في إطار برنامج محو الأمية الذي عملت المملكة على تعميمه في معظم المساجد ، دأبت مندوبيات الشؤون الإسلامية على إجراء مقابلات شفوية مع المترشحين و المترشحات قصد انتقاء كفاءات . و كغيرها ، فتحت المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بالداخلة باب الترشيح لاختيار مؤطري محو الأمية بالمساجد ، و بعد وضع ملفات الترشيح و إجراء المقابلات و الإعلان عن النتائج ، اتضح بالملموس غياب معايير الشفافية و المصداقية في اختيار الأكفاء من بين المترشحين و المترشحات. تحكي مترشحة عن تجربتها المريرة مع أعضاء اللجنة ، أنها بمجرد دخولها أخذ أحد أعضاء اللجنة يتهكم من نقابها المغربي بقوله " كان من المفروض أن تدرجي صورة شخصية بنقابك في ملف الترشيح " ، فهنا نتسائل عن مغزى هذا التعليق الذي يضرب في عمق الهوية المغربية، و أي علاقة له بمعيار الكفاءة ؟ ، علما أن المترشحة التي تم إقصاؤها دون موجب حق إستطاعت أن تجيب عن كل الأسئلة الموجهة إليها بتميز و تفوق ، كيف لا و هي الحاصلة الإجازة شعبة الدراسات الإسلامية بميزة حسن، و الحاصلة على الباكالوريا شعبة التعليم الأصيل و هي الأولى على دفعتها على مستوى النيابة ، كما أن لها بخبرة في مجال التعليم الأولي ، و تجدر الإشارة إلى أن جل المترشحات بالكاد حاصلات على شهادة الباكالوريا . هنا نتساءل : أية معايير يتم إعتمادها في انتقاء مؤطري محو الأمية بالداخلة ؟ ، و هل فعلا تعمل هذه المندوبية على محو الأمية كما تدعي أم أن هناك اعتبارات إيديولوجية أو علاقات شخصية و ذاتية تحكم هذا الأمر . ندعو إلى أن يتم اعتماد معايير واضحة و محددة تكون الكفاءة أساسها و ليست أشياء أخرى، و أن تسهر لجنة مستقلة على اختيار الأكفاء من المترشحين و المترشحات ، هذا إن كنا بالفعل نسعى إلى القضاء على الأمية .