تنويه : بداية اثير انتباه الأخ القارئ أن مقالي هذا يتناول الجزء القاتم من ممارساتنا السياسية خلال الحملات الانتخابية و ما قبلها و ما بعدها ، هذفي منه المساهمة في التوعية والنقد، دون أن يعني اقتصاري على ذلك غياب النمتدج المشرقة عند البعض ، ولذلك فإني أبدأ بتقديم التحية الخالصة للنزهاء من المترشحين الذين يقدرون الأمانة و يلتزمون الصدق و النزاهة ، ونفس التحايا لكل المنتخبين الذين يقدرون المسؤولية ويستحضرون الأهلية والأمانة حين أختياراتهم وتصويتهم . فبمثل هذين النمودجين نمضي قدما نحو البناء على أسس من الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية. أتمنى التوفيق للجميع في حسن أدائه لدوره في هذه المحطة الحاسمة . عنوان الجزء الأول : ("دير النية" أو بالفصحى :عقد النية للزيار ) بدأت الوفود مند شهور تستعد للانطلاق لزيارة الولي الصالح سيدي البر..لمان، و التبرك بكراماته والدعاء هناك لقضاء الحاجات التي استعصت أمام الأطباء والخبراء الاقتصاديين و الاجتماعيين والفلاسفة و المفكرين والسياسيين و أهل العلم و الأدب .. هناك.. حيث كل شيء ممكن، بعيدا عن المنطق والقوانين الاجتماعية المتعارف عليها في عالم الناس . هناك لا أهمية للدرجة العلمية و لا لسنوات الخدمة و لا للانضباط بالتوقيت، ولا شروط للترقية الاجتماعية والمادية والمهنية .. كل شيء يمضي كما تشهيه الأنفس، فقط أنت و نيتك ! قل "التسليم"، و سد عينيك و ستلحقك الكرامات و المعجزات .. كم من أبكم عاد ناطقا من هناك و كلامُه أصبح حكمة تحكيها الألسن بانبهار! كم من عاقِر أصبحت له ذريات، كم من مريض بمرض علاجُه غالي التكلفة بَعثت له بركاتُ البرلمان مَن يداويه و يتكفَّل به حيّاً وميِّتاً ، كم من معسر أصبح ميسرا، كم من تاجر يعاني قلة الزبناء و ببركة البرلمان أصبح أمين التجار يشتري و يبيع في كل شيء ، حتى أصبح يملك مئات الملايين والعقارات. حتى المحظور يعفو الله عنه هناك ، ببركة الأولياء و الصالحين فقط .. كم من طالب حج لم تسعفه القرعة فأصبح حاجا ببركة البر..لمان !! هناك لا " شد الصف " ولا " نعتدر عن عدم القدرة على تلبية طلبكم " كم و كم وكم. . هكذا يستعد " المحضوضون هذه الايام " لموسمهم" المبارك الذي ازدادت بركته هذا العام ببركات العيد و الدخول المدرسي، حيثُ تزيد الحاجة الماسة إلى الأوراق الزرقاء مُلحَّة عند أهل المكان و جيرانه ، و هو ما يُيَسِّر تَعْبيد الطريق أمامهم ، و يوفر أكثر من وسيلة تنقل إلى الموسم و يغري بالأمان ! الله اتقبل الزيارة وخلاص . والعقوبا لكم المغاربا جميع. يتبع ....