اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، على الخصوص، بالأزمة اليونانية، والاتفاق بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا، والتوترات الاقتصادية بين موسكو ولاهاي، والرهائن الايطاليين في ليبيا، واختفاء صحفيين إسبان في سورية. ففي إسبانيا كرست الصفح تعليقاتها لاختفاء ثلاثة صحفيين إسبان منذ تسعة أيام بسورية، التي دخلوها في العاشر من يوليوز الجاري. وكتبت (لا راثون)، تحت عنوان "اختفاء ثلاثة صحفيين إسبان بسورية"، أن أحد مراسليها، انخيل ساستري، رفقة خوسيه مانويل لوبيث وأنطونيو بامبليغا مفقودون منذ تسعة أيام بسورية بعد أن شوهدوا آخر مرة يوم 13 من الشهر الجاري بمدينة حلب. وأضافت اليومية أن الصحفيين الثلاثة دخلوا سورية يوم عاشر يوليوز انطلاقا من جنوب تركيا، قبل أن ينقطع الاتصال بهم ثلاثة أيام بعد ذلك، مشيرة إلى أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون قالت إنها "على علم بالوضع"، وأنها "تعمل" على حل هذه المسألة. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (إلموندو)، التي نشرت صور الصحفيين الثلاثة على صفحتها الأولى، أن آخر اتصال بالمختفين الثلاثة جرى يوم 12 يوليوز الجاري، مشيرة إلى أن السلطات الاسبانية "تعمل" على فرضية أن يكون الرجال الثلاثة قد اختطفوا بهذا البلد. والمنحى ذاته سارت عليه صحيفة (إلباييس)، التي أشارت إلى أن الحكومة الإسبانية تخشى أن يكون الصحفيون الثلاثة قد اختطفوا من قبل مجموعات متطرفة تقاتل بسورية. وأوردت اليومية أن الصحفيين المستقلين الثلاثة دخلوا، يوم عاشر يوليوز الجاري، مدينة حلب السورية، التي تسيطر عليها مجموعة "جبهة النصرة" فرع تنظيم القاعدة بسورية، مشيرة إلى أنه يومين بعد ذلك فقد الاتصال بهما. ومن جهتها، خصصت (أ بي سي) صفحتها الأولى لقضية اختفاء هؤلاء الصحفيين الثلاثة، مشيرة إلى أن إسبانيا لا تتوفر عن أية أخبار عن المفقودين الثلاثة منذ عشرة أيام، وأن الحكومة تخشى أن يكون الرجال الثلاثة رهائن في يد إحدى المجموعات الجهادية السورية. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بمواضيع، كان أبرزها حكم المحكمة الدستورية الألمانية الذي صدر أمس والقاضي بعدم دستورية تخصيص مساعدة مالية للآباء والأمهات الذين يمكثون في المنزل لرعاية أطفالهم الصغار. وأشارت الصحف إلى أن أكثر من 455 ألفا من الآباء والأمهات، معظمهم من النساء، يقومون برعاية أبنائهم المتراوحة أعمارهم ما بين سنة وسنتين في المنزل، ويستفيدون من "مكافأة المنزل" تبدأ من 150 أورو شهريا تم اعتمادها منذ سنتين في ظل الحكومة السابقة للمستشارة، أنغيلا ميركل، والتي كانت تشكل تحالفا مع الحزب الديمقراطي الحر. ولاحظت صحيفة (راينيشه بوست) أن قضية رعاية الأطفال من قبل الآباء سيستمر الجدل بشأنها كأكثر القضايا المثيرة في ألمانيا، ولن يتغير مستوى هذا الجدل حتى مع صدور حكم المحكمة الدستورية بكارلسروه (غرب). وأضافت الصحيفة أن على الخبراء في المحكمة الدستورية أن يرتاحوا الآن بعد أن أكدوا بإجماعهم عدم دستورية المساعدة الماليةº بما يعني، وفق الصحيفة، أن حكم المحكمة سيلغي، ابتداء من الآن، التعويض الذي يستفيد منه الآباء المعنيين بشكله الحالي. وكتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ)، في تعليقها، أن الحكومة الاتحادية تتحمل كامل المسؤولية في هذا الحكم الذي تراه ضربة موجعة بالخصوص لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري حليف حزب المستشارة ميركل ، والذي دافع عن هذه المساعدة المالية بكل قوة. أما صحيفة (أوغسبوركر أليغماينة تسايتونغ) فشددت على أنه بدل التركيز على الحصول على هذه المساعدة المالية، ينبغي الحرص مستقبلا على تحسين وتوسيع رياض الأطفال ودور الحضانة. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (شتوتغارتر تسايتونغ) في هذا الحكم فرصة للأحزاب للبحث عن خيارات جديدة حول المساعدات التي تحتاجها الأسر التي لديها أطفال صغار بعيدا عن أي اعتبارات إيديولوجية. وأشارت الصحيفة إلى أن النقاش حول هذا الموضوع يستحق أن يتم على نطاق واسع. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، وأشارت صحيفة (في غي) إلى استحضار النرويج لضحايا الهجومين المنفصلين قبل أربع سنوات (22 يوليوز سنة 2011 ) اللذين نفذهما النرويجي، أندرز بيرينغ بريفيك، ما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص. وأضافت الصحيفة أنه سيتم تنظيم بعض الأحداث المخلدة لهذه الذكرى الأليمة، وكذا تدشين نصب تذكاري يحمل أسماء الذين قتلوا خلال هذا الهجوم الإرهابي. ومن جهتها، توقفت صحيفة (افتنبوستن) عند الوضع النفسي لآباء وأمهات ضحايا هذا الحادث والذين ما يزالون تحت وقع الصدمة، حيث نقلت شهادات العديد منهم. وكان بريفيك قد زرع قنبلة في العاصمة أوسلو تسببت في مقتل 8 أشخاص قبل أن يسافر بالسيارة إلى جزيرة تستضيف تجمعا شبابيا وفتح النار عشوائيا عليهم فقتل 69 شخصا. وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى رفع وكالة التصنيف "ستاندارد اند بورز" تصنيف اليونان نقطتين بعد سداد بعض القروض وإعادة فتح البنوك، مستحضرة موقف هذه المؤسسة التي ترى أن الاتفاق مع الجهات الدائنة قلل من مخاطر خروج اليونان من منطقة الأورو لكنه لم يلغها تماما. وفي فرنسا تناولت الصحف غضب مربي الماشية بالنورماندي الذين يحتجون منذ شهر يونيو الماضي على تدني أسعار بيع منتجاتهم. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (ليبراسيون) إنه يتعين إنقاذ مربي الماشية بالنورماندي المعرضين لفقدان ما بنوه طيلة حياتهم في ظرف بضعة أسابيع. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (لوفيغارو) إلى الأسباب التي أدت بالمزارعين، وخاصة مربي الماشية إلى التعبئة مرة أخرى بالبوادي، مشيرة إلى أن من بين هذه العوامل هناك غياب الاعتراف من قبل الرأي العام، وغياب استراتيجيات لدى السلطات العمومية، وتعدد معايير المراقبة. ومن جانبها، أكدت صحيفة (لوموند) أن الاليزي وعد بمساعدات جديدة، فيما لم يتوصل الفاعلون بالقطاع إلى توافق، مضيفة أن مربي الماشية يطالبون بتمكينهم من بيع منتجاتهم بأفضل الأسعار من أجل الخروج من الأزمة. وفي بلجيكا، استأثرت الأزمة في اليونان باهتمامات الصحف، إذ كتبت (لوسوار) أنه سيتعين على النواب اليونانيين مساء اليوم اعتماد رزمة من الإجراءات التي أملاها الدائنون. وأضافت أنه فضلا عن الإجراءات التي اعتمدت منذ أسبوع، فإن هذه التدابير ستسمح لحكومة الكسيس تسيبراس ببدء التفاوض حول اتفاق نهائي بشأن قرض جديد تزيد قيمته عن 80 مليار أورو للسنوات الثلاث المقبلة، مذكرة بأنه منذ بداية الأزمة في 2010، قرض الدائنون أثينا 240 مليار أورو. ومن جهتها، اعتبرت (لا ليبر بيلجيك) أن متاعب الكسيس تسيبراس لم تنته بعد، مشيرة إلى أنه سيتعين عليه المراوغة لتجنب حدوث شرخ داخل حزب سيريزا، قبل التصويت الجديد في البرلمان اليوم على التدابير التي اشترطها دائنو اليونان. وأضافت اليومية أنه بعد أن نجح، في آخر لحظة، في تجنب احتمال خروج اليونان من منطقة الأورو، يواجه رئيس الوزراء اليوناني حاليا تكلفة خيار صعب، بعد الموافقة على تمرير التدابير المؤلمة التي فرضت عليه مقابل الحصول على مساعدات جديدة. وتابعت أن تصويت اليوم يشكل اختبارا جديدا لحكومة الكسيس تسيبراس، المنتمية لحزب سيريزا اليسار الراديكالي، الذي صوت هذا الأسبوع أزيد من خمسين من نوابه ضد الشطر الأول من تدابير التقشف. وأشارت إلى أن الحكومة، التي نصبت منذ ستة أشهر فقط، تأمل في ألا يزداد عدد الرافضين لكي يتسنى لها استئناف المفاوضات فورا مع الدائنين، والتي ينبغي أن تستمر إلى غاية 20 غشت الجاري على أبعد تقدير. وفي السويد اهتمت الصحف بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أوكرانيا والمتمردين الموالين لروسيا، إذ كتبت (داجنز نيهيتر) أن هذا الاتفاق الجديد ينص على سحب الأسلحة من شرق أوكرانيا، مشيرة إلى أنه رغم الاتفاق الذي وقع بمينسك في فبراير الماضي والذي يقضي بسحب الأسلحة الثقيلة من مناطق القتال، يتبادل الجانبان الاتهام بخرقه. أما (سفنسكا داجبلاديت)، التي تطرقت للهجوم الذي وقع بمدينة سروج التركية مخلفا 31 قتيلا شخصا، فأشارت إلى أن الحرب بسورية وصلت إلى تركيا، مضيفة أن الكثيرين يخشون انعكاسات الصراع بسورية والعراق على البلدان المجاورة، وأن السلطات التركية قررت تعزيز مراقبة الحدود مع سورية. وفي سياق آخر، أوردت الصحف السويدية شهادات لفنانين من هذا البلد في حق الموسيقار روبرت بروبيرغ، الذي توفي أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 75 سنة. وفي فنلندا، اهتمت الصحف بكواليس الموقف العدائي للحكومة تجاه الديون اليونانية، إذ كتبت (كوباليتي) أن فنلندا بدأت الأسبوع الماضي بتحبيذها خروج اليونان من منطقة الأورو، لكنها انتهت بالسير على خطى ألمانيا ومنح فرصة جديدة لليونان. وأضافت أنه خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة الأورو، لم تكن فنلندا وحدها من يعزف على هذا الوتر، مشيرة إلى أن وزير المالية الفنلندي، الكسندر ستاب، "لم يكن الأكثر تشددا في تصريحاته" بشأن احتمال خروج اليونان من منطقة الأورو. ومن جهتها، أشارت صحيفة (هلسنكي سانومات) إلى أنه ما إن أعطت برلين الضوء الأخضر، حتى غيرت البلدان المتشددة مواقفها، مبرزة أنه خلال اجتماع اللجنة الكبرى، المكونة من 25 نائبا والمكلفة بتحديد السياسة الأوروبية لفنلندا، تراجع موقف الحكومة لدرجة أن سيبيلا قال إنه من الأفضل لفنلندا القبول ببدء المفاوضات بغية التوصل لاتفاق مع اليونان. وفي إيطاليا، لا يزال اختطاف أربعة تقنيين يعملون لشركة إيطالية بليبيا يحظى باهتمامات الصحف، إذ كتبت (لا كورييري ديلا سيرا) أن المرجح أن يكون التقنيون قد اختطفوا من قبل "مهربي البشر" ل"لانتقام" من إيطاليا، التي ما فتئت تدعو إلى تعزيز مكافحة الهجرة غير الشرعية، لاسيما من خلال تدمير قوارب المهربين. وبحسب اليومية، فإن الخطر هو أن يكون ثمن الإفراج عن الفنيين الأربعة مرتفعا، وأن تطالب العصابات الإجرامية التي تنشط في الاتجار بين ليبيا وإيطاليا "بمقابل قد يكون ليس فقط ماديا" للإفراج عن الرهائن، مشيرة إلى أنه يتعين على روما التحرك ب"سرعة" من أجل منع وقوع الرهائن في يد الجهاديين. المنحى ذاته سارت عليه (المساجيرو) التي دعت، أيضا، إلى "تحرك سريع" قبل أن يسلم الرهائن الأربعة للجهاديين، ونقلت عن السفير الليبي في روما، أحمد صفر، قوله "إنه من المرجح أن تكون عملية اختطاف الإيطاليين الأربعة من فعل شخص أو أكثر من مهربي البشر، الذين تصرفوا انتقاما من البعثة المكلفة بتحديد القوارب التي تقلع من الساحل الليبي نحو إيطاليا". كما أوردت اليومية تصريحات وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيليني، ومبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، خلال ندوة صحفية أمس الثلاثاء بروما، حيث تمت دعوة كافة الأطراف الليبية إلى الانضمام إلى الاتفاقية الموقعة مؤخرا بمدينة الصخيرات المغربية، والمشاركة في المفاوضات المقبلة لرسم الخطوط العريضة لحكومة وحدة وطنية ليبية قادمة. ومن جانبها، تطرقت (لا ريبوبليكا) لأجواء القلق داخل شركة "بوناتي" التي يعمل لها الرهائن الأربعة، مشيرة على وجه الخصوص إلى تصريح وزير الدفاع الإيطالي، الذي قال إن "إيطاليا تعمل من أجل استقرار ليبيا عبر البحث عن توافق بين أطراف النزاع". وفي هولندا، عادت الصحف إلى قرار موسكو مقاطعة صادرات هولندا من البستنة، ومبادرة أمستردام استقبال نحو 2000 لاجئ جديد في إطار الأجندة الأوروبية حول الهجرة. وكتبت (دي فولكسرانت)، تحت عنوان "روسيا تهدد بمقاطعة الزهور الهولندية"، أن موسكو أعربت عن نيتها حظر استيراد الزهور من هولندا على أساس أن هذه النباتات مصابة، مضيفة أن الموقف الروسي قد يكون مرتبطا بعزم أمستردام توضيح ملابسات حادث تحطم ال"إم آس 17"، وبالتالي فهو له دوافع سياسية نوعا ما. أما صحيفة (إن إر سي) فعادت لإعلان هولندا، أمس الثلاثاء ببروكسل، عزمها استقبال 2000 لاجئ إضافي من إيطاليا واليونان، مبرزة أن هذا القرار يروم التخفيف من عبء الهجرة على بلدان جنوب أوروبا، وأنه ينتظر أن تصل الفئة الأولى منهم إلى هولندا في شتنبر القادم، بحسب ما ذكر كاتب الدولة في الأمن والعدل، كلاس ديخكوف، الذي شارك في اجتماع حول التوزيع العادل ل40 ألفا من طالبي اللجوء بدول الاتحاد الأوروبي.