صحراء بريس / حميد بوفوس - العيون تفجرت فضيحة جديدة بمستشفى الحسن بن المهدي بمدينة العيون، بعدما عثر موطنون على مريض معاق يدعى " العربي الحريقي " 64 سنة، مصاب بمرض الأعصاب، يصارع الموت أمام بوابة المستشفى، الذي لفظه بعدما تدهورت حالته الصحية، وهو الآن يفترش الأرض بجانب الباب الرئيسي لمستشفى الحسن بن المهدي،ويظل عرضة للبرد القارس الذي يجتاح المنطقة ليلا، والشمس الحارقة في النهار. فالزوار رغما عنهم إلى هذا المستشفى يصادفهم مشهد هذا المريض المرمي على جنبات الطريق، وهو منظر يجعلهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة، وهم يتذكرون ' البلاغات الرسمية ' التي تسوق بها وزارتي الصحة والتنمية والتضامن الاجتماعي منجزاتهما في مجال حفظ الصحة والرعاية الاجتماعية للمرضى. من جاتبهم عبر العديد من المواطنين والمرضى في تصريحاتهم ل " صحراء بريس " عن تذمرهم من الخدمات المقدمة بمستشفى الحسن بن المهدي والتي هي بعيدة كل البعد عن الشعارات التي يتم رفعها من طرف الجهات الحكومية المسؤولة عن قطاع حساس وحيوي يعتبر من القطاعات الأساسية في الحياة اليومية للمواطن ولام المواطن " العربي الحريقي " المرمى خارج أسوار المستشفى، العاملين بهذا الأخير، الذين لا يقومون بعملهم على أحسن وجه، والذين تعاملوا معه بأسلوب احتقاري، ورموه خارجا، بدون مراعاة حالته الصحية، ولم ينظر إليه أحد بعين الرحمة والإنسانية. وخلف خبر رمي مريض معوز خارج المستشفى، بعدما لم يتم تقديم يد المساعدة له، ومعالجته من طرف المسؤولين عن القطاع الصحي، حالة من التذمر والغضب في صفوف المواطنين بالمدينة الذين عبروا عن استيائهم لمثل هذه اللامبالاة التي تقع في زمن الغني بحقوق الإنسان وكرامة المواطن في عيش كريم وصحة جيدة تضمن له الحق في التطبيب. يحدث هذا في مدينة احتفلت بمهرجانها الذي رصدت له الدولة مليار و 500 مليون تبخرت في ثلاثة أيام، طار فيها الفنان اللبناني فارس كرم ب 48 مليون سنتيم، والجزائري فوضيل ب 33 مليون، وكاران من اسبانيا ب 18 مليون..الخ، في المقابل يظل العربي وغيره من المرضى الذين يزورون مستشفى العيون رغما عنهم، عرضة للإقصاء والتهميش، نتيجة غياب أبسط التجهيزات الطبية الضرورية.