عندما تلقيت دعوة شفوية لحضور نشاط لجمعية تيويزي للتنمية والتعاون والتضامن فرع الرباط نظمته يوم 6 مارس 2011 بمقر الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة حول ما يطلق عليه الأمازيغ بالجنوب المغربي إدرنان، تساءلت عما يكون هذا الذي سمي بهذا الاسم، لكن أحد الذين حضروا اللقاء هدأ من روعي، مؤكدا بعد رجوعه أن حفل «إدرنان» من العادات والتقاليد عند سكان الجنوب، وأخبرني أن الشيوخ بمنطقة سوس يقولون إن «إدرنان» حفلة دعا إليها الولي الصالح سيدي محمد اعجلي المزداد بدوار أوكاس إد باحمان التابع لجماعة تيكمي، وهذا الرجل هو دفين دوار أفا أوزور، ويحكى أنه كان يحكم الجن ومازال بعض أحفاده على سيرته إلى الآن، ويذكر كذلك أنه أمر بهذا اللقاء لجمع السكان من أجل مناهضة الاستعمار البرتغالي الذي كانت بوادر تسلطه على المناطق الجنوبية تظهر. ويعتبر «إدرنان» من العوائد بالمناطق الجنوبية المغربية ويتم تخليده سنويا، وكلمة إدرنان «تعني بالعربية «الفطيرة» أو ما يسميه المغاربة «السفنج» وقد تطور هذا التقليد ليصبح مناسبة للتعارف والتلاقي بين أفراد المجتمع. وفي هذا الصدد كتب مولاي إسماعيل آيت الحسان في موقعه الإلكتروني أن موسم إدرنان يجسد الوعي الجماعي السائد والحس المشترك الذي يربط سكان القبائل عامة، إنه تعبير عن الانتماء الأصيل والمتجذر لجد واحد، وذلك بتعبير عن تعلق القبائل الأمازيغية بتقاليد ثقافية وعادات حضارية عريقة ومتجذرة في التاريخ، كما أنها فرصة للتواصل الشخصي والجماعي والتعارف ونسج الروابط والعلاقات الزواجية والقرابية. وأرجع تاريخ هذا الحدث إلى أزيد من قرن وربع قرن (1880) على بداية الاحتفال فمازال سكان سوس على الخصوص حريصين كل الحرص على بقاء موسم إدرنان، بحيث يتم تبادل الأطعمة بين العائلات و تعرف صنع نوع خاص من الخبز ويعرف بدوره بإدرنان، إذ يعتبر هذا الأخير رمزاَ لهذا الموسم. و قال إن «إدرنان» عادة إجتماعية واحتفالية تدوم شهرين متتابعين، وتتناوب القرى أو الدواوير على الاحتفال بها ثلاثة الأيام (الخميس، الجمعة والسبت) أسبوعياً لكل قرية أو قريتين أو أكثر حسب القبيلة التي حان دورها في الاحتفال، ويقوم أهلها بأداء رقصة أحواش المعروفة ليلاً حتى بزوغ الفجر، وتتمتع الأسر أكثر ما تتمتع بزيارة الأحباب والأقارب من كل حدب و صوب. ويخلد الأسبوع الأول من السنة الأمازيغية الجديدة، الذي يعرف فيه كذلك بأنموكار سيدي يعقوب، ويتم التهييء لهذه الاحتفالات في كل دواوير أملن، وفي الأسبوع الثاني يحتفل به كل من: أكلز- إكرضان - أيت طالب - أيت مسعود أزرواضو- تكنزة - أيت أزرو- أنيركي- دوسلوكتم- تمجضوت و توضي. وفي الأسبوع الثالث تخلده تهالة ، أما في الأسبوع الرابع فيعود إلى أملن من جديد ويحل ضيفا على مجموعة عدة من الدواوير التي يطلق عليها (حد الصاين) وهي: أسكين - أيت أومكاس - تمالوكت - تكضيشت - تدلي - أنامر- أنيل - إغالن - تركت والديملالن . وفي الأسبوع الخامس يعيش سكان مدينة تافراوت و خاصة الدواوير المجاورة لها نفس الحدث وهم : أفلاواداي - أداي - إغيرنتركانت - تزكا - أضاض - إميان وأكرض أوضاض، وبعد ذلك تنتقل أجواء الاحتفالات مرة أخرى إلى أملن إذ في الأسبوع السادس تحتفل به كل من تنضيلت - أسكاور- تسكانتودم وتازولت، وفي الأسبوع السابع يحط الرحال في كل من أمسنات وتدارت، وتتواصل الاحتفالات في الأسبوع الثامن بكل منإ مي نتزغت - تيزغت - إمي اكشتيم - أكشتيم - أليلي وتفغلت، وفي الأسبوع التاسع والأخير يختم هذا العرس التقليدي الفريد وتقام مراسم الختام في: تاغزوت نايت أوسيم.