تقدم واحة تيغمرت، إحدى اجمل الواحات المغربية واكبرها شساعة، للزائر فكرة حول التاريخ الأصيل لهذه المنطقة من جنوب المملكة، وحول نمط عيش ساكنتها والقيم العريقة «للرجال الزرق». الا ان واحة تيغمرت، الواقعة بالجماعة القروية أسرير (12 كلم جنوب شرق إقليمكلميم)، تعاني من مشاكل عدة (القلق المائي، وتدهور رصيدها من نخيل التمر والهجرة وفقدان الهوية الترابية والجهوية والمحلية)، مما يجعلها فريسة سهلة لظاهرة المد العمراني والتحديث،وبالنظر لهذه الاكراهات شكلت الواحة إحدى أولويات برنامج حماية وتنمية الواحات بجنوب المغرب. وهذا البرنامج، الذي أطلقته سنة2006 وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أقاليم الجنوب بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية وولاية جهة كلميم-السمارة ومركز تنمية المناطق الجافة بدعم من الحكومة الفنلندية، يتوخى على الخصوص حماية وتثمين تراث الواحات وتنشيط الاقتصاد المحلي ومحاربة الفقر والنهوض بوضعية النساء، إضافة إلى إنعاش مهارات الصناعة التقليدية المحلية وإعادة بناء هوية الساكنة المحلية. وقد تبنت الجهات المشرفة على هذا البرنامج مقاربة «السياحة التضامنية » لضمان الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي لهذه الواحات، ومن بينها تيغمرت, بالموازاة مع تنميتها اقتصاديا.كما تعتزم إحداث وجهة سياحية حقيقية هناك من خلال مواكبة ودعم الجماعات والجمعيات المحلية وحاملي المشاريع. وبالنسبة لرئيس جمعية السياحة المنصفة والمتضامنة بفرنسا، السيد ميشيل ديغلين، فإن هذا النوع من السياحة يرمي للنهوض بواحة تيغمرت دون المساس بخصوصيتها وأصالتها. واعتبر السيد ديغلين, الذي يشارك في جولة استطلاعية تنظمها وكالة الجنوب من21 إلى25 يناير الجاري من أجل النهوض بمنتوج واحة تيغمرت لفائدة عشرات الفاعلين ووكالات الأسفار وجمعيات أوروبية ومغربية تنشط في مجال السياحة التضامنية، أن هذه السياحة « تحترم الطبيعة والبيئة وتشجع التنمية المستدامة». وأضاف أن هذه السياحة تقوم على التبادل والتلاقي مما يخول للسائح فهم حياة السكان الذين يستقبلونه ويتقاسم معهم تجاربهم. ويعتبر جون، أحد السياح الفرنسيين الذين يزورون واحة تيغمرت، أن هذه الأخيرة محمية بشكل جيد واستطاعت الحفاظ على سحرها على مر الزمان. ولازال سكان تيغمرت يعيشون بطريقة تقليدي بفضل تربية المواشي ونشاط الزراعة، والسياحة التي تشكل عاملا إضافيا يمكنهم من الاستقرار وعدم الانسياق وراء الرغبة في الهجرة نحو المدينة.