لا حديث اليوم بالسمارة إلا عن احتمال وجود تسرب إشعاعي بمصلحة الأشعة بالمستشفى الإقليمي بعد تداول الموضوع في العديد من المواقع الإعلامية والبيانات النقابية ورسائل طلبات تدخل للمسؤولين . فبداية الأمر التزمت المندوبية الإقليمية الصمت لأيام قبل أن تؤكد أنها قد راسلت المركز الوطني للوقاية من الأشعة بتاريخ 14 يونيو 2014 ، وبعد أيام أخرى أصدرت بلاغا توضيحيا تستند فيه إلى تقرير أنجزه المركز الوطني للوقاية من الأشعة بعد أن زار المستشفى يوم الثلاثاء 10 فبراير الجاري . قبل الخوض في ما تضمنه بلاغ المندوبية التوضيحي ، اطرح سؤال لماذا قامت بمراسلة المركز الوطني للوقاية من الأشعة في شهر يونيو الماضي ؟ الجواب البديهي أن المندوبية شكت أن هناك احتمال لتسرب إشعاعي وهنا استحضر القول * وشهد شاهد من أهلها * ، كما أنني اطرح سؤالا أخر ألا ترى المندوبية أن خطورة الأمر لا تكفيه فقط مراسلة بل وجب التذكير مرة أخرى ؟ و وقف العمل بالمصلحة فورا حسب القوانين المنظمة . وهو ما لم تشر إليه المندوبية ليجعلني اطرح احتمالين أولهما أن مراسلة المركز كذب ، وثانيهما أن صحت فالمندوبية لم تعر الأمر الاهتمام الذي يستحق بعدم كتابة تذكير مرة آخري ، والسماح باستمرار العمل في المصلحة . ورجوعا إلى بلاغها الأخير أكدت المندوبية أن المركز الوطني قام بزيارة للمستشفى للتحقيق في احتمال وجود تسرب إشعاعي ولم تشر هل الزيارة تمت بناء على مراسلة المندوبية السابقة، أم بسبب تناول الموضوع بالمواقع الالكترونية ؟ الزيارة أفضت إلى أن ما تم تداوله من وجود لتسرب إشعاعي لا يمت للواقع بصلة . غير أن البيان لم يكن شافيا فقد تحدث عن احترام القسم لكل معايير السلامة المعمول بها وطنيا ، أليست عبارة كل المعايير تحمل الكثير من المبالغة ؟ لسيما الواقع يفند ذلك فهل يشتغل تقنيي المصلحة وفق ما ينص عليه القوانين ؟ هل حالة الجدران وباب القسم لا يستدعي الشك كونه غير مرصص ؟ تحدث كذلك عن القياسات المجراة ولم يوضح قياسات ماذا ؟ سؤال أخر يطرح نفسه أيعقل أن تتم الزيارة ، المعاينة ، إجراء كل مايلزم من التحقيقات ، انجاز تقرير وإصدار بلاغ توضيحي في يوم واحد ؟؟؟؟؟ فكم من اللجان آخذت تقاريرها السنين والسنين ؟؟؟؟ تأسيسا لما سبق و الهيستيريا التي أصابت مندوبية الصحة بتعميمها لبلاغها التوضيحي على عشرات المواقع الالكترونية يجعلنا نجزم أن الأمر ليس بريئا وان هناك دوافع أخرى أملتها حساسية الموضوع لسيما بعد انتشاره على نطاق واسع ، ويسير في اتجاه أن يصبح قضية رأي عام يمكن أن تتدخل أطراف أخرى لاستغلالها . وان الأمر أريد له أن ينتهي ظاهريا بهذا البلاغ الملغوم غير الواضح و إلا لماذا عوض أن تستند المندوبية إلى تقرير المركز الوطني للوقاية من الأشعة لا تنشره وتعممه ؟ فالمركز ليس مؤسسة أمنية أو عسكرية أو استخباراتية تقاريره سرية . والى أن ينكشف ما تخفيه الأيام يبقى احتمال وجود تسرب إشعاعي بالمستشفى الإقليمي بالسمارة موضوع حديث المهتمين خصوصا بعد ميلاد لجنة محلية تضم العديد من الفاعلين والتي تعتزم الضغط على المندوبية الإقليمية للصحة بكل الوسائل الممكنة للكشف عن تقرير المركز الوطني للوقاية من الأشعة .