أولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الثلاثاء أبرز اهتماماتها لعدد من المواضيع المحلية والدولية من ضمنها قضية الهجرة والمواجهة التي تخوضها تركيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وتواصل احتجاجات المزارعين الفرنسيين ضد تدني أسعار بيع منتجاتهم. ففي ألمانيا تناولت الصحف مواضيع عدة كان أبرزها اجتماع القمة الذي انعقد أمس بمدينة شتوتغارت لممثلين عن الأوساط السياسية والاقتصادية والمجتمعية لبحث سبل التعامل مع الأعداد المتزايدة للاجئين الذين يتدفقون على ألمانيا. وذكرت صحيفة (شتوتغارتر تسايتونغ) في هذا السياق أنه في تسعينيات القرن الماضي خصصت جمهورية ألمانيا الاتحادية المئات من الملاجئ للآلاف من اللاجئين خلال حرب يوغوسلافيا إذ عاد فيما بعد الكثير منهم بشكل طوعي فيما فضل البعض الآخر البقاء، مشيرة إلى أن هذه التجربة أثبتت أن كل المشاكل المتعلقة باللجوء قابلة للحل ، إلا أنها أحيانا تستغرق الوقت. وبالنسبة لصحيفة (إيسلينغر تسايتونغ) فإنه يتعين ربط موضوع الهجرة بالطلب المتزايد على العمالة في ألمانيا وجعل هذا الاقتراح فعلا البديل لاحتواء الضغط الذي يسببه موضوع اللجوء حاليا في البلاد. أما صحيفة (راينشه بوست ) فاعتبرت أن ألمانيا تحتاج إلى القيام بثلاثة أمور أساسية ، الأول يتمثل في التسريع في اتخاذ قرار بشأن حق الإقامة لطالبي اللجوء ، ثم توفير خطة أساسية لتغطية نفقات السكن والحاجيات الضرورية للاجئين ، وأخيرا وضع معايير واضحة لتدبير ملف الهجرة. من جانبها أثارت صحيفة (رويتلينغر غينرال أنتسايغرح) تنامي الاعتداءات التي تستهدف مراكز استقبال اللاجئين، مشيرة إلى أن " كراهية الأجانب هو رد فعل خاطئ تماما يستهدف أناسا لا يأتون بشكل طوعي بل فروا من الحروب". واهتمت الصحف من جهة أخرى ، بالمواجهة التي تخوضها تركيا ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) والحزب العمالي الكردستاني ، فكتبت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) أن هذه العملية العسكرية التركية " تستدعي اتخاذ الحذر من قبل حلف شمال الأطلسي ، لأن الاستراتيجية التي تسعى تركيا إلى تحقيقها مع دخولها في هذه الحرب غير واضحة ". من جانبها كتبت صحيفة (هاندلسبلات) أن هذه الحرب تعطي الانطباع بأن " السياسة الخارجية لأنقرة ودفاعها استعملا كأداة لتحقيق أهداف سياسية داخلية ". وفي بلجيكا كتبت صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن التحول المفاجئ في موقف الحكومة التركية التي قررت تقديم دعم فعال لجهود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية يكتنفه الغموض. من جهتها قالت صحيفة (لافونير) أن تحول موقف تركيا 180 درجة لن يقف عند حد دخول الحرب ضد "داعش"، مشيرة إلى أن الأكراد الذي يقاتلون لوحدهم إلى حد الآن هذا التنظيم الارهابي ، وقفوا على اتفاقيات السلام الهشة التي أبرموها مع أنقرة . من جهتها اعتبرت (لوسوار) أن تركيا تأمل مع دعم الأمريكيين، في الحصول على مساندة حلف شمال الاطلسي في الحرب ضد داعش والاكراد. أما صحيفة (سفينسكا داغبلاديت) السويدية فأوردت تصريحات لوزيرة الخارجية السويدية دعت فيها تركيا وحزب العمال الكردستاني إلى احترام وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات بشكل عاجل. وفي موضوع آخر ذكرت صحيفة (دانجنس نهيتر) أن روسيا عززت حضورها العسكري في القطب الشمالي، مضيفة أن هذه المنطقة تكتسي أهمية قصوى بالنسبة لموسكو ذلك أنها تتيح منفذا على المحيطين الاطلسي والهادي. وفي النرويج اهتمت الصحف بعدد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها التطورات العسكرية والسياسية في تركيا، إذ أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى دعوات اطلقت في اسطنبول لتوخي الحذر. وذكرت بأنه في أعقاب الهجمات الإرهابية في تركيا في المدة الأخيرة، يمكن توقع المزيد من المظاهرات والاضطرابات في المستقبل، خاصة بعد مقتل اثنين من رجال الشرطة التركية بالقرب من الحدود مع سورية. وأشارت إلى تحميل الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني المسؤولية عن جرائم القتل، مبرزة أن الاجتماع الطارئ لحلف شمال الأطلسي اليوم الثلاثاء سيناقش الوضع في تركيا. من جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن اجتماع أزمة حلف شمال الأطلسي على الوضع في تركيا يلقي العديد من الأسئلة حول دور الحلف الدفاعي في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت أن تركيا من بين الدول الأعضاء في الحلف التي دعت لإجراء مشاورات بموجب المادة الرابعة من معاهدة واشنطن التي تم تأسيس الحلف بموجبها والتي تسري إذا كان هناك تهديد للسلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأحد الأعضاء.. ونقلت عن أحد الخبراء تأكيده أن معظم البلدان يمكن أن تقوم بهذه الدعوة إذا كانت في نفس وضعية تركيا. على صعيد آخر، أشارت صحيفة (في غي) إلى تحميل الجماعة الإرهابية "بوكو حرام" المسؤولية عن تفجيرين يوم الأحد في نيجيريا والكاميرون، ما أدى لمقتل العديد من الأشخاص. واعتبرت أن هذه الجماعة الإرهابية معروفة باستخدام الأطفال في الهجمات الانتحارية، مشيرة إلى قيامها بتشريد مئات الأشخاص بعد عدة هجمات ضد القرى شمال شرق نيجيريا. وفي فرنسا عادت الصحف إلى التعليق على الحركة الاحتجاجية لمربي الماشية ضد تدني أسعار بيع منتوجاتهم، على الرغم من الإجراءات المقترحة من قبل الحكومة من أجل الخروج من الأزمة. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن مربي الماشية يواصلون حركتهم رغم الإجراءات التي أعلنتها الحكومة، مشيرة إلى جذور هذه الأزمة الفلاحية. وأضافت الصحيفة أن المزارعين المقتنعين بأن الإجراءات الحكومية لن تكفي لإنقاذهم، يطالبون بخطة مستدامة ، تستجيب لمختلف الرهانات التي يواجهونها، ومنها تنامي المنافسة، الناجمة عن عدم تقنين الاسواق الفلاحية. وقالت الصحيفة انه بعد ستة أيام على إعلان الحكومة عن مخطط استعجالي من أجل دعم القطاع الفلاحي، لم يتراجع غضب الفلاحين ، على الرغم من أن الدولة خصصت 600 مليون يورو من أجل مساعدة المزارعين. من جهتها ذكرت صحيفة (لاكروا) أن المزارعين الفرنسيين وضعوا حواجز من أجل رصد كل منتوج غذائي من شأنه أن يؤثر على المنافسة بالسوق الفرنسية، مبرزة أن أي حادث خطير لم يحدث. وأضافت أن هذه العمليات غير القانونية تسلط الضوء على مبدأ حرية مرور البضائع التي أقرتها الدول المشكلة للاتحاد الاروبي . من جانبها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) إلى التمرد في قطاع إنتاج الحليب، مشيرة إلى أن هذا الفرع الانتاجي يعاني من سياق الافراط في الإنتاج الذي فاقمه نهاية العمل بحصص الحليب في مارس الماضي، والحصار الروسي وانخفاض مشتريات الصينيين. وقالت الصحيفة في هذا الصدد انه من أجل سحب جزء من الفائض من السوق، بدأت اللجنة الاروبية أمس الاثنين بإعادة شراء دقيق الحليب متطلعة بذلك إلى تيسير ارتفاع الاسعار.