حذر النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية بدائرة أكادير إداوتنان من أن جامعة ابن زهر ستصل إلى مرحلة الكارثة إن لم يثم تدارك الأمر بسرعة ذلك أن غياب استراتيجية بعيدة الأمد في السنوات الماضية تسبق الأحداث وتستشرف المستقبل قد تؤدي إلى نفاقم مشكل الإكتضاض بهذه الجامعة. وفيما يلي الحوار الذي اجرته الزميلة جريدة " مشاهد " مع السيد "عيسى امكيكي " :... 1- تعيش ابن زهر ككل موسم على وقع الإكتضاض والضغط الذي يجعل من عملية تحسن جودة التعليم كما دعا إلى ذلك الملك محمد السادس في خطابه الاخيرة عملية مستحيلة، كيف ترون أنتم هذا الوضع ومن ترونه يتحمل المسؤولية في ذلك؟ باسم الله الرحمان الرحيم ، أشكر جريدة مشاهد على الدعوة للمشاركة في هذا الحوار والاهتمام بمشاكل جامعة ابن زهر خاصة وبمشاكل إقليمأكادير إداوتنان عموما وهو الدائرة التي أنوب عنها بمجلس النوا ب. في البداية وجب التذكير أن جامعة ابن زهر تستقبل طلبة الجهات الجنوبية الأربع (سوس ماسة درعة ، كلميمالسمارة ، العيون الساقية الحمراء وجهة الداخلة الكويرة) أي أكثر من 58% من مساحة التراب الوطني على امتداد 20 إقليما في الوقت الذي نجد تقريبا أن كل جهة من الجهات الوسطى والشمالية للمملكة تتوفر على جامعة أو جامعتين فطبيعي أن نصل إلى هذا المستوى من الإكتضاض . وهذه السنة بلغ عدد الحاصلين على الباكلوريا في الجهات الأربع التي تغطيها الجامعة أكثر من 32000 طالب ومشكل الإكتضاض بجامعة ابن زهر في تفاقم مستمر ، فمند سنوات ونحن ندق ناقوس الخطر بأن الجامعة ستصل إلى مرحلة الكارثة لا قدر الله إن لم نتدارك الأمر بسرعة نظرا لعدم وجود استراتيجية بعيدة الأمد في السنوات الماضية التي تستبق الأحداث وتستشرف المستقبل بأقطاب جامعية أخرى أو توسعة القطب الحالي عبر أنحاء مدن أكادير الكبرى بأقاليمها الثلاثة ببنيات تحتية تمتص الجزء الأكبر من المشكل. أما فيما يخص جودة التعليم العالي فالأمر لا يتعلق بتوفير البنيات التحتية فقط للحد من الإكتضاض داخل الأقسام والمدرجات، ولكن الجودة تستلزم استراتيجية وطنية شاملة توفر للبحث العلمي ميزانية مشجعة وتوفر الجو الملائم للطلبة بأحياء جامعية راقية ومنح في مستوى متطلبات العيش الكريم ونقل جامعي ... وتستلزم إعداد الأطر الكفؤة للتدريس ومراجعة جذرية لمناهج ونظم التدريس بما يرفع المغرب إلى مستويات التعليم العالي بالدول المتقدمة. 2- لماذا لم يستطع لوبي الضغط الذي تم تشكيله من أجل لفت انتباه وزارة التعليم العالي للمشاكل العتي تتخبط فيها جامعة ابن زهر، تحقيق انجازات تذكر؟ اسمحوا لي أنا غير متفق مع القول أنه لم يتم تحقيق إنجازات تذكر، فقد تحققت أشياء ونسبة لا بأس بها لكنها أمام سرعة الأحداث وضخامة المتطلبات والتأخر المتراكم لسنوات ومحدودية الإمكانيات عبر الميزانيات جعل البعض يرى كأن شيئا لم يتحقق ، وأنا أقول ل لو أن شيئا لم يتحقق لانفجر الوضع في السنوات الماضية قبل هذه السنة ولما رأينا دخولا جامعيا لهذه السنة ،وبناء عليه أؤكد أن كل الجهود المبذولة من طرف جميع الغيورين ساهمت إيجابيا في تحسين وضعية جامعة ابن زهر حيث تم افتتاح العمل بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ببنية تحية مهمة وإنشاء كليتين متعددة التخصصات بكل من ورززات وتارودانت ، وتم العمل على توسيع الطاقة الاستيعابية لكل من كليتي العلوم والآداب إلى غير ذلك من التغيرات الإيجابية الحاصلة على مستوى جامعة ابن زهر . وبالنسبة للحكومة التي يرأس فيها الأخ لحسن الداودي وزارة التعليم العالي فهي تولي اهتماما خاصا لجامعة ابن زهر والدليل على ذلك أن عدد المناصب المالية التي رصدتها الوزارة هذه السنة لجامعة ابن زهر هي 108 منصب مالي وهي أعلى نسبة وطنيا أضف إلى ذلك أن وزير التعليم العالي الجديد وعد بقرب إنشاء كل من كلية الطب والمستشفى الجامعي بأكادير كما افتتحت الدراسة هذه السنة بكلية الشريعة بالسمارة وتم فتح مسلك للإقتصاد بالنواة الجامعية الجديدةبكلميم . 3- يتحدث البعض عن كون سياسة المغرب في الصحراء، هي من تقف وراء تدهور الأوضاع التعليمية بجامعة ابن زهر، فهل توافقون على هذا الرأي، وهل يمكنكم باعتباركم نائبا برلمانيا، الدعوة وبقوة إلى خلق جامعة بالأقاليم الجنوبية، لرفع الضغط أولا عن ابن زهر ورفع مشقة السفر وكلفته عن أبناء هذه المناطق ثانيا، بعيدا عن الحسابات السياسية؟ في نظري ليس هناك إشكال في فتح جامعة أو فرع جامعي بأقاليمنا الجنوبية ، بل هو أمر مطلوب في الوقت الراهن لاعتبارات البعد الجغرافي وأيضا لأن بلادنا مقبلة على ورش الجهوية المتقدمة. صحيح أنه كانت المقاربة الأمنية طاغية على تدبير مجموعة من القطاعات لكن اليوم وبعد دستور 2011 الذي منح لكل مواطن الحق في " الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة " ، وجب إعمال آليات الديمقراطية والحكامة الجيدة وجعل قضية التعليم قضية وطنية يساهم جميع المغاربة في تطويره بما ينتج نخبا جديدة ترفع المغرب إلى مصاف الدول المتقدمة. 4- اتجهت الدولة قصد معالجة ظاهرة الإكتضاض، نحو خلق كليات متعددة التخصصات، غير أن الملاحظ والملموس أنها لم تستطع أن تقوم بدورها، فيكيف تفسرون هذا الأمر؟ وما هي الحلول الواقعية والعَمَلِيّة التي ترونها كفيلة بمعالجة ظاهرة الاكتضاض بالجامعة؟ الكليات المتعددة التخصصات لها دور مهم في تنفيس الإكتضاض وتوفير شعب جديدة تحتاجها الجهة مثل التكوينات الفنية والسينمائية بكلية ورزازات والتكوينات الفلاحية بكلية تارودانت رغم محدودية الأعداد التي تستقطبها هاتين الكليتين، لكن ظاهرة الإكتضاض ظاهرة بنيوية وتحتاج إلى حل جذري وذلك بإنشاء قطب جامعي جديد بأحد الجهات الجنوبية الأربع، أو توسعة القطب الحالي عبر محور او محاور بأكادير الكبرى بمساحات كافية للمدى المتوسط أو البعيد وأقصد من 20 إلى خمسين سنة قادمة بتخصيص مئات الهكتارات من الغبات لجامعة ابن زهر بمنطقة أيت ملول ، أمسكروض ، اشتوكة ايت باها أو تاغزوت وأورير، وهذا الأمر يحتاج بعض الوقت والمطلوب اليوم الإسراع بإنهاء الأشغال بكل من كلية العلوم وكلية الآداب وكذا بالفرع الجامعي الجديد بأكادير الذي يتوقع أن يضم 4 مدرجات و55 قاعة، والمطلوب كذلك الإسراع بعقد مناظرة جهوية أو أيام داسية تضم الجهات الأربع ولا تستثني أحدا من من له علاقة بجامعة ابن زهر منتخبين ، إداريين، خبراء مغاربة ودوليين ، إعلاميين ، ... لتقريب وجهات النظر إن لم أقل توحيدها حول قضية القطب الواحد أو الأقطاب والمشروع الكامل المتكامل عبر استراتيجية واضحة المعالم محددة الأبواب ومرقمة الإعتمادات ومفصلة السنوات يساهم فيها أبناء هذه الجهات ولا بأس أن تكون من إعداد مكاتب دراسات وطنية أو دولية.