هلل التيزنيتيون بعد ظهر أول أمس فرحا باعتقال مول البيكالة، غير أن التحقيق مع أحد الموقوفين أعاد الأزمة في المساء إلى نقطة الصفر بإطلاق سراح المشتبه به بعد عرضه على الضحايا واحدة تلو الأخرى. مول البيكالة بسلوكه الطائش أصبح عقدة جماعية بتزنيت، وأحداث قضيته تتفاعل بشكل متسارع، فبعد يوم كامل من التحقيقات، وفي ساعة متأخرة من يوم أول أمس، أفرجت مصالح الأمن بتزنيت عن الشاب المعتقل،,,,,, وقد تم استقدامه من مدينة فاس من قبل والديه ليعرض على الأمن، وبعد تحقيقات متتالية ميؤوس منها أدرك المحققون أن صنارتهم لم تجدب مول البيكالة الحقيقي، فالأمر يتعلق هنا بمراهق في ربيعه الخامس عشر سافر إلى مدينة فاس، خلال هذه الأيام بشكل متزامن مع اختفاء صاحب الدراجة الهوائية، وبدت أوصافه متقاربة مع المشتبه به التحقيقات الأمنية ليوم أول أمس تتبعتها إلى جانب الامن مصالح مراقبة التراب الوطني والسلطات المحلية عن كتب غير أنها أخطأت العنوان، كما فشل التحقيق خلال أول أمس مع مشتبه به ثان في الوصول إلى الهدف رغم أن فريق المحققين تعزز بستة عناصر قادمة من ولاية أمن أكادير. وبينما كان المحققون بمقر المنطقة الإقليمية في عز الليل منكبين على تحليل المعطيات المتوفرة، كانت وقفة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان انطلقت أمام حديقة مولاي عبد الله للتنديد بما جرى للضحايا. عدة شعارات رفعت في الوقفة تطالب بتوفير الأمن للساكنة محملة ما جرى لمصالح الأمن، من بينها هذا عار هذا عار تيزنيت في خطر، وقد تساءل عبد الله بيردحا رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان " كيف تخصص الأمن بتزنيت في قمع التظاهرات بينما يظل عاجزا عن توفير السلامة الجسدية للمواطنين". رئيس الجمعية اعتبر الجرم المرتكب في حق الضحايا " إرهابا ناتجا عن فتاوى تحريضية متطرفة كان آخرها ما صدر عن النهاري الذي اصدر فتوى إهدار رئيس تحرير جريدة الأحداث المغربية" ووصل في كلمته حد مطالبة المواطنين بالتجند لاعتقال مول البيكالة عوض انتظار الأمن.ووجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مراسلة لإدارة الأمن الإقليمي متسائلة عن سبب عدم إصدار بيان تطميني للمواطنين، واعتبرت هذه الهيئة الحقوقية ما وقع مساسا بالحريات الفردية وبالسلامة البدنية، والحق المقدس في الحياة.من جانبها حملت فعاليات جمعوية اجتمعت ليلة الأربعاء المسؤولية للنيابة العامة لعدم إصدارها بلاغا صحفيا للتخفيف مما اعتبرته حالة نفسية أصبح عليها المواطن التيزنيتي، مهددة بتنظيم وقفة أمام مفوضية الأمن الإقليمي، ومطالبة بتثبيت واستثاب الأمن بالمدينة، وقد توصلت الفعاليات الجمعوية لفكرة تشكيل لجنة أطباء و محسنين للتكفل بالحالات النفسية للضحايا، وطالبت بتوفير مختص من أجل تتبع حالة الضحايا، وتفعيل مراكز الاستماع من أجل المواكبة النفسية للفتيات التي طعنهن المتهم على مستوى المؤخرة. قضية مول البيكالة كانت كذلك محور اجتماع الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية ليلة أول أمس الأربعاء، واعتبر البيجيدي أن " الاعتداءات المتكررة بالسلاح الأبيض على العديد من الفتيات من قبل ما يعرف ب ( مول البيكالا) يعد ظاهرة غريبة عن المدينة وساكنتها المسالمة" وطالب ب"تظافر جهود جميع مكونات المجتمع من أجل التصدي لمثل هذه الظواهر الغريبة والمشينة، والتبليغ عنها مع تعزيز المقاربة التواصلية في أداء السلطات مع مختلف الهيئات والتنظيمات" دورة المجلس البلدي عرفت بدورها تجادبا في الكلام بين الرئيس عبد اللطيف أوعمو، وعبد الله صمايو عن المعارضة الذي تساءل عن دور المجلس فيما يجري عوض الاكتفاء باعتبار القضية شأنا أمنيا. إدريس النجار/ محمد بوطعام