بقاعة الاجتماعات بالمندوبية الإقليمية للصحة بتيزنيت، تواصل لجنة تفتيش التابعة لوزارة الصحة والمكونة من ثلاثة مفتشين الاستماع إلى أسرة الضحية نعيمة التي وافتها المنية بإحدى المصحات الخاصة بمدينة تيزنيت الجمعة الماضي بعد أن تم نقلها من قسم الولادة بالمستشفى الحسن الأول بتيزنيت إلى هذه المصحة في ظروف غامضة، خاصة أن زوج الضحية يقول في شكايته إلى المسؤولين، توصلت تيزبريس بنسخة منها، أنه يريد أن يعرف من يتحمل مسؤولية نقلها إلى المصحة المذكورة دون علمه ودون علم أسرته. يذكر أننا سبق أن أشرنا في مقال سابق أن أسرة الضحية تطرح سؤالا عريضا عن من يتحمل مسؤولية وفاة سيدة داخل المصحة الخاصة، المصحة أم إدارة المستشفى الحسن الأول بتيزنيت أم مندوبية الصحة بتيزنيت أم الطبيب (ة) غير الموجود (ة) في مقر عمله(ا) أم الطاقم الطبي بكامله؟ إنه السؤال المحير الذي يشغل بال أفراد أسرة الضحية الذين حجوا بكثافة إلى المصحة المعلومة. وفي اتصال بتيزبريس، يحكي مبارك، زوج الضحية في الشكاية التي رفعها إلى كل من مدير المستشفى الحسن الأول بتيزنيت ومندوبية الصحة بتيزنيت والوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بأكادير أنه أدخل زوجته مساء أمس الخميس الماضي إلى قسم الولادة بالمستشفى الحسن الأول بتيزنيت حينما جاءها المخاض، وفوجئ بعدم وجود الطبيب المختص بعد انتظاره لساعات.. وفي صباح اليوم الموالي (الجمعة) نودي عليه من قبل مصحة خاصة وأُخبر بأن زوجته توجد داخل المصحة وأنها وضعت مولودا يحتاج إلى عناية مركزة، وقيل له أنه من الضروري نقله إلى أكادير من أجل علاجه من بعض الجروح والرضوض التي أُصيب بها في رأسه وفي أحد رجليه أثناء عملية الوضع، حسب شهادة الأب، وقام أحد أقرباء الزوج بنقل المولود إلى أكادير بتنسيق مع إدارة مستشفى الحسن الأول التي وضعت سيارة الإسعاف رهن إشارته... ويحكي مبارك، أنه وضع شكاية في الموضوع لدى المصالح المختصة موضوعها معرفة من يتحمل مسؤولية نقل زوجته من المستشفى إلى المصحة الخاصة... وبعد ساعات نودي عليه من قبل إدارة المصحة المعلومة وأُخبر بوفاة زوجته، لتزداد معاناة مبارك بين الثالوث الشبح: وفاة زوجته، تواجد المولود المجروح بمستشفى الحسن الثاني بأكادير والفاتورة الثقيلة التي تنتظره من المصحة، كل ذلك جعل زوج الضحية يرفض تسلم جثة زوجته ووضع شكاية لدى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بأكادير، حيث تم الاستماع إليه من قبل الشرطة القضائية بتيزنيت، ومن المنتظر أن تباشر الجهات المختصة عملية تشريح الجثة اليوم الاثنين 20 ماي بأكادير لمعرفة السبب الحقيقي للوفاة، وأمام كل هذه الأحداث المتسارعة منحت إدارة المصحة للزوج شهادة، حصلت تيزبريس على نسخة منها، تقول بأن زوجته توفيت "وفاة عادية mort normale ".