صحراء بريس / عن عبدا لله لهنود * -افران الاطلس الصغير-اقليم كليميم عجوزان ينحدران من جماعة إفران الأطلس الصغير باقليم كليميم رسم الزمن خطوطه على ملامحهما، و نفضت الفيضانات الأخيرة التي عرفتها المنطقة غبار واقعهما الفقير، تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار منزلهما بشكل شبه كلي مما اضطرهما للمكوث في غرفة بالقرب من الأغنام و البهائم، هذا ما عايناه خلال الزيارة التي قامت بها فعاليات من المجتمع المدني بالمنطقة ووفد رفيع المستوى يضم أعضاء من الكونغريس العالمي الأمازيغي وفاعلين حقوقيين. وما زاد من حدة معاناتهما كونهما في وضعية إعاقة لا يقويان على الحركة، أكثر من هدا فهما لا يملكان سوى كرسي إعاقة وحيد يتناوبان عليه ،في غياب تام للمساعدة و الاهتمام الذي تزعم الدولة أنها تتكفل به لهده الفئة الشئ الذي يؤكد على أن المغرب من أسوأ الدول في الاهتمام بالمسنين ، هده الصورة تنضاف لغيض من فيض ونقطة في بحر من بين الحالات الكثيرة في المغرب والتي تتعذب في صمت دون أن تصل لها كاميرا الإعلام الرسمي. الأدهى من هدا أن "دوار تنكرت" و معه عموم دواوير و جماعات دائرة بويزكارن لا زالوا يعيشون على وقع ما خلفته الفيضانات الأخير من خسائر في الأرواح كما في الممتلكات حزن شديد و قلق من ما قد تحمله النشرات الجوية القادمة حالة يقابلها غياب ردود فعل واقعية من طرف المسؤولين. وتعتبر دائرة بويزكارن كباقي مناطق المغرب العميق تتخبط في سياسات التهميش و الإقصاء من غياب للبنيات التحتية التي تحترم معايير الجودة والسلامة، وحرمان الساكنة من حقها في التنمية منذ عقود خلت ، بالإضافة إلى انتشار الفساد والريع والزبونية والغش في انجاز الطرق والقناطر. وبهدا فإن ثمن التهميش والفساد مرتفع ، وسيظل كذلك ما لم يتم رفع الحيف و التهميش على هده المنطقة المقصية، بالتأسيس لجهوية أساسها الديمقراطية المحلية والتنمية الحقيقية ، وربط المسؤولية بالمحاسبة ووضع حد للفساد والمفسدين، والقطع مع اقتصاد الريع، وسن سياسة تعيد الاعتبار للمواطنات والمواطنين وتحمي كرامتهم، وتمنحهم الحق في التنمية والعيش الكريم..