تناقلت وسائل إعلام عديدة أخبارا تفيد أن العاهل المغربي سيزور مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء ، وفي غياب إعلان رسمي عن الزيارة تتعدد الروايات المؤكدة و النافية في آن واحد ، وتتناسل القراءات بخصوص أهداف الزيارة . تشهد العيون تحركات غير عادية تنذر بحدث كبير ، أشغال وتحضيرات واسعة ، زيارات لمسؤولين أمنيين و استقدام تعزيزات أمنية من الأفراد والعتاد . و تجمع اغلب المصادر أن العاهل المغربي سيزور المدينة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء و سيلقي من قلبها خطابا يعلن فيه عن انطلاق المشروع التنموي للأقاليم الصحراوية ، و يدشن بعض المشاريع الاقتصادية و الاجتماعية ، و يعلن عن التشكيلة الجديدة للمجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية ، و أن الهدف الأساسي من الزيارة هو توجيه رسالة إلى المنتظم الدولي مفادها أن المغرب لن يفرط في صحرائه ولن ينخرط في أي مخطط أممي يمكن أن يمس بسيادة المغرب على الصحراء ، فتوقيت الزيارة يوحي فعلا بذلك فالملك يريد أن يلفت نظر المنتظم الدولي إلى احتفاله بذكرى المسيرة الخضراء من العيون خصوصا بعد فشل المغرب في تدبير ملف الصحراء و الذي مني بهزائم كثيرة بدء من استمرار روس في مهمته انتهاء بقرار البرلمان الإفريقي الذي دعا إلى إغلاق السفارات المغربية ببلدان الاتحاد الإفريقي . فيما تذهب مصادر أخرى إلى ربط زيارة العاهل المغربي للعيون بزيارة بان كيمون المرتقبة إلى المنطقة والتي لم يكشف لحد الآن عن برنامجها و هل ستكون العيون ضمنه ، فهؤلاء يرون أن المغرب يريد أن يستبق زيارة بان كيمون و يجعل من الزيارة الملكية حدثا كبيرا يجسد تعلق سكان الصحراء بالمغرب وبالعرش العلوي ، وقطع الطريق عن جبهة البوليساريو التي ستستغل كذلك الزيارة وتدعو أنصارها للخروج إلى الشوارع للمطالبة بالحق في تقرير المصير و الاستقلال كما حدث في زيارة روس و العديد من المنظمات الدولية و المقررين الامميين . و يرى آخرون أن ربما التحضيرات التي تعرفها مدينة العيون مرتبطة فقط بالاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء و التي تصادف هذه السنة ذكراها الأربعين حيث ستقام احتفالات ضخمة ، أما زيارة العاهل المغربي فهي غير واردة ، لأنه من المستبعد الإعلان عن تشكيلة جديدة للكوركاس فخطاب الملك في افتتاح البرلمان أشار إلى أن المنتخبين هم الممثلون الشرعيون للساكنة مما يعني طرق أخر مسمار في نعش الكوركاس ، وأن المشروع التنموي للأقاليم الصحراوية لن يشرع في تنفيذه حتى يحظى بتأييد دولي ليغلق باب المساءلة في ملف ثروات الصحراء . أما بخصوص الاجتماعات الأمنية المكثفة و التعزيزات المستقدمة و حتى ما تناولته بعض الصحف في وقت سابق عن زيارة وفد امني إسرائيلي للعيون ، فالغرض منها إعداد خطط أمنية لإجهاض أي محاولة للتظاهر تزامنا مع زيارة بان كيمون . مهما كان من ستستقبله العيون ، فذلك لن يعجل بطي ملف النزاع ، فإذا كان المغرب مرتاحا إلى حد ما كونه يبسط سيطرته على الأرض و يبحث جاهدا عن كسب المزيد من الوقت ، وجبهة البوليساريو مرتاحة أيضا بسبب المكاسب التي تحققها على المستوى الدولي ، والأمم المتحدة مرتاحة لأنها نجحت في تجنيب المنطقة الحروب ، يبقى الشعب الصحراوي غير مرتاح فأمد المعاناة قد طال و لم الشمل تأخر ولا شيء يلوح في الأفق و الأمور تتجه نحو المجهول .