من يقرأ عنوان هذا المقال يظن الامر قصة اقرب الى نسج الخيال منه الى الواقع، الذي يؤسفنا ما وصل اليه التعليم بهذا البلد وطينة الاستاذ الذي اصبح يتولى تدبير الشأن التربوي ويعهد اليه بتربية الاجيال فوجيء تلاميذ الجذع المشترك علمي بثانوية وادي الصفا التاهيلية باسا اثناء استفادتهم من حصة اضافية مع استاذ مادة الرياضيات يوم امس الجمعة بدخول استاذ مادة الاجتماعيات الذي قام بمصافحة زميله ليدخل بشكل هستيري لينهال علي تلميذاته وتلاميذه بالشتم والضرب والركل بالأرجل على الرؤوس والكلام القبيح الذي لم يترك قاموسا سيئا بذيئا من قواميس الزنقة والجنس إلا استعمله، ليبدأ بعد ان اشبع نهمه الكلامي ونفسيته السادية مما لذ وطاب من الالفاظ التي تأباها الفطرة السليمة وواجب التربية والتعليم والأخلاق بالضرب على كل مناطق الجسد والصفع لجميع التلاميذ والتلميذات ماعدا تلميذة واحدة مقربة من زوجته . وقد استهدفت هذه المعركة الحامية الوطيس التي قام بها استاذنا بطل معركة حرب البسوس التلميذات على البطن والمناطق الحساسة في الجسد في تخليطة عجيبة لم يترك معها حتى قمامة الأزبال التي رمى بها في وجوه التلاميذ والتلميذات وعلبة الطباشيرالتي قنص بها بعض الرؤوس والارجل والأقدام التي نال عدد من وجوه ورؤوس التلميذات حظهن منها ، تحدث هذه المعركة وأحداثها الماساوية امام عين استاذ مادة الرياضيات الذي ظل مشدوها متعجبا الى هذه اللوحة الغريبة المضحكة المبكية في الان نفسه ، وظل جميع التلاميذ بالفصل يعيشون حالة من الانبهار والشروذ، علهم يجدون سببا اومبررا لهذه الهستيريا ،
وبعد ان اتم استاذنا معركته الحامية الوطيس لتي تركت كدمات على اجساد التلاميذ الغضة:على رؤوسهم ووجوههم ومختلف مناطق أجسادهم انسحب خارجا من المؤسسة مزهوا بالنصر على الاعداء متغيبا عن الحصة متحديا الادارة والمدير والناظر والحراس العامون ليجلس يمارس تجارته بحانوته الذي غالبا مايشغله عن الحضور لممارسة مهمته كاستاذ ويبقى السؤال المطروح بعد أن احاط التلاميذ كل من الادارة وجمعية الاباء بهذا الحادث وأمام تذمر اباء وأمهات وأولياء التلاميذ من هذه التصرفات التي تتكرر بين الفينة والأخرى من طرف هذا الاستاذ الغريب الاطواروالسؤال المطروح امام هذا الحادث اللاتربوي هو : اين الادارة تجاه ما يقع للأطفال بهذه المؤسسة ، لماذا ظلت الادارة التي كانت شاهد عيان في شخص ناظرها تنظر الى الوضع دون ان تحرك ساكنا ، لماذا تصمت الادارة عن عديد تصرفات لهذا الاستاذ الذي يتحداها في كل مرة يحول فيها الثانوية الى اشبه ماتكون بالثكنة العسكرية ،أهو الخوف من بطشه أم هو انعدام الضمير المهني والإحساس بالمسؤولية الادارية ، ام هي القبلية المقيتة التي من اجلها يداس على كل شيء اسمه شرف وتربية ومبدأ وأخلاق ،ام أن في الامر اختلالات اخرى بنيوية في الادارة التربوية للثانوية لاتريدها ان تكشف للرأي العام لذلك تكتفي بغض الطرف وتجاهل كل مشكلة تربوية عوض حلها ولا عين شافت لا قلب وجع خشية ان ينشر الغسيل الذي قد يطيح برؤوس عملا بمقولة الله يدوز السربيس بخير ،ثم اين هو المكتب المسير لجمعية الاباء وماهو موقفه ازاء هذا العبث بمقتضيات المذكرات الوزارية بخصوص منع العقاب النفسي والبدني للتلميذ ، ماهي الاجراءات الحمائية التي اتخذتها الادارة خاصة وانها شاهد عيان على فصول هذه هذه المجزرة داخل القسم في شخص ناظرها ، واذا كان مبرر الاستاذ في قيامه بهذا الاجراء هو كون استاذ الرياضيات اجرى الحصة الاستدراكية اثناء الحصة المخصصة للاجتماعيات فماهو ذنب التلاميذ ، ولماذا تقبل الادارة الامر مع علمها الكامل بالبنية التربوية للمؤسسة وأخيرا ماذا سيكون موقف النيابة الاقليمية في شخص مندوبها الجديد هل ستقوم بإجراءات ايجابية ضمانا لكرامة وحق التلميذ في فضاء تربوي لا مؤسسة سجنية عقابية خاصة وان التلاميذ قد بدأوا فعلا بمقاطعة الدراسة بشكل جماعي ابتداء من اليوم السبت نتمنى ان نسمع اجراء من شأنه ان يوقف هذا الامر من قبل السؤولين عن الشأن التربوي.