ أثناء تواجدهم بالمدرسة و هدا ما عبرت عنه الحركة التلاميدية التي كانت ضمن المحتجين. آدا ما نظرنا إلى هده المعطيات من منظور رد الاعتبار لسكان الجماعة نرى انطلاقا من الدراسة المذكورة أن لهدا المطلب ما يبرره حيث أن نسبة استفادة أبناء الجماعة من وظائف الدولة و تحمل المسؤولية داخل الإدارة جد ضعيف...و الدراسة توضح أن أغلب اليد العاملة حسب فروع الأنشطة تستمد مورد عيشها من القطاع ألفلاحي و ألتجاره و المهن الحرة. الاحتجاجات القائمة حاليا لها ما يبررها على مستوى المعطيات و على مستوى الواقع فهل ستتحرك الجهات المعنية لوضع الأمور في نصابها و تنصف المواطنين لاسترداد حقوقهم التي ظلت تستنزف على مدى عقود؟ آم أن تلك الجهات ستركن إلى المقاربة الأمنية ،التي عصفت بالعديد من الضحايا هنا وهناك ،و تترك الحبل على الغارب لتستفيق يوما ما على فواجع إنسانية الله وحده يعلم حجمها !!؟