بقلم : محمد خطاب * نسمع كثيرا عن هذا السؤال في الأوساط الإعلامية والثقافية والاجتماعية المتعددة.. فتتعدد الأجوبة بتعدد الوجهات فكل يسعى إلى إعطاء تحليله ما يضفي عليه مصداقية ترجع إلى مصالحه الخاصة بعيدا عن الحقيقة الكاملة..
والقليل من يعطي الموضوع بعدا حياديا لا يهمه في الأمر إلا الحقيقة والتنقيب عنها مهما كانت العواقب..
ولمناقشة هذا الموضوع يجب أخذ كل الاعتبارات التاريخية والسيسيولوجية وغيرها.. فلابد من معرفة تاريخ الصراع على الصحراء أولا:
فخلال القرن السابع :فتح الإسلام شمال إفريقيا.
القرن الحادي عشر: وصول المرابطين الذين اتخذوا من مدينة لمطة عاصمة لهم( قرية أسرير حاليا).
القرن الخامس عشر: وصول قبائل منحدرة من اليمن.
اهتمام البرتغال و قوى استعمارية أخرى بتجارة الذهب، الريش الصمغ العربي في الصحراء الغربية.
القرن السادس عشر:
-1572-بعثات كنارية لسواحل الصحراء الغربية و خصوصا في وادي الذهب.
أواخر القرن السادس عشر:السلطان المغربي أحمد المنصور يرسل بعثة لفتح تنبكتو .
أواخر القرن السابع عشر : محاولات برتغالية للاستقرار بالصحراء الغربية ووجهت بمقاومة شرسة.
خلال القرن العشرين:
عام 1884 بداية الاستعمار الإسباني للصحراء (خرجت إسبانيا عام 1975 أي بعد 91 عاما)
عام 1905 الاتفاق الفرنسي الإسباني السري حول تقسيم الأراضي الموريتانية والصحراوية بين الدولتين. عام 1906 لقاء الشيخ ماء العينين ومعه وفود الصحراء وموريتانيا بالسلطان المغربي مولاي عبد العزيز بن الحسن الأول من أجل دعمهم في مقاومة المستعمر الأوروبي. المغرب يرسل مولاي إدريس ابن عم السلطان مع وفود القبائل الصحراوية والموريتانية من أجل قتال الفرنسيين بموريتانيا. عام 1908 نجاح المقاومة الموريتانية والصحراوية في عدة معارك ضد الأوروبيين (في تكانت وأكجوجت وتالمنست )
عام 1909 سقوط أطار عاصمة منطقة آدرار في الشمال الموريتاني بيد الفرنسيين بقيادة العقيد غورو. تقدم القوات الفرنسية نحو مراكش بالمغرب. مرابطة القوات الإسبانية بشواطئ الصحراء. عام 1910مغادرة الشيخ ماء العينين السمارة متجها شمالا نحو تيزنيت. نوفمبر: وفاة الشيخ ماء العينين بتيزنيت. عام 1912 30 مارس: معاهدة فاس بين السلطان مولاي عبد الحفيظ والفرنسيين، دخل المغرب بموجبها فترة الحماية الفرنسية للبلاد. الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين يدخل مراكش في جيش كبير معلنا نفسه سلطانا ورافضا اتفاقية الحماية الموقعة بين السلطان مولاي عبد الحفيظ والفرنسيين. عام 1913 بداية مارس: دخول المقدم الفرنسي موراي مدينة السمارة من أجل القضاء على معقل المقاومة. عام 1920 التنسيق العسكري الفرنسي الإسباني. عام 1930 إصدار الإدارة الفرنسية للظهير البربري ومن أهدافه التفريق بين قبائل البربر وقبائل العرب بالمغرب. عام 1932 معركة أم التونسي قرب نواكشوط بموريتانيا وهي من آخر معارك المقاومة في منطقة موريتانيا والصحراء. عام 1956 عودة الملك محمد الخامس من منفاه في مدغشقر. فبراير: بداية نشاط جيش التحرير (يضم بعض العناصر الصحراوية والموريتانية) ضد الإسبان والفرنسيين داخل الصحراء وموريتانيا. اجتماع قبائل الصحراء في أم الشكاك بين العيونوالسمارة وكان الهدف منه تحديد الموقف الواجب اتخاذه اتجاه الإسبان، وكان بدعوة الشيخ محمد الأغظف بن الشيخ ماء العينين وحضره حوالي 500 شخص. عام 1957 تحرير قوات جيش التحرير للسمارة وبير آنْزَرَانْ وآوَسْرَدْ بالصحراء ووصولها إلى آدرار بالشمال الموريتاني. اتفاق دفاعي بين إسبانياوفرنسا لمواجهة نشاط جيش التحرير. عام 1958 فبراير: توغل جيش التحرير في العديد من المناطق الصحراوية. منتصف فبراير: بداية عملية "المكنسة" (اسم أطلقته فرنساوإسبانيا على هجوم مشترك قامتا به لتصفية جيش التحرير.) عام 1961 إعلان الصحراء الغربية محافظة إسبانية من قبل إسبانيا. عام 1965 اتخاذ الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم (xxi 2072) المطالب إسبانيا بإنهاء استعمارها للصحراء الغربية. عام 1966 مناقشة الأممالمتحدة في دورتها ال 22 قضية الصحراء، وقد قدمت إسبانيا والمغرب وموريتانيا كلا من جانبه عريضة تدعي فيها أن الصحراء جزء منها. اتخاذ الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم (xxi 2229) القاضي بتنظيم استفتاء في الصحراء لتقرير مصير المنطقة. عام 1967 تحضيرات استخراج واستغلال مناجم الفوسفات من طرف الإسبان. إنشاء الجمعية الصحراوية لتمثل الإقليم الصحراوي وشعبه في البرلمان الإسباني. عام 1970 عقد مؤتمر ثلاثي بمدينة نواذيبو بموريتانيا بين رئيس موريتانيا المختار بن داداه وملك المغرب الحسن الثاني ورئيس الجزائر هواري بومدين لمناقشة مسألة الصحراء. تأسيس الحركة الطليعية لتحرير الصحراء بزعامة محمد سيدي إبراهيم بصيري. 17 يونيو 1970: انتفاضة الزملة (في مدينة العيون) ضد أسبنة الصحراء مطالبة بالاستقلال، وقد انتهت هذه الانتفاضة بمقتل واعتقال العديد من الصحراويين. عام 1971 انتخاب السيد خطري ولد سعيد ولد الجماني رئيسا للجماعة الصحراوية. عام 1973 10 ماي: تكوين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو". 20 يوليوز عملية "الخنكة" وهي أول عملية عسكرية تنظمها البوليساريو ضد الإسبان بقيادة الوالي مصطفى السيد رئيس الجبهة السابق. عام 1974 الإحصاء الإسباني لسكان إقليم الصحراء، والذي سيصبح مرجعية أساسية في الثمانينات والتسعينيات بالنسبة للأمم المتحدة وأطراف النزاع. أصدرت إسبانيا قانون الجنسية الصحراوية ووافق عليه مجلس الجماعة الصحراوي. 20 غشت: إعلان إسبانيا عن نيتها في إجراء استفتاء لتقرير المصير خلال الأشهر الستة الأولى من عام 1975. 20 أكتوبر 1974: قيام عناصر من جبهة البوليساريو بتعطيل الحزام الناقل للفوسفات من خلال حرق وتدمير بعض محطاته. كما طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الشهر ذاته من محكمة العدل الدولية رأيها في قضية الصحراء الغربية. 13 دجنبر: طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة برغبة من المغرب من محكمة العدل الدولية إعطاء رأيها القانوني حول الأراضي الصحراوية. عام 1975 14 أكتوبر: طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإجراء استفتاء لتقرير المصير تحت إشرافها في الصحراء الغربية. 16 أكتوبر: أعلنت محكمة العدل الدولية رأيها القاضي بوجود علاقات تاريخية بين الصحراء الغربية من جهة والمغرب وموريتانيا من جهة ثانية. 14 نوفمبر: الاتفاق الثلاثي الإسباني المغربي الموريتاني حول خروج إسبانيا من الصحراء وتقسيمها بين الدولتين (الساقية الحمراء للمغرب ووادي الذهب لموريتانيا). وشهد الشهر نفسه انطلاقة المسيرة الخضراء من المغرب بتوجيه من الملك الحسن الثاني ودخولها في الصحراء وضمت 350 ألف مغربي. عام 1976 12 يناير: انسحاب آخر جندي إسباني من الصحراء الغربية. 26 فبراير: الإعلان عن الجمهورية الصحراوية الشعبية الديمقراطية (ظل مقرها تيندوف بجنوب الجزائر( 4 مارس: تشكيل أول حكومة صحراوية. 14 إبريل: موريتانيا والمغرب توقعان اتفاقية بشأن تقسيم الصحراء فيما بينهما. 9 يونيو: هجوم البوليساريو على نواكشوط عاصمة موريتانيا ومقتل قائد الحملة الولي مصطفى السيد رئيس جبهة البوليساريو. 5 غشت: انتخاب محمد عبد العزيز أميناً عاماً لجبهة البوليساريو ورئيساً لمجلس قيادة الثورة. عام 1977 13 ماي: التوقيع على معاهدة الدفاع المشترك بين المغرب وموريتانيا. 3 يوليوز: الهجوم الصحراوي الثاني على العاصمة الموريتانية نواكشوط. ديسمبر: تدخل السلاح الجوي الفرنسي إلى جانب القوات الموريتانية. عام 1978 10 يوليو: انقلاب عسكري أبيض يطيح بالرئيس الموريتاني المختار ولد داداه ليصبح العقيد المصطفى بن محمد السالك رئيسا للبلاد. عام 1979 5 غشت: اتفاق الجزائر الخاص بخروج موريتانيا من إقليم وادي الذهب. 14 غشت: دخول القوات المغربية إقليم وادي الذهب الذي كان تابعا لموريتانيا.
أواخر السبعينات: مهاجمة جبهة البوليساريو لبعض المدن المغربية كالزاك وطانطان مما نتج عنه أسر العديد من المغاربة نساء وأطفالا وشيوخا و شبانا تم اقتيادهم وأسرهم إلى اليوم في مخيمات لا ترقى إلى ابسط شروط الحياة.. عام 1981 26 يونيو: أعلن ملك المغرب الحسن الثاني في مؤتمر قمة الوحدة الإفريقية بنيروبي عن تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء. نهاية السنة: قيام المغرب ببناء الأحزمة الدفاعية لحماية "المثلث النافع" من الصحراء والذي يضم العيونوالسمارة وبوكراع، حيث يتركز معدن الفوسفات وغالبية السكان. عام 1982 12 نوفمبر: انضمام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لمنظمة الوحدة الإفريقية وانسحاب المملكة المغربية منها. عام 1983 27 سبتمبر: أعلن الملك الحسن الثاني أن المغرب يقبل الاستفتاء مهما كانت نتائجه. عام 1986 31 أكتوبر: اتخاذ الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 4 0/ 50 حول الصحراء الغربية المطالب بإجراء مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع. عام 1988 11 أغشت: موافقة المغرب وجبهة البوليساريو على خطة السلام المقترحة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة. 20 سبتمبر: مصادقة مجلس الأمن بالقرار رقم 621 على تعيين ممثل خاص للأمين العام المتحدة مكلف بقضية الصحراء. عام 1989 5 فبراير: وفد من جبهة البوليساريو يلتقي في مراكش مع ملك المغرب الحسن الثاني. وصول عدد الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى 74 دولة. عام 1990 بداية يونيو: أول اجتماع للشيوخ الصحراويين بجنيف. 18 يونيو: تقدم الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن بتقريره الكامل وفيه مقترحاته الخاصة بحل مشكلة الصحراء الغربية، وتمت المصادقة عليه من قبل المجلس في نهاية الشهر. عام 1991 29 إبريل: مصادقة مجلس الأمن بقراره رقم 690 على تشكيل بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية مينورسو (MINURSO). 6 سبتمبر: الاتفاق على وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع. عام 1992 نهاية السنة: الاجتماع الثاني لشيوخ القبائل الصحراوية في جنيف. عام 1993 17-19 يوليو: لقاء العيون تحت رعاية الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء. 4 نوفمبر: لجنة تحديد الهوية التابعة للمينورسو تبدأ الأعمال التحضيرية لتسجيل المصوتين الفعليين. 12 ديسمبر: شروع لجنة تحديد الهوية في عملية تسجيل الصحراويين المسموح لهم بالتصويت بفتح مكتبين في مدينة لعيون. عام 1995 ديسمبر: تجميد عملية تحديد الهوية بعد خلافات كبيرة بين الطرفين المتنازعين على تفسير الشروط المطلوب توفرها في الناخبين. عام 1997 14-16 سبتمبر: التوقيع على اتفاقية هيوستن من طرف المغرب وجبهة البوليساريو. ديسمبر: بدء المرحلة الثانية من تحديد الهوية. عام 1998 3 سبتمبر: انتهاء المرحلة الثانية من تحديد الهوية، ليصبح مجموع من حُددت هويتهم في المرحلتين 147348 شخصا. أكتوبر: جولة الأمين العام الأممي في المنطقة والتي عرض خلالها مقترحات لتجاوز الخلاف حول تحديد هوية القبائل محل الخلاف. عام 1999 ديسمبر: توقف خطة الاستفتاء الأممية بالصحراء بسبب الخلافات الحادة بين الطرفين حول من يحق له التصويت. عام 2000 17 يناير: نشر لوائح المؤهلين للتصويت من القبائل محل الخلاف بين طرفي النزاع. أواسط مارس: زيارة الملك محمد السادس لفرنسا. أواسط يونيو: زيارة الملك محمد السادس للولايات المتحدة. 31 مايو: المبادرة الفرنسية الأميركية المقدمة لمجلس الأمن لصياغة حل سياسي، وتنص أساسا على إعطاء حكم ذاتي للصحراويين ضمن سيادة المغرب. 28 يونيو: الجولة الأولى بلندن بين المغرب والبوليساريو بإشراف الأممالمتحدة. 20 – 21 يوليو: الجولة الثانية بجنيف بين المغرب والبوليساريو بإشراف الأممالمتحدة. 25 يوليو: صدور قرار مجلس الأمن رقم 1309 المبني على المبادرة الفرنسية الأميركية التي تقترح حلا سياسيا لمشكلة الصحراء، ودعوة جيمس بيكر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بنزاع الصحراء إلى حل تفاوضي بين الطرفين مما يعني تخلي الأممالمتحدة عن خطة الاستفتاء. 28 سبتمبر: الجولة الثالثة ببرلين بين المغرب والبوليساريو بإشراف الأممالمتحدة، وأعلن المغرب في ختامها عن استعداده لحل سياسي تفاوضي. عام 2001 في بداية السنة: قدم المبعوث الأممي جيمس بيكر الاتفاق الإطار لحل مشكلة الصحراء، وينص على استقلال موسع مع ارتباط بالمغرب في المجال الخارجي والعملة والعلم. 7 يناير: تهديد جبهة البوليساريو بمهاجمة رالي باريس/داكار المقرر مروره بإقليم الصحراء، ثم سحبها التهديد تحت ضغط الجزائر. 3 مايو: رفض البوليساريو لاتفاق الإطار المقدم من طرف الأممالمتحدة. 22 مايو: أرسل رئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، تتناول موقف الجزائر الرافض لاتفاق الإطار. هدد جيمس بيكر بالاستقالة إن لم يؤيد مجلس الأمن خطته لحل النزاع في إقليم الصحراء، وتقترح تلك الخطة أن تكون الصحراء الغربية جزءا من المغرب ولكن مع التمتع بحكم ذاتي تحتفظ بموجبه بقدر كبير من السلطات. وقد حظيت هذه الخطة بتأييد المغرب، لكن كلا من جبهة البوليساريو والجزائر رفضها. عام 2002 20 فبراير:أعلن كوفي أنان تقريرا أمام مجلس الأمن الدولي يقدم أربعة خيارات لحل مشكلة الصحراء: - تنظيم استفتاء في المنطقة دون اشتراط اتفاق الطرفين. - إعطاء حكم ذاتي للصحراويين ضمن سيادة المغرب. - تقسيم الصحراء بين المغرب والبوليساريو. - سحب الأممالمتحدة للمراقبين الدوليين العاملين في الصحراء منذ 11 عاما وترك الأطراف المعنية وشأنها. 27 فبراير: زيارة عبد العزيز بوتفليقة مخيمات الصحراويين بتيندوف بمناسبة الذكرى ال 26 للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهو أول رئيس جزائري يزور المخيمات منذ إنشائها سنة 1976. 5 – 6 مارس: زيارة ملك المغرب محمد السادس مدينتي الداخلةوالعيون في إقليم الصحراء مع أعضاء حكومته، وعقدوا اجتماعا في الداخلة مما اعتبر أول مبادرة من هذا النوع. وقد احتج رئيس جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز لدى مجلس الأمن على هذه الزيارة. مارس وإبريل: قيام وليام سوينغ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مع قائد القوى التابعة لبعثة المينورسو باتصالات مع طرفي الصراع) (المغرب والبوليساريو) وكذلك مع الدولتين المراقبتين (الجزائر وموريتانيا) ومع سفراء الأعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الأمن وسفير إسبانيا بالمغرب. أول مايو: تمديد الأممالمتحدة التفويض الممنوح لقوة المراقبة الدولية في الصحراء الغربية "مينورسو" حتى 31 يوليو بموجب تصويت جماعي في مجلس الأمن الدولي، دون أن تتخذ قرارا نهائيا فيما يتعلق بمقترحات الأمين العام. 14 مايو إلى 28 يونيو: جولتان من المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب في لندن وبون تحت رعاية جيمس بيكر وبحضور البلدين المراقبين الجزائر وموريتانيا. عام 2003 يناير: تحديد مجلس الأمن الدولي حدد يوم 31 يناير 2003 موعدا نهائيا أمام توصل بيكر لتسوية تنهي نزاعا قديم الأجل بين المغرب وجبهة بوليساريو التي تدعمها الجزائر. مارس 2003 تمديد مجلس الأمن الدولي المناقشات بشأن الخطة التي تدعمها الأممالمتحدة لتسوية نزاع الصحراء الغربية شهرين آخرين حتى الحادي والثلاثين من مايو 2003 بعد أن كان من المقرر انتهاء تفويض بعثة الأممالمتحدة المؤلفة من 612 مراقبا عسكريا وجنديا و62 ضابط شرطة في مارس 2003. بعد هذا التاريخ تم اقتراح مخطط بيكر الثاني الذي ينص على "خطة السلام في الصحراء الغربية" وهو مزيج من حلين أولهما حكم ذاتي لمدة أربع أو خمس سنوات يتم بعدها استفتاء لتقرير المصير، وقد قبلت جبهة البوليساريو هذا المقترح بينما رفضه المغرب ، مما أدى إلى استقالة قيدوم الدبلوماسية الأمريكية جيمس بيكر تعارض المصالح والرؤى: رأت جبهة البوليساريو أن أمامها فرصة سانحة أمام هذه الوضعية المعقدة، فالتجأت إلى اسبانيا العدو القديم للمغاربة، ثم إلى الجزائر التي تسعى إلى تعزيز مكانتها في شمال إفريقيا و تحقيق تطلعاتها بمنفذ على المحيط الأطلسي وبعض الدول كليبيا وكوبا و غير مستبعد أن تكون لجأت إلى إسرائيل التي من صالحها تفكيك الدول الاسلامية( ليس عندي الآن الدليل لذلك) ... فطلبت الدعم المادي والمعنوي في صراع مفتعل لتقسيم المغرب وتجزيئه إلى دولتين.. فعمدت جبهة البوليساريو إلى طرق خبيثة لتحقيق مآرب رؤسائها وعلى رأسهم محمد عبد العزيز المراكشي ، فعمدت إلى مهاجمة جل المناطق الخاضعة للحكم المغربي مثل طانطان والزاك والسمارة وغيرها من المدن المغربية فقامت بأسر العديد من الصحراويين حيث اقتادتهم إلى المخيمات بتندوف ، حيث ادعت الجبهة أنهم صحراويون هربوا من النظام المغربي واستقروا في المخيمات وذلك لجلب التعاطف الدولي من أجل استلام المعونات الدولية، والتي تبين لاحقا أنها تذهب إلى أرصدة قادة الجبهة أما السكان في المخيمات فلا يصلهم إلا الفتات.. أما المجتمع الدولي فقد أبدى تعاطفا في البداية، وهذا يتجلى في حجم الدعم المادي والمعنوي المقدم للقادة ثم الاعترافات المتتالية من بعض الدول للجبهة باعتبارها دولة تمثل الصحراويين، وقد وصل ببعض الدول مثل ليبيا إلى إمدادهم بالسلاح والعتاد لمحاربة المغرب مما أثر على العلاقات بين المغرب وجارتيه ليبيا والجزائر لاحقا... تفكك الجبهة الداخلية للبوليساريو: أمام حالة اللا سلم واللا حرب ، وأمام تردي الأوضاع المعيشية للشعب الصحراوي المغربي المحتجز بالمخيمات ، لم يجد عددا من ساكنة تلك المخيمات بدا غير الانتفاضة ضد القيادة التي تعتبر نفسها مقدسا لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. فبدأت الانشقاقات داخل الجبهة عندما أحس الصحراويون المحتجزون بالمخيمات أن هؤلاء القادة يتاجرون بهم ويعتبرونهم عبيدا في غياب التشارك الحقيقي في صناعة القرار، حيث عمل محمد عبد العزيز المراكشي على احتكار السلطة وقمع كل من يعارضه وهو ما تحقق على أرض الواقع غداة انعقاد المؤتمر الوطني 12اكتوبر 2009 حيث عادت نفس الوجوه دون تغيير على رأس البوليساريو التي يتزعمها هذا الرجل منذ سنة 1976. مما أدى إلى ظهور خط منشق أطلق على اسمه : بوليساريو- خط الشهيد حيث يتهم هذا التيار قيادة محمد عبد العزيز المراكشى بمصادرة رأي الصحراويين ويرى أن الأزمة بين المغرب والبوليساريو تستدعي جلوس الطرفين إلى طاولة المفاوضات مباشرة ودون تدخل لأي طرف يعتبر نفسه معني بالنزاع لا من قريب ولا من بعيد. كما تضع حركة خط الشهيد التي تأسست خلال مارس 2006 وهي حركة معارضة لقيادة البوليساريو على قائمة أولوياتها إيجاد حل متوافق بشأنه ينهي صراع عمر أزيد من ثلاثين سنة وهو الحل الذي تقول أنه يبدأ بقراءة نص الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب من طرف كل الصحراويين. و أن أي تعطيل للمفاوضات من قبل البوليساريو هو محاولة لحرمان أهالي المخيمات من حقهم في العيش الكريم ، فطالبت الحركة بإشراكها في المفاوضات المرتقبة بين المغرب والبوليساريو باعتبارها ممثلا شرعيا لعدد كبير من الصحراويين سواء في المخيمات أو في الخارج. بالإضافة إلى خط الشهيد ظهر حزب آخر معارض للبوليساريو أطلق على نفسه " التكتل الصحراوي المستقل" الذي يتزعمه عبد العزيز ولد محمد المامي والذي يضم في عضويته شخصيات مدنية وعسكرية سابقة مستاءة من الوضع الذي باتت عليه البوليساريو كحركة لم تعد تقوى على ترميم ذاتها حين تركها صانعوها تلاقي مصيرها لوحدها في وقت بات فيه التكتل والانضمام حاجة ملحة تفرضها ظروف العصر واملاءات العولمة. دعا هذا الحزب الذي يعتبر نفسه قناة مستقلة تمثل شريحة واسعة من الصحراويين على لسان احد قيادييه عشية تأسيسه(دعا) كلا من فرنساواسبانيا إلى الضغط على اليد الخفية كونها الطرف الذي يقف أمام أي تقدم في مسار القضية كما دعاها إلى ترك الصحراويين يعبرون عن موقفهم من المفاوضات المنتظرة بين المغرب ولبوليساريو ، وهي الكلمة التي تركت أيضا صدى عميقا حينما قال الناطق الرسمي لهذا الحزب" نحن نرحب بكل مبادرة من شأنها أن تجمع شتات الصحراويين في مكان واحد أينما وجدوا" في إشارة إلى ترحيبهم بمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل سياسي لا غالب فيه ولا مغلوب. وفي ظل هذه الانشقاقات والتصدعات خرجت إلى العلانية أصوات تعبر صراحة عن مقترحات تدعوا إلى اتخاذ الحكم الذاتي كحل لهذا الصراع المفتعل ومن بينهم مصطفى ولد سلمى والذي تعرض للتعذيب بسبب هذا الموقف الذي يعارض توجهات قادة البوليساريو.. وهذا يبين لنا مدى الضغط والحصار الجائر والتنكيل بالصحراويين الأحرار الذين يعبرون عن وجهة نظرهم أمام انسداد أفق توافقي ، مما يثير عدة تساؤلات أمام غالبية الشعب الصحراوي : إلى متى يظل هذا الوضع؟؟ و إلى متى يدفع الشعب الصحراوي الثمن باهظا لصراع مفتعل يغني القادة ويفقر الشعب الصحراوي المنهك؟؟... وفي الختام يتبين لنا أن جبهة البوليساريو لم تعد تمثل كل الصحراويين وأنها قد حادث عن الطرق الأصلي لها والذي تأسست من أجله وهي محاربة الاستعمار الاسباني والفرنسي والدفاع عن مصالح الشعب الصحراوي، وأنها تمثل إن مثلت اليوم فقط بعض القادة ، ولهذا ندعو الحكومة المغربية إلى وقف مسلسل التفاوض مع هؤلاء القتلة المرتزقة الذين افسدوا البلاد والعباد...