مع مر الزمان وتقدم السنين، ثمة مناسبات اندثرت وأخرى قاومت، هنا أنزي جوهرة أدرار، ملتقى قبيلتي ادوبعقيل وارسموكن، نحن في بداية سنة فلاحية جديدة، جاد الله بالمطر أم لم يجد، سيحتفل أهل هذه القبيلة بموسم ظل محتفظا بكبريائه، وارتبط اسمه بمحطات تاريخية، اختلف المؤرخون في فك العديد من أسراره، مرحبا بكم في موسم ادرنان.... اختلفت المصادر والتأويلات حول مؤسس هذه المناسبة، اغلبها نسبها الى الفقيه العلامة ابو يحيى العثماني "الكرسيفي" المتوفى سنة 1585 ميلادية، وأخرى أصلتها للولي الصالح سيدي محمد أعجلي من مواليد دوار "أوكارس" والمعروف بالنفوذ الروحي العظيم بمنطقة أنزي. هذا الاختلاف في الأصل يوازيه اختلاف في دواعي وأسباب نشأة المناسبة، بين من اتخذها مناسبة لطلب الغيث من السماء وحفضا للزرع من الجفاف، وبين من جعلها للتواصل والتعارف ونسج الروابط والعلاقات الزواجية والقرابية، وهناك من اعتبرها مناسبة للخروج من قساوة الظروف السياسية التي عاشتها المنطقة إبان الاستعمار البرتغالي، حيث الاحتفال بادرنان يكون مطية للتشاور والنقاش، لإيجاد السبيل لمكافحة المستعمر وإبعاده. تبدأ الاحتفالات في أدرار مع بزوغ السنة الفلاحية الجديدة، وتعم المنطقة بكاملها، بدءا بقبائل تافراوت، املن، اداكنضيف وأيت صواب، مرورا بتاهالة واداوسملال، وصولا بقبائل ايداوبعقيل وارسموكن بأنزي والنواحي. في منطقة أنزي تنطلق مسيرات الاحتفالات بقبيلة أيت أحمد في الخميس الأخير من يناير الفلاحي، وتليها قبيلة إداوبعقيل في الخميس الأول من فبراير(والذي يصادف هذه السنة يوم 14 فبراير 2013 ميلادية)، ثم يأتي دور قبيلة أداي في الخميس الثاني من نفس الشهر، وتليها فرقة من تافراوت لمولود، ثم فرقة إرسموكن التابعة لجماعة أنزي في الخميس الثالث من مارس الفلاحي. وتختلف العادات والتقاليد من قبيلة إلى أخرى، إلا أن جو الاحتفالات واللقاءات الأخوية تكون هي السائدة أينما وليت وجهك طيلة الشهور الثلاثة الأولى من السنة الفلاحية. بقي أن نشير أن حفلة ادرنان تدوم ثلاثة أيام كاملة، تبتدئ في يوم الخميس لتنتهي يوم السبت مساءاًَ، ويكون "السفنج" هو سيد المائدة الأنزوية في تلك الأيام. فشهية طيبة للجميع ودامت الأفراح والمسرات على طول أدرار ونواحيه.