ساعة ونيف عن انتهاء الخطاب الملكي تحت قبة البرلمان المغربي مساء اليوم الجمعة 10 أكتوبر، عقدت فرق المعارضة (البام – الاستقلال – الدستوري – الاتحاد الاشتراكي) اجتماعا تنسيقيا بينها قيل أنه تحت شعار "دفاعا عن الديمقراطية" استعدادا لإعطاء نفس جديد للعمل البرلماني للمعارضة الذي وجهت إليه كثير من الانتقادات. إلا أن مجريات الدقائق التي تلت نهاية الاجتماع المذكور عرفت تفجر أحداث شجار وتشابك بالأيدي بين شباط الأمين العام لحزب الاستقلال والمستشار عن حزب البام عزيز اللبار، قبل أن يلتحق بهما النائب الكيحل ليساند أمينه العام باديا في الصور المنتشرة على شبكة الفيس بوك كالنار في الهشيم مهاجما اللبار بقوة عنيفة. وذكرت تقارير صحفية من عين المكان أن سبب الشجار يعود لخلافات بين الطرفين حول تدبير مجلس مدينة فاس الذي يرأسه شباط، ويرأس اللبار في نفوذه الترابي المجلس الجهوي للسياحة. ذات المصادر نقلت عن المستشار اللبار قوله باتهام من أسماهم بلطجية شباط باحتجازه و"الاعتداء عليه بالضرب" بالقرب من قاعة اجتماع فرق المعارضة، كما نقل عن اللبار تصريحات أدلى بها للصحافة قال فيها أن ما وقع "سلوكات يستغرب أن تكون المؤسسة التشريعية مسرحا لها" واتهم شباط بأنه "سرق فاس وحولها إلى عاصمة للإجرام بسبب سياساته التدبيرية في مجلسها." هذا وبسرعة قياسية أعلنت قيادة حزب الأصالة والمعاصرة انعقاد هيأتها التقريرية الوطنية لمدارسة الواقعة، حيث رشح عن ذات الهيئة أن قرار الطرد في حق عزيز اللبار بات محسوما وأن مسطرة تنفيذه ستبدأ مباشرة بعد أن يتم إصداره للعلن. ومن جهة أخرى، تلقف رواد شبكات التواصل الاجتماعي صور الحادثة وتقاريرها، وربطوها بما جاء في الخطاب الملكي من انتقاد لاذع لمستوى الخطاب السياسي الوطني وخص بالذكر قبة البرلمان، حيث قال الملك: (إن المتتبع للمشهد السياسي الوطني عموما، والبرلماني خصوصا، يلاحظ أن الخطاب السياسي لا يرقى دائما إلى مستوى ما يتطلع إليه المواطن لأنه شديد الارتباط بالحسابات الحزبية والسياسوية.)، وقال رواد الفيسبوك أن ما وقع بين شباط واللبار والكيحل هو تصديق للخطاب الملكي وتقييماته لأداء الفاعل السياسي والبرلماني.