بحث وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ملف الصحراء كريستوفر روس هذا النزاع، وذلك في وقت توجد مؤشرات على رغبة الرباط استبعاد روس من مهمته بل والاحتجاج على الأممالمتحدة بسبب سياستها الجديدة في هذا الشأن. وكان روس قد بدأ جولته من الجزائر التي زارها كمحطة أولى يوم الاثنين، وكان في استقباله الرئيس الجزائري نفسه عبد العزيز بوتفليقة، ويعتبر المغرب البلد الثاني الذي سيزوره قبل التوجه الى مخيمات تندوف وموريتانيا واسبانيا. وكان روس قد عقد في الجزائر ندوة صحفية بعد اللقاءات التي أجراها، بينما اكتفت وزارة الخارجية المغربية بإصدار بيان محدود للغاية في موقعها في شبكة الإنترنت في فقرتين صغيرتين يتحدث عن اللقاء ووصف الزيارة بأنها “تندرج في إطار الجولة التي يقوم بها روس الى المنطقة طبقا لقرارات مجلس الأمن التاعب للأمم المتحدة. وتعكس هذه البرودة التوتر الحقيقي القائم بين المغرب والأممالمتحدة حول ملف الصحراء. وتوجد مؤشرات على رغبة المغرب إبعاد كريستوفر روس من الوساطة. وصرح الخبير في العلاقات الدولية حسن بوقنطار لأسبوعية تيل كيل هذا الأسبوع بأن المغرب يدفع روس الى الاستقالة من منصبه. وخلال الثلاث سنوات الأخيرة، وقع توتر بين المغرب والأممالمتحدة بسبب كريستوفر روس، وأبرزها رفض المغرب سنة 2012 استقبال كيرستوفر روس، ثم قبوله بعد ضغوطات دولية وتفاهم بين الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون. ولاحقا قام المغرب بتهميش روس في مناسبات متعددة منها عدم تحديد تاريخ لزيارته، وتهميشه على المستوى البروتوكولي عندما يزور الرباط وأخيرا اتخاذ قرار بمنعه من زيارة مدن الصحراء والاكتفاء فقط بلقاء المسؤولين في الرباط. وسيقدم كريستوفر روس بعد جولته هذه تقريرا الى مجلس الأمن الدولي، وهو التقرير الذي كان مرتقبا خلال شهر أكتوبر الماضي، وجرى تأجيله الى نوفمبر الجاري وتم تأجيله مرة ثانية. ويحمل كريستوفر روس معه مقترحا جديدا مختلفا عن الحكم الذاتي والفيدرالية والكونفدرالية والاستفتاء، وهو ما يتحفظ عليه كل من المغرب وجبهة البوليساريو، حيث يتشبث الأول بالحكم الذاتي ويصر الطرف الثاني على الاستفتاء.