شهدت منطقة ايت علي التابعة لجماعة امي نفاست، عمالة سيدي افني، كغيرها من مناطق المغرب تساقطات مطرية استثنائية لم تشهدها المنطقة منذ اواخر ستينيات القرن الماضي. أمطار الخير هذه لم تمر دون احداث خسائر في الأرواح والممتلكات، وكذلك لم تمر دون تعرية واقع البنيات التحتية الحديثة العهد بالمنطقة وفضح كل وسائل الغش المتبعة في اشغالها. ولمعاينة كل ذلك انتقلنا الى عين المكان، فعاينا هول هذه الكارثة. عاينا خسائر يصعب وصفها، طريق مسحت كل ملامحها لم تعد صالحة الا لجريان المياه، وسقوط العديد من اعمدة الكهرباء، وغياب للتغطية الهاتفية...كل ذلك ساهم في تأزيم الوضع وعمق من معانات سكان هذه الدواوير . وفي طريقنا صادفنا مجموعة من المواطنين متفرقين على جنبات الواد بحثا عن جثة احد فلذات كبدهم الذي خطفته مياه الواد من المدرسة العتيقة بتدارت حيث كان قيد حياته يدرس ويتعلم القرءان...وغير بعيد عن هذه المدرسة وبالضبط بدوار المدنة وجدنا عمليات البحث عن جثة احد الضحايا تحث انقاض المنزل الذي نسف بالكامل بفعل سقوط صخرة كبيرة من اعلى الجبل تاركا من نجا في العراء متنقلا بين بيوت الجيران. وبدوار اكني امغار جرف الوادي منزل بالكامل بكل ما يحويه من ممتلكات، وخاصة من الماشية، قام اهله بالإنتقال لللسكن في المسجد المتهالك لمدة تزيد عن اربعة ايام دون اكل أو شرب. حتى وسيلتي النقل الوحيدتين اللتان كانتا تربطان هذه القرى بالعالم الخارجي جرفتها مياه الواد وألحقت بها خسائر كبيرة، ليبقى سكان المنطقة معزولين بالكامل يقتاتون فقط على بعض حبات الشعير واكواب الشاي، في انتظار من يتذكرهم للتخفيف من المعانات اليومية التي يعيشونها. وبدوار اكركنان وان لم تكن الخسائر به بشرية لحسن الحظ، شهد بدوره خسائر كبيرة في الممتلكات خاصة فيما يتعلق بانهيار المباني وجرف العديد من بيوت تربية النحل. وكما يقال: لسان الحال اصدق من لسان المقال اليكم هذا التقرير المصور الذي انجزته احدى الجمعيات المحلية بتعاون مع موقعنا والتي قدمت لنا كل التسهيلات لأداء مهمتنا.