بيان تضامني عمدت الدولة المغربية كعادتها إلى شن هجمة شرسة تعرضت بموجبها الأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون مساء الأحد المنصرم لتدخل عنيف ، كمقاربة لتكميم الأصوات الحرة المنادية بحقها في العيش الكريم ، وهي الآلية التي تعتمدها الدولة في كل مرة تصل فيها درجات الاحتقان الاجتماعي والحقوقي إلى مستويات ضخمة بلغت ذروتها بداية سنة 2015، فبعد التوظيف الضيق للمطالب الاجتماعية الاستثنائية للصحراويين بكافة المدن الصحراوية من قبل الأحزاب المغربية؛ في محاولة منها لكسب تعاطف مفقود بين الساكنة والتلاوين السياسية للدولة المغربية، ما الهجمة التي تعرضت لها الأطر العليا بالعيون إلا دليل آخر عن إفلاس سياسات الحكومات المغربية، ومحاولة لتبرير الفشل وتقوية هوامش ضئيلة كخيار استراتيجي؛ قد يتيح مزيدا من الوقت يقابله مزيد من القهر والألم والحرمان، إنها معادلات تفضلها الدولة في تعاطيها مع المشاكل الحقيقية التي تعاني منها فئة المعطلين بالصحراء. يعد الهجوم المرتبك الذي قادته قوى القمع بالعيون في حق الأطر العليا، أريد له وأد أي حراك ميداني خاصة بالعيون التي هي المركز، وصاحبة التراكم الاستراتيجي في سبيل المطالبة بالتوظيف المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية. إلا أن التفاعل غير المسبوق مع المحطة المفصلية، والتصميم الذي أبدته الأطر العليا بكافة المداشر الصحراوية جعل الحكومة المغربية ترتبك أمام هول الصدمة التي لم تتوقعها، نتيجة الحساب الدقيق لفكرة التنسيق والإرادة المعبر عنها في الانسجام والانخراط. إن المعركة التي أعلنتها الأطر العليا تنبع عن قناعة مبنية على مبدأ أن الإطار بالصحراء لم يعد له شيء يخسره أمام تعنت الإدارة المغربية وتسويفها وتوظيفها الخبيث لمعاناة الساكنة. وإذ تذكر تنسيقية الأطر العليا الصحراوية المعطلة باسا الزاك أنها عازمة على خوض معركتها، والمضي بها قدما في اتجاه ايجاد حل جذري وشامل لمشكل البطالة، فإنها أيضا تندد بالتدخل البربري في حق الأطر العليا الصحراوية بالعيون، وتطالب الجمعيات الحقوقية المحلية والدولية بتحمل مسؤولياتها اتجاه مسلسل الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها هذا الجسم بالمداشر الصحراوية. إلا أن العزيمة المتينة لهذه الفئة في اتجاه نيل حقوقها كاملة دون نقص أو زيادة، هي رد طبيعي أمام المقاربات الأمنية المتعددة الأوجه. وعليه نعلن للرأي العام المحلي والدولي ما يلي: - تضامننا المبدئي واللامشروط مع نضالات الأطر العليا بكافة المداشر الصحراوية؛ - تنديدنا الصارخ للهجمة الشرسة التي تعرض لها رفاقنا الأطر العليا الصحراوية بالعيون الأبية؛ - استنكارنا للمقاربة الأمنية في تعاطي الدولة المغربية مع حراك الأطر العليا الصحراوية بمختلف المداشر؛ - تحميلنا المسؤولية للحكومة المغربية لما ستؤول إليه الأوضاع بالصحراء جراء الواقع المأزوم القابل للانفجار؛ - تضامننا مع معتقلي الرأي القابعين في السجون المغربي؛ - عزمنا الدخول في أشكال نضالية نوعية حتى تحقيق مطالبنا المشروعة.