يتواضعون...ينزلون من سياراتهم الفخمة والمكيفة للسلام عليك....يقبلون رأسك ويسألونك عن حالك وحال أسرتك وعن الوالدين رغم انهما فارقا الحياة منذ سنوات خلت وعندما تخبرهم بذلك يتباكون حزنا على صوتين...يحدثونك عن مشاغلهم الكثيرة وجريهم المستمر لرفع التهميش عن دوارك و منطقتك رغم أنهم لا يعرفون احداثياتها على الخريطة فما بالك بالواقع....وأحيانا ينسبون لأنفسهم مشاريعا لم يعلموا بوجودها أصلا....ويختمونها بأنهم وكلاء لوائح ويلتمسون منك ومن اهاليك التصويت لهم من أجل غذ أفضل..غذ أفضل لهم ولذويهم طبعا....إنها كائنات انتخابية تنتعش وتستفيق من سباتها العميق بعد خمس سنوات من النسيان لتعود الى النوم بعد يوم الاقتراع..ومع اقتراب لحظة الاستيقاظ الوشيك ،بعد اسابيع من الآن ،ستجدونهم في كل مكان وايديهم ممدوة اليكم لتقديم خدمات تختلف باختلاف المناسبة....يتقربون من الهيئة الناخبة دون سواها لتقديم اعانات مادية او ما شابهها أو التكفل بشراء اللوازم المدرسية ونحن على ابواب الدخول المدرسي من أجل المساهمة في تكوين أجيال المستقبل هكذا..أو شراء أضحيات العيد الذي يقترب هو الآخر ،مما سيفوت الفرصة لا محالة على شركات القروض التي قد تتكبد خسائر هامة جراء الاحسان المفرط لهؤولاء...وستجدونهم في أعراس الفقراء والمزاليط محملين بهدايا دون أن توجه لهم الدعوة للحضور لأن المقام لا يليق بمن دأب وألف العيش في الفيلات وفنادق 5 نجوم..كائنات ترغب في الاستمرار والمحافظة على امتيازاتها ولا يهمها المواطن، فهو صوت لا يصلح إلا ليوم واحد...وفي المقابل تجد عناصرا من صلب هؤولاء المواطنين تستغفلهم وتقتات الفتات على حسابهم وتبتكر اساليبا شيطانية لإنتزاع أكبر حصة من المكاسب لفائدتها فتدعي ان كل سكان الدوار او الحي في جيبها ولا صوت يعلو على صوتها ...أساليب مختلفة أصبحت بادية للعيان لإستمالة الهيئة الناخبة والتأثير على حرية الإختيار إما عن طريق التدخل المباشر أو بواسطة خدامهم من المواطنين أو المنتخبين ممن يقومون بدور الوساطة فيطبلون ويهللون حد الاطناب لأولياء نعمهم ومالين الشكارة وقد يصورونهم للغير ملائكة تمشي على الأرض...وهذه العمليات تتم في الغالب بالبوادي والقرى والأحياء الهامشية حيث الفقر والعوز والتهميش،وكل ذلك من أجل تحقيق أهدافهم الإنتخابية، ولن يعودوا الا بعد أن يستفيقوا من سباتهم بعد خمس سنوات أخرى...ليعيدوا نفس الحركات والحيل لتنطلي مرة أخرى على المواطن مبررا ذلك بالقول اللهم العمش ولا العمى وهكذا دواليك.....فمن اشتراك اليوم وجعلك سلعة رخيصة لن يخدمك غذا...فلا تحتج بعد ذلك إن أصبح أحد أبنائهم في سن العشرين متقاعدا برلمانيا براتب مدى الحياة وأنت ماتزال تبحث وفي سن الأربعين عن مورد عيش ..أو إن اقتنوا لأنفسهم مئات الامتار من اراضي الدولة بثمن بخس وانت ماتزال في براكة تتنظر ان تتحقق وعودهم