يخطئ من يظن أن الأعراب هم البدو.. ومخطئ من يعتقد الأعراب هم العرب، فليس كل أعرابي عربي وليس كل عربي أعرابي... فالبرغم من أنه من بديهيات القول أنّ العنصر البدوي في التاريخ البشري ، لاينفك بحال من الأحوال عن الجفاء والنفاق والتفاخر بالأنساب ... !!فقد التحق الأعراب بركب الاسلام متأخرين بذلك مع من تأخر في الدخول في الدين الحنيف، ومع وجود الرسول صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم ، إلا أنهم لم يكفوا عن الخلاف والشقاق ... فقد رموه صلى الله عليه وسلم بالحيف في القسمه،حيث قال قائلهم عن قسمته صلى الله عليه وسلم ، هذه قسمةٌ ما أريد بها وجه الله !! أما في العصر الحديث فأكثر هؤلاء الأعراب هم التكفيريون الذين يتدثرون بعباءة الدين، ويصبحون شيوخه ودعاته ، يعتلون المنابر ، وينقحون الخطب والمقالات، في سبيل الدعوة الى الله- كما يدعون- وبالقتل وسفك الدماء في آخر الأمر... فكيف يفقه الدين قوم لم يجد جدهم الأول ، مكاناً يبول فيه الا زاوية المسجد !! أيها الأعرا ب – يامن تتبنون الوصاية علينا - ،إن انغماسكم في الملذات أعمى أبصاركم، فصرتم كالأنعام بل أضل ... أيها الأعراب لقد ورتم النفاق جينيا ،واكتسبتم الجهل بدل العلم، فصرتم في لباس الجهالة وأنتم تدعون المعرفة....فشتان بين من يخطط عن علم ومن يسير تائها يجره جهله... ! ! أيها الأعرا ب ، تدعون " التفكير" ولا عقل لكم....تدعون " التقدم " وتسيرون بلا منهج...تحكمون من أنصاف الرجال،لأن الأعور ملك في بلد العميان....ولا رجولة لكم ... !! هم يخططون... هم يضعون استراتيجياتهم،وأنتم ترتلون:"ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين"، وتنسون : " وإن تنصروا الله ينصركم، ويثبت أقدامكم". لقد زعزعت الأقدام،منذ أن أعلنتم أن استراتيجياتكم ترتكز على "الملذات" لا على 'المبادئ والقناعات"... !!لقد صرتم وصرنا أضحوكة، كفلم وسخ أنتم ممثلوه ومخرجوه، لقد صرتم وصرنا ألعوبة، لشرذمة تحكم بالخبث بعد أن صرتم وصرنا عبادا للذات والملذات ،إنها العبادة التي جعلتنا في الحضيض .... !! تسمون أنفسكم ب"الأحرار" ،بينما تحكمكم جاهلية الجهلاء وعبودية العبيد .... ! ! إن الحرية الحقة ليست في كثرة الطعام والملبس... وليست في وضع الأصفار فوق الرؤوس، وحمل الخناجر والفؤوس.... بل إن الحرية الحقة في شكر النعمة والسير على منهج " إقرأ"، لا أن تصيروا عبيدا للذات... ما أشد على النفس أن تكون ذليلة،وما أشد أن ننادي ب"التغيير "ملئ الشفاه في الساحات والشوارع ،وبالبنادق والرصاص....وننسى أن التغيير ممكن ب "العقل" لا ب "العنف" ... لكن فما دمتم تعشقون " الجسد" وتقدسون قوته وتحقرون سلطان " العقل " فلا بأس أن يكون ديدنكم إبراز العضلات،وسفك الدماء و فعل المنكرات... لقد أضعتم سلطة العقل، فآلامه لا تحتمل، وسلكتم طريق إشباع الغرائز والشهوات.... !! أيها التائهون تذكروا كلاما لرب العباد: "حتى يغيروا ما بأنفسهم".