توالت الشهور والسنون وبدأ الأمل يتلاشى، وبقيت مجموعة رجال البحر الصحراويين للصيد البحري التقليدي بالعيون ،تنتظر شعاع أمل في لقاءات برمجتها الجهات المسؤولة بولاية جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء كانت تراهن عليها المجموعة من أجل وضع حد لمعاناتهم وعقدوا عليها آمالا كبيرة حيث توقعوا أن تكون كفيلة بتسوية ملفهم العالق، لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه سفينة رجال البحر. وهو ما دفع بهم إلى الدخول في سلسلة من الوقفات الاحتجاجية، كانت إحداها نظمت مساء يوم الثلاثاء 22 فبراير الجاري، أمام مندوبية التشغيل بشارع مكة رددوا فيها شعارات تدين سياسة التماطل التي تمارسها الجهات المعنية بملفهم. وأشاروا كذلك في بيان توصلت " صحراء بريس " بنسخة منه، أنه في ظل سياسة الإقصاء و التهميش التي تعاني منها كل الفئات الاجتماعية بإقليم العيون ، والانتظار الذي طالها بسبب الوعود الكاذبة من طرف الدولة يقول البيان، وكذلك توقف وتوقيف كل الحلول والبرامج والاتفاقيات التي من شأنها تحقيق تنمية حقيقية مندمجة ومستدامة وتوفير عدالة اجتماعية تضمن للساكنة الأصلية حقها الكامل في العيش الكريم، هذا يضيف البيان فالمنطقة تزخر بثروات عديدة من فوسفاط جيد النوعية يوفر مداخيل هامة من العملة الصعبة كذلك تتوفر المناطق الجنوبية حسب قول البيان على شريط ساحلي 1700 كيلومتر مربع، توجد به أجود المنتوجات البحرية عالميا، والتي يتم استغلالها حسب ما جاء في البيان ذاته بأشكال استنزافية عبر الصيد العشوائي والغير منظم، وكذلك عبر اتفاقيات دولية يقول أصحاب البيان خصوصا مع الاتحاد الأوربي والتي تخصص منها منحة 36 مليون أورو، من أجل المساهمة في تنمية المناطق الصحراوية، بتوفير مناصب الشغل والسكن وإدماج الشباب الصحراوي بميدان الصيد البحري. وترى مجموعة رجال البحر أنه بالرغم من الامتيازات التي تزخر بها المنطقة، فلا زالت الساكنة الصحراوية تعاني التهميش والفقر والبطالة، و تتكبد مرارة الإقصاء، مما جهل المجموعة ذاتها تقدم على تنظيم وقفاتها الاحتجاجية التي تبقى في نظرهم السبيل الوحيد لنيل حقهم المشروع والطبيعي في الاستفادة من خيرات المنطقة التي تبقى كذلك حسب البيان كفيلة بتوفير مناصب الشغل وتحقيق العيش الكريم. وندد البيان بما أسماه سياسة التمادي في اللامبالاة التي تنهجها السلطات المحلية والمركزية اتجاه مطالب كل الفئات الاجتماعية المتضررة بإقليم العيون. وطالبت مجموعة رجال البحر الصحراويين بالتفعيل المباشر لاتفاقية الإطار المتعلقة بتكوين وإدماج الشباب الصحراوي بقرى الصيد البحري، وتمسكهم بمطالبهم العادلة والاستفادة من كل امتيازات الصيد البحري، وتضامنهم كذلك مع كافة الفئات الاجتماعية المتضررة بالعيون، ومناشدتهم لكل المنابر الإعلامية والهيئات الحقوقية والنقابية و فعاليات المجتمع بالتضامن معهم. يشار إلى أن الوقفة هاته التي نظمتها مجموعة رجال البحر حضيت بتضامن نقابة المجموعة الصحراوية للصيد الساحلي، حيث ألقى ممثلها كلمة تضامنية مع مجموعة رجال البحر الصحراويين للصيد التقليدي، ومع كافة الفئات المهمشة، مؤكد ا على أن المجموعة الصحراوية للصيد الساحلي لن تتنازل عن مطالبها المشروعة، وأنها مقدمة على خطوات نضالية تصعيدية.