عرفت جهة الداخلة واد الذهب مطلع الاسبوع الحالي ندوة علمية نظمتها اكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات بالدار البيضاء بشراكة مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي , ووكالة الجنوب الى جانب جمعيات من اصدقاء البيئة كجمعية الطبيعة مبادرة وجمعية مجموعة الدراسات و الابحاث الايكولوجية الصحراوية. يعد هذا اللقاء التواصلي بالجهة حلقة وصل مهمة ضمن سلسلة اللقاءات التي تسهر الاكاديمية على تنظيمها عبر ربوع المملكة, في اطار مهمتها التي تهدف الى النهوض بالبحث العلمي والتقني وتنميته وربط الاتصال بين الباحثين والخبراء. تنوعت عروض ثلة المشاركين من ذوي الكفاءات والخبرة العالية الوطنية والدولية, بينما هو بحري مرورا بالبراري وصولا الى الانتاج الصناعي, لتختم بعرض هائل عن "الجمل" رمز شموخ الانسان الصحراوي. لكن استدامة البيئة والحفاض على الحياة البرية بها كان لب نقاش نتائج العروض والابحاث العلمية المنجزة في هذا المجال. هيكل المدير الجهوي للمندوبية السامية للتخطيط, السيد الشيخ ماء العينين, عملية التواصل وذلك بالترجمة المزدوجة, خصوصا وان بعض المتدخلين كانوا أجانب. . سبح رئيس المعهد الوطني للأبحاث المائية, السيد كريم حلمي, بالحضور بين المحيطات, ليغوص في بحارها , مبينا من خلال عرضه تأثير سرعة الرياح ودرجة الحرارة على ظروف عيش المنتوجات البحرية, وأكد من خلال البيانات على ايجابية التيارات التصاعدية التي لها نفس اتجاه الرياح لخليج واد الذهب, نقطة جد ايجابية خصوصا ان الجهة تستعد لإطلاق مشاريع مهمة في الاحياء المائية. وختم السيد كريم بضرورة اقتناء معدات تقنية, تثبت في البحر من اجل الدراسات والتجارب التي تساهم في اتخاذ القرار, وتضمن استمرارية وفعالية البحث العلمي والتقني. السيد ممثل مندوبية المياه والغابات, عرض المؤهلات الغابوية بالجهات الصحراوية, ثم تطرق من خلال دراسته الى الاخطار والتحديات التي تهدد المنظومة البيئية, المتميزة بتنوعها النباتي والحيواني. لينهي تدخله عبر توجهات استراتيجية للتدخل, بإعادة الترميم للنظم البيئية, بخلق احزمة خضراء, تحديد الملك الغابوي, اعداد تصاميم استراتيجية لمحاربة التصحر, والمحافظة على النوع البيولوجي وكذا تثمينه. أمين السر الدائم للأكاديمية, السيد عمر الفاسي الفهري, بين المكانة الرفيعة للعلم والبحث العلمي, في سلم القيم الوطنية. ووضح ان الاكاديمية تتيح منابر متميزة للباحثين والعلماء لمناقشة آرائهم, وربط الاتصالات فيما بينهم مساهمة في تعزيز وتطوير البحث العلمي, والتقني ودمجه في البيئة الاجتماعية, الاقتصادية, الوطنية, والدولية. السيد البرت مؤسس جمعية اصدقاء الجمل, قدم دراسة عن تربية الجمل بعدة مناطق بالعالم, ابانت عن التراجع السلبي لهذه التربية, ماعدا في دول الخليج وفي مدننا الصحراوية. اعزى ديمومة تربية هذا النوع والمحافظة عليه الى انتمائه العريق للهوية الصحراوية وتشكيله رمزية الشموخ المتشبعة من الصبر على الشدائد .فالجمل يرى صديقه البرت انه صلة وصل بين الانسان الصحراوي وصحرائه, فهو موروث بثقله الثقافي لما ارتبط به من مصاحبة في غابر الازمان, يجب الاستمرار في الحفاظ عليه وتثمينه لما له من دلالات لا يعرف كنهها الا كساب الابل . السيد لحسن المهراوي تحدث باسم جمعية مجموعة الدراسات و الابحاث الايكولوجية الصحراوية, قدم تقرير عن محطة الدراسات والابحاث العلمية بعوينة تركز, جنوب واد درعة, التي لعبت دورا مهما زهاء عقود, واصبحت الان مهمشة, ودعى الى اعادة فتحها من اجل الاستفادة من تجاربها, للحفاض على التنوع البيولوجي بالمنطقة, الحفاض على المنظومة البيئية وكذا اشراك الساكنة عبر تشجيع السياحة البيئية, التي حتما تساهم في التنمية المستدامة, وذلك عبر الشراكة بين جامعة محمد الخامس كراعي للمحطة وجامعة ابن زهر . السيد السملالي محمد لمين عن جمعية الطبيعة مبادرة افاض في الحديث عن المؤهلات التي تزخر بها الجهة, واظهر قلقه الشديد ومخاوفه من المخاطر المتنامية والتي تهدد التنوع البيولوجي والبيئة بوجه عام. كما تطرق لعدة نقط بادر ت بها جمعيته كحماية "الفقمة" التي تعد مستوطنة كونها لا توجد باي منطقة عدى لكويرة, ايضا تحدث عن سبخة امليلي ومساعي جمعيته لجعلها وجهة للسياحة البيئية. الحضور بدوره تابع العروض واثرى المناقشات بمداخلات واستفسارات كل من جهته, ليتبين ان اكاديمية الحسن الثاني فعلا فضاء للفكر والتفكير, تتيح الفرص للتطور عبر تشجيع البحث العلمي, فكما جاء في تدخل السيد مدير مندوبية التخطيط, ان جهة الداخلة واد الذهب محتاجة بشكل ملح لكفاءة خبراء الاكاديمية من اجل تأطير باحثيها للرقي بمجال التطوير والبحث العلمي .