وقع طارق السجلماسي، الرئيس المدير العام لمجموعة القرض الفلاحي، ومدير مكتب الأممالمتحدة الإنمائي، يوم الجمعة المنصرم، بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، على اتفاقية شراكة من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي في سلسلة القيمة المرتبطة بالنباتات الطبية والعطرية. من حفل توقيع الاتفاقية (كرتوش) وأكدت الدخيل مريم، المشرفة على هذا المشروع بمؤسسة القرض الفلاحي، في تصريح ل"المغربية"، أن هذه المبادرة تهدف أساسا إلى الحفاظ على التنوع البيئي الغني للمغرب، إلى جانب وضع أسس إضافية لمحاربة الفقر والهشاشة بالعالم القروي. وأضافت الدخيل أن هذا المشروع، الذي سينجز بتنسيق بين مؤسسة القرض الفلاحي، ومكتب الأممالمتحدة الإنمائي، والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، سيستفيد من الخبرة الميدانية لمؤسسة القرض الفلاحي على مستوى المواكبة، وتقديم آليات التنمية المستدامة. وأوضح عبد الكبير العلوي المدغري، منسق البرامج بمكتب الأممالمتحدة الإنمائي بالمغرب في تصريح ل"المغربية"، أن المغرب يعد أول بلد إفريقي ومتوسطي، يستفيد من هذا النظام الجديد لشبكات القيم، وقال إن "هذا النظام الجديد يضمن عدالة الاستفادة من نتائجه، كما أنه سيكرس بقوة حماية الموروث الطبيعي البيئي للمغرب. مضيفا أن "هذا المشروع يكتسي قيمة مضافة مالية، علما أنه يتأسس على نظام للمصادقة، سيمنح النباتات الطبية والعطرية، إمكانية ولوج أسواق عالمية واسعة". واعتبر المدغري انخراط مؤسسة القرض الفلاحي في هذا البرنامج الطموح، بالمساهمة الكبيرة في استفادة المشروع من الإشراف التقني للهذه المؤسسة، هذا إلى جانب القيمة المضافة لتقديم ميكانيزمات تمويلية لفائدة هذا المجال. وحول دور مؤسسة القرض الفلاحي في هذا الورش، قال المدغري إن "القرض الفلاحي يلعب دورا كبيرا على مستوى القرب بالعالم القروي، كما أنه يتميز بقوة تواصلية كبيرة، سواء عبر الوسائل التقليدية، أو وكالاته، وأيضا، من خلال القنوات الإعلامية". مؤكدا هذا المشروع يرمي تدعيم القيمة المضافة لنشاط زراعة النباتات العطرية والطبية، إلى جانب دوره في تعزيز مداخيل الفئات المعوزة بالعالم القروي. ويهدف مشروع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي والحكومة المغربية الذي يحمل عنوان "إدماج التنوع البيولوجي في سلسلة النباتات العطرية والطبية لحوض البحر الأبيض المتوسط بالمغرب"، من جهة، إلى العمل من أجل حفظ وتعزيز التنوع البيولوجي في سلسلة النباتات الطبية والعطرية، من جهة أخرى يهدف إلى مكافحة الفقر من خلال الإسهام في التنمية المحلية، من خلال النباتات الطبية والعطرية بوصفها إرثا ثمينا، من شأنه الإسهام في ضمان تنمية قروية مستدامة يستفيد منها السكان المحليون. ويتكون المشروع من ثلاثة عناصر. يرتبط أولها بالخدمات المتعلقة بسلسلة النباتات الطبية والعطرية من قبيل التواصل والتسويق، بحيث سيجري توفير "شباك واحد" للأطراف المتدخلة من اجل للحصول على المعلومات. أما العنصر الثاني فيتمحور حول الحفاظ على التنوع البيولوجي بما في ذلك إطلاق وإنهاء عملية إصدار شهادات الجودة من نوع "فير وايلد" بالنسبة لأربعة أنواع من النباتات الطبية والعطرية المستوطنة، والتي تتميز بأهميتها البيئية والتجارية، وهي إكليل الجبل، والزعتر، والزعتر البري ونبات عاقر قرحا. (pyrèthre) وفي ما يخص العنصر الثالث، فإنه مرتبط ببناء القدرات، ويتكون من جزأين، الأول يخص الشركاء، ويشمل التدريب والتكوين، في ما يتعلق الجزء الآخر بالخدمات الخاصة بسلاسل القيمة خاصة في مجال الاتصالات والتسويق، أما الجزء الثاني فيهدف إلى التكوين والتدريب في ما يخص شهادة الجودة "فير وايلد"، وهو مفتوح للتعاونيات وللبنيات المرتبطة بهذه الشهادة. وستمكن اتفاقية الشراكة بين برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومؤسسة القرض الفلاحي المغربي المتعلقة بمشروع "إدماج التنوع البيولوجي في سلسلة للنباتات العطرية والطبية لحوض البحر الأبيض المتوسط بالمغرب"، هاتين المؤسستين من التعاون عن كثب من أجل تثمين النباتات الطبية والعطرية بالمغرب، وكذا العمل من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي في سلسلة النباتات الطبية والعطرية، والإسهام في ضمان تنمية قروية مستدامة.