في تاسريرت، وعلى غرار باقي الجماعات النائية والجبلية بإقليم تيزنيت،بدأت بوادر أزمة بيئية حقيقية تلوح في الأفق.ففي الوقت الذي تنادي فيه الحكومة ومعها الجمعيات المهتمة بحماية البيئة و بضرورة العمل على حماية الموروث البيئي والضرب بيد من حديد على كل السماسرة المستنزفين للأعشاب العطرية والطبية بالمناطق الجبلية والمستغلين للفقر والهشاشة المتفشيين في أوساط الساكنة وخصوصا في صفوف النساء ،في هذا الوقت، تتراءى لنا كل صباح باكر جحافل من النساء والرجال وهم يتجهون نحو سفوح جبال تاسريرت الفسيحة،والهدف جمع أكبر كمية ممكنة من كل أنواع النباتات العطرية والطبية وبكل الوسائل والطرق الممكنة واللاقانونية طبعا، قصد بيعها للسماسرة الجشعين بأبخس الأثمان.فبعد نبتة (البصيلة/تزاليمت) التي انقرضت بسبب النزع العشوائي لها خلال السنوات الماضية،هاهي أخواتها النباتات العطرية الأخرى(الزعيترة/أسركنا) تعاني هي الأخرى من آفة الإنقراض،فلا الرعاة الجائرون رحموها، ولا السماسرة الذين أعماهم الطمع والجشع أشفقوا عليها،ولا سكان المناطق الجبلية حموها.ولعل ما يندى له الجبين،سكوت الجهات المسؤولة عن قطاع المياه والغابات على هذه الممارسات المسيئة للبيئة وللساكنة معا. فهل ستقوم الجمعيات والتعاونيات ،وخصوصا المهتمة منها بحماية البيئة ،بحماية تلك النباتات في ظل غياب تام للمسؤولين؟؟؟؟