أدى طول انتظار أهالي مدينة تيزنيت وضواحيها القطرات الأولى من أمطار هذا الموسم، واستمرار انخفاض درجات الحرارة بشكل لم تر المنطقة مثلها منذ زمان بعيد، أدى ذلك بنساء المدينة بدورهن إلى الخروج طلبا للغيث كما فعل الرجال خلال الشهر المنصرم في صلاة الاستسقاء، لكن بطريقتهن التقليدية وفي إطار طقس غابر في العراقة وموغل في التراث المحلي القديم، إنه طقس» بلغانجا «. هذا الطقس الذي يعرف مزيجا من الاحتفالية والمسحة الدينية خرجت فيه نساء تيزنيت الأسبوع الأخير يجبن أحياء المدينة القديمة في مجموعات مرتديات الزي التقليدي للمرأة التيزنيتية يرددن أهازيج ومتون كلها دعوات لله أن يرسل الغيث ويحي الأرض والزرع،... انطلقت مواكب » بلغانجا «تتقدمها إحدى النساء حاملة» أغانجا «وهو المغرفة الخشبية باللغة الأمازيغية يتجاوز طولها نصف متر تسهر النسوة التي تجتمع بمنزل إحداهن على تزيينه وإلباسه أنواع الحلي والمجوهرات المحلية، ويلففن المغرفة الخشبية بقطعة من القماش ليكون على شكل دمية يحزم رأسها بثوب أحمر ملفوف بثوب أبيض من الأعلى، ويشترط الطقس أن تكون حاملة» بلغانجا «امرأة أكبر إخوانها متزوجة من ابن عمها تتقدم الموكب مرددة مع كل النساء أهازيج بالأمازيغية المحلية ومنها: (بلغنجا نومن سربي/ ولي يزدارن اداحد إغيث / ولي يزدارن اداحد إغيث سيميك وامان ميمنين) ومعناها أن النسوة يؤمنن بالله القادر على إرسال الغيث بالماء العذب النافع، وتعابير أخرى كثيرة بمضامين دعوية. وأثناء جولتهن بأحياء المدينة يتوقفن عند كل باب لا ينصرفن عنه حتى يعطيهن أهله شيء من العطايا من المؤونة كالسكر والزيت والدقيق أو النقود، كما يقوم أهل البيت بسكب الماء على الموكب كناية على قرب تساقط الأمطار. وبعد الانتهاء من جولتهن.يجتمعن في منزل إحداهن في اليوم الموالي ويقضين النهار في الغناء والاحتفال بعد تناول الطعام، وتبقى الدمية (المغرفة الخشبية) في ركن الغرفة التي اجتمعت النساء فيها لمدة ثلاثة أيام يُنزع بعدها الثوب والحلي، ليختتم طقس بلغانجا بتحضير عصيدة من دقيق الشعير مطبوخة بزيت الأركان ويستعان في طبخها بنفس المغرفة التي كانت دمية الاحتفال. هكذا حاولت نساء تيزنيت أن يطلبن هذه الأيام القطر من السماء فهل يُستجاب لدعواتهن وتمطر السماء على تيزنيت وضواحيها.//// محمد بوطعام الأحداث المغربية للاطلاع على الفيديوانقر على الرابط التالي: &feature=player_embedded