أصدرت أسبوعية "لافي إيكو" الصادرة بالفرنسية تصنيفا للمدن المغربية الكبرى والمتوسطة والصغرى على شكل "باروميتر الجاذبية 2011" خلال شهر يوليوز الماضي. وقد تبوأت مدينة تيزنيت مراكز متقدمة في العديد من المؤشرات (البيئة، المناخ، الثقافة، السكن،...). ونظرا لأهمية التحقيق الذي أنجزه مكتب دراسات مستقل بناء على العديد من المؤشرات، نورد أسفله ترجمة لمجمل ما ورد في التقرير... جاذبية المجالات الترابية هي الرهان الأساسي للتنمية! المجالات الترابية القوية والمتوازنة بجانب التنمية المستدامة، والتي ستستفيد منها الأجيال الحاضرة والمقبلةهي عقيدة الجهوية المتقدمة! مجالات قوية وتنمية متوازنة ومستدامة ستستفيد منها الأجيال الحاضرة والمقبلة: هذه هي عقيدة الجهوية المتقدمة! فالجهوية هي بمثابة مقدمة لإصلاح منظومة الحكامة العمومية، من خلال تدابير تدريجية تعتمد عدم التركيز واللآمركزية. إنها تموقع الأطراف الفاعلة مجاليا في قلب الفعل. ولقد أدركت السلطات العمومية والهيئات المنتخبة، والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بشكل جماعي، أهمية المقاربة المجالية. وعلى الفاعلين المجاليين، أن يكونوا قادرين، بشكل تدريجي، على تحديد استراتيجية تنموية، ووضع مخططات وتنفيذ المقررات المرتبطة بها، بالاعتماد على الموارد والقدرات الذاتية لمجالاتها. في هذا السياق، وباعتبارها شركة استشارية مغربية مستعدة للمساهمة في التنمية الوطنية، أجرت شركة فاليانسValyansدراسات واستشارات عديدة تهم إشكاليات التنمية المجالية. هذه القراءات، والتي اعتمدت القطب أو المدينة أو الجهة، مكنتنا من امتلاك قناعة قوية مفادها أن جاذبية المجال هي الرهان الرئيسي للتنمية. ويتم قياس جاذبية هذه المجالات، في رأينا، من خلال قدرة مجال ترابي معين على توفير ظروف معيشية جيدة لسكانها وخلق الثروة. والهدف النهائي هو ضمان رفاهية المواطنين وتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية. وانطلاقا من هذا المنظور، برزت فكرة وضع مقياس لجاذبية المدن المغربية. هذا المقياس يتجلى في شكل ترتيب لأهم مدن المملكة. وهو تصنيف ل51مدينة يتعدى عدد سكانها 50 ألف نسمة. ف"بارومتر" جاذبية المدن المغربية يأخذ بعين الاعتبار البعدين الرئيسين لجاذبية المجالات الترابية ، وهي نوعية الحياة الموفرة لفائدة المواطنين والقدرة التنافسية الاقتصادية لفائدة الشركات والمقاولات، ويجري قياس كل عنصر على أساس مجموعة من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. للحفاظ على أقصى قدر من الموضوعية، تم الاعتماد على المؤشرات الكمية وحدها دون غيرها. هذا البارومتر، والذي سوف يعتمد سنويا، والمندرج ضمن نهج علمي مستقل، يتوخى أن يكون أداة لدعم اتخاذ القرار في خدمة المجالس المنتخبة والجهات الأخرى الفاعلة محليا. محسن الجزولي رئيس شركة فليانس www.lavieeco.com 2011/08/24 نوعية الحياة ليس المناخ وحده هو المهم بشكل عام، تعاني المدن الكبرى بحكم مستوى التنمية الصناعية وأهمية أسطول السيارات. ومع ذلك، فهي تشهد نسبا أفضل فيما يخص توفير الرعاية الصحية وفرص الحصول على التعليم. اعتمدت ستة معايير في تحديد ترتيب المدن من حيث نوعية الحياة : المناخ والبيئة (المعامل1)، والصحة (المعامل 2) والتعليم (المعامل2)، والثقافة (المعامل1) والسكن والخدمات الأساسية (المعامل2) والتنمية الاجتماعية (المعامل3). المدن الكبرى: بالنسبة لفئة "المدن الكبرى"، فبدون مفاجئات تسيطر العاصمة على الترتيب. فبالفعل، تمثل الرباط حلا وسطا بين البنيات التحتية الجيدة، والأمن، والتأطير الطبي (19سريرا و20 طبيبا لكل000 10 من ساكنة المدينة) ، وتتوفر العاصمة الادارية على بيئة معتدلة وعلى عرض جيد لبنيات التعليم (النسبة السادسة والثانية على التوالي في التمدرس بالتعليم الثانوي وفي المستوى الجامعى وطنيا). يضاف إلى هذا تغطية واسعة في البنى التحتية الصحية وتتكون أساسا من المستشفيات ونسب من التأطير الطبي تعتبر من بين أعلى المعدلات في المملكة. وتبقى الرباطالمدينة الكبرى التي تقدم أفضل توازن من حيث نوعية الحياة في المملكة. وتليها الدار البيضاء الذي تتدحرج بين الجيد (نوعية البنيات التحتية والبيئة الاجتماعية) والأسوأ : أعلى متوسط سعر المتر المربع المخصص للسكن (ما بين 4500 و 25100 درهم للمتر مربع) ، وأكبر نسبة من الرطوبة (81 ٪)، ونسبة تلوث عالية جدا نظرا لأهمية أسطول العربات والأنشطة الصناعية المتقدمة جدا. بالإضافة إلى ذلك، فالتعليم يحتاج إلى بعض التحسينات (نسبة التمدرس بالجامعة في حدود 77 ٪ ، نسبة النجاح بالباكالوريا في مستوى43.4 ٪). على الرغم من سمعتها ، فمراكش لا تحتل إلا المركز الثالث من بين المدن الكبرى وتأتي مدينة مراكش في المرتبة الثالثة بالرغم من اعتدال مناخها وتأثيرها الثقافي الدولي الذي لم يعد في حاجة لإثبات. هذا الأخير يسمح للمدينة بأن تتبوأ مركز القيادة ثقافيا، مع التأكيد بأن مدنا مثل فاس والرباط تتبعها عن قرب. بالإضافة إلى الجهود الهامة في الربط بشبكة الماء والكهرباء ، فعلى المدينة أن تواجه ارتفاع أسعار السكن، الذي يؤخرها شيئا ما. وأخيرا، تجدر الإشارة إلى خيبة أمل طفيفة بالنسبة لأكادير، التي، تأتي في المرتبة السادسة فقط ، على الرغم من مناخها الملائم للغاية مع تباين في درجات الحرارة الدنيا والعليا لا يتعدى (8 درجات مئوية)، ومتوسط درجة حرارة مريح (18 درجة مئوية)، ويعود هذا الترتيب جزئيا إلى التأخر في مجال التعليم (الثامنة فقط في فئتها). فالنسبة المئوية للطلاب الجامعيين منخفضة (53 ٪) ونفس الشئ فيما يخص البنى التحتية العمومية (متوسط 54 تلميذا في القسم الواحد)، ومن النقط السيئة الأخرى، يأتي السكن والخدمات الأساسية الغير الكافية بوضوح. و الشيء نفسه ينطبق على مدينة المضيق (طنجة) التي لا تزال دون مستوى مؤهلاتها. بيد أن المفاجأة المفرحة تأتي من مكناس، والتي تحتل المرتبة الرابعة مع عرض من سكني بأسعار معقولة، بجانب نتائج جيدة في مجال التعليم (المدينة الرابعة وطنيا من حيث نسبة النجاح بالباكالوريا). لكن ذلك لا يخفي تأخرا واضحا فيما يخص البيئة الاجتماعية مع ارتفاع معدل الفقر وانعدام الأمن. وأخيرا، نشير إلى مرتبة دنيا لمدينة القنيطرة التي حصلت على تصنيف أقل بكثير من منافسيها الآخرين، وخصوصا في مجالات الثقافة والتعليم (المركز العاشر والأخير). وبالمقارنة مع المدن المغربية الأخرى، فالمدن العشر الكبرى في المغرب تعاني بصفة عامة من تلوث كبير نظرا لأهمية النفايات المنزلية ، وأسطول العربات وكثافة النشاط الصناعي. المدن المتوسطة: فيما يتعلق بفئة المدن متوسطة الحجم، تأتي مدينة برشيد في المرتبة الأولى وطنيا، في مجال الإسكان والخدمات الأساسية، على الرغم من مؤشرات بيئية سلبية (عدم القرب من البحر والجبال)، كما تحتل المركز الثالث في فئتها في المجال الصحي. علاوة على ذلك، يتعين تحقيق تقدم ملموس في المجال الثقافي، حيث تحتل برشيد المرتبة التاسعة فقط (قاعة سينما واحدة، مكتبة واحدة ، ولا مهرجان). مدينة سطات، التي أبانت عن أداء مقنع من حيث العروض السكنية والخدمات الأساسية، ومدينة بني ملال، التي تضعها بيئتها الاجتماعية من بين أفضل المدن التي يحلو بها العيش، تكملان هذا التصنيف. والملاحظ أن منطقة الشاوية ورديغة تستحوذ على مركز الريادة من حيث نوعية الحياة بالمدن متوسطة الحجم. مدينة المحمدية، من جهتها، تمنح تباينا بين النتائج الجيدة في قطاع التعليم (المرتبة الثانية) والنتائج المتواضعة والمتأخرة في قطاعات الصحة والسكن والخدمات الأساسية، والمناخ والبيئة. وتعاني المدينة من رطوبة عالية جدا (81٪)، وارتفاع نسبة التلوث الصناعي وأهمية أسطول العربات نسبيا. في المقابل ، فإن مدن آسفي والعرائش والخميسات تأتي في المراتب المتأخرة، بعيدا عن الركب، من حيث السكن والعروض الثقافية. هكذا، وبشكل عام ، فإن الفوارق في الترتيب بين المدن المتوسطة، والتي تهم نوعية الحياة هي مرتبطة أساسا بالسكن والصحة والبنيات الأساسية. المدن الصغرى تيزنيت في وضع جيد على مستوى كل المعايير، إلا فيما يخص التعليم فيما يخص ترتيب المدن الصغرى، تحتل تيزنيت مراتب قيادية، حيث تصنف في : المركز الثاني بخصوص مؤشر: "المناخ والبيئة"، "الإسكان والخدمات الأساسية" و "الثقافة" وتحتل المركز الثالث في مجال "الصحة". لكنها تشكو من تخلف في مجال التعليم مع معدلات نجاح متوسطة في البكالوريا، على الرغم من معدل وطني جيد فيما يخص التقليص من نسبة الاكتضاض بالفصول الدراسية (مع معدل27،6 تلميذا في الصف الواحد). ويرافق تيزنيت في المراتب الأولى كل من الراشيدية والداخلة وورزازات. فهي كلها أقل تلوثا، وأقل ازدحاما من مثيلاتها من المدن الكبرى، لكن هذه المدن ترى عروضها فيما يخص البنيات التحتية والثقافية محدودة. لكنها تمثل رهانا تنمويا هاما بالنسبة للمغرب، بحكم أن الفوارق بينها وبين المدن الكبرى ما تزال صارخة : معدل الفقر ومعدل الربط بشبكتي الماء والكهرباء، والتأطير الطبي والمرافق الثقافية، كلها مؤشرات تدل على أنها ما تزال بكثير دون مستوى المتوسط الوطني. مقابل ذلك، فالعجز في السكن، وأسعار العقار ومستويات التلوث تظل منخفظة نسبيا في هذه المدن الصغرى. ويتجلى من هذه الدراسة بعض التفاوت بين جهات المملكة. وبالتالي ، فإذا تم اعتبار أن نوعية الحياة وجودتها أكثر متعة في مناطق الشاوية ورديغة والدار البيضاء الكبرى والرباطسلا زمور زعير، وهذا بغض النظر عن حجم المدن، فالمدن شمال و شرق المغرب متخلفة بالمقارنة مع منافسيها المباشرين. نوعية الحياة : مؤشر البيئة المناخ والبيئة : الرحيل إلى الجنوب إن التوزيع غير المتكافئ للكثافة السكانية والتنمية الأكثر وضوحا في جزءها الشمالي، يجعل من المدن الجنوبية، وكذلك من مدن الجهة الشرقية، خيارات ووجهات جيدة. المدن الكبرى: لا غرابة في أن نجد مدينتي أكادير ومراكش تحتكران قمة تصنيف المدن الكبرى، لما لديهما من مستوى مقبول من التلوث ومزايا جغرافية حقيقية. فأكادير، بتمتعها بموقع متميز بالقرب من البحر والجبال على حد سواء، وبمناخ معتدل (درجة الحرارة السنوية 18 درجة مئوية في المتوسط ) مع تباين في درجات الحرارة الدنيا والعليا لا يتعدى 8 درجات مئوية ومعدل رطوبة منخفضة نسبيا بالنسبة لبلدة ساحلية (74٪) وبذلك تأتي أكادير في المرتبة الأولى من دون مفاجأة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمدينة أن تتمتع ببيئة لطيفة، وبتلوث صناعي منخفض (ثاني أعلى معدل في التصنيف) وبإنتاج وتدوير النفايات المنزلية بشكل مقبول. مراكش هي الوجهة المعروفة بدرجات حرارة لطيفة (متوسط درجات الحرارة سنويا في حدود 20درجة مئوية)، وبالمناطق الجبلية المجاورة لها، مع مناخها المحلي الذي يمنح أقل نسبة رطوبة في عشر مدن الكبرى بنسبة57٪. لكن هذا المناخ القاري ليس كله إيجابيا، فمراكش تعاني أكثر من التلوث الناجم عن أسطول العربات وعن النفايات (وهي رابع منتج وطني للنفايات) ومن الأنشطة الصناعية (16548مستخدم بأكثر من160شركة صناعية). بالإضافة إلى ذلك ، تقدم المدينة مجهودات كبيرة لتحقيق التوازن، بحيث يسجل بها أكثر من 1100هكتار من المساحات المعاد تشجيرها. مدينة تطوان تحل ثالثة في الترتيب، بفضل قربها من البحر الأبيض المتوسط ومن جبال الريف. كما أن المقاولات المشغلة لأقل من 25 مستخدما، والتي تمثل ما يقرب من 65 ٪ من النشاط الاقتصادي التطواني، لا ينتج عنها تلوث صناعي مهم، وذلك ما يسمح لتلك المدينة باحتلال المركز الثالث في الترتيب بناء على هذا المعيار. كما أن الظروف المناخية جيدة جدا مع متوسط درجة حرارة سنوي في حدود 17 درجة مئوية، ومعدل تباين بين درجات الحرارة الدنيا والعليا في حدود 11درجة مئوية. وأخيرا ، ينبغي بذل الجهود فيما يتعلق بعمليات التشجير، حيث لم يتم تشجير إلا 257 هكتار. وفي مراتب متخلفة نجد مدن الدار البيضاء وفاس والرباط، التي تعاني من مستويات عالية من التلوث، نتيجة تنميتهم الصناعية. فالدار البيضاء هي، إلى حد بعيد، من أكثر مدن المغرب تلوثا (مستوى التلوث في الدار البيضاء هو عشرة أضعاف ما هو عليه في مراكش) وهذا،على الرغم من ميزة قربها من المحيط الأطلسي. وهذا ما يجعل منها المدينة الأقل جاذبية مناخيا من بين أكبر عشرة مدن بالمغرب، مع متوسط رطوبة يناهز 81 ٪. كما أن النسبة الهامة من التلوث ترجع أساسا إلى التلوث الصناعي الهام وإلى أهمية أسطول العربات الذي يمثل أكثر من 45 ٪ من نظراءه في المدن الكبرى. المدن المتوسطة: فيما يخص المدن متوسطة الحجم، فمدينتا كلميم والعيون تحتلان مركز الصدارة، بسبب لطف المناخ العام (متوسط درجة الحرارة نحو 19 درجة مئوية مع معدل تباين بين درجات الحرارة الدنيا والعليا في حدود 8درجة مئوية) وبسبب متوسط الرطوبة المنخفض (62 ٪) ، والقرب من المحيط، وضعف التلوث، حيث يصنف من بين أدنى المعدلات في المملكة. ومن والملاحظ أن مدينة كلميم تتميز بأقل عدد من السيارات، كما أن التلوث الصناعي لا يمكن أن يكون مهما، إذا عرفنا أن هناك أقل من10شركات صناعية كبرى. وبخصوص مدينة العيون، فتلوثها أعلى من ذلك بكثير ولكن إنتاج النفايات المنزلية هو واحد من أدنى المعدلات في المملكة مع ما يزيد قليلا على200 طن من النفايات المنتجة سنويا. والجدير بالاشارة التصنيف الجيد لبني ملال، التي تحتل المركز الثالث في الترتيب، بمتوسط درجة حرارة في مستوى18درجة مئوية (متوسط التباين بين درجات الحرارة الدنيا والعليا في حدود 18 درجة مئوية) وبمعدل رطوبة في حدود 59.5 ٪. كما أن قرب مدينة بني ملال من جبال الأطلس يعوض التقييم البيئي المتوسط مع أسطول كبير للعربات. وكميزة أخرى يمكن ذكر المساحات المشجرة بأكثر من500هكتار في غضون عام 2009. علاوة على ذلك، فالمراتب المتدنية لكل من مدن المحمدية وسطات وبرشيد مرتبطة بشكل مباشر بقربها من مدينة الدار البيضاء. فالمناخ أقل اعتدالا برطوبة تفوق 80 ٪، وتلوث هام جدا وناتج إما عن الصناعات أو السيارات. وأخيرا، تعتبر المناطق المعاد تشجيرها ضعيفة جدا. ومن منظور عام، تظل المدن الصغيرة والمتوسطة موفرة لبيئة ولجو ألطف بكثير من المدن الكبرى. المدن الصغرى: أما بالنسبة للمدن الصغيرة الحجم، فأنها تبدو في الغالب ذات مناخ وبيئة لطيفة: فمستويات التلوث أدنى بكثير من مستويات المدن الكبرى بحكم أن النشاط الصناعي بها أقل نموا. لكن مدن جنوب المغرب هي الفائز الكبير في هذا التصنيف، حيث تحتل مدن سوس ماسة درعة الصدارة (أولاد تايمة، تيزنيت وتارودانت وورزازات) فيما تتبعها مدن جهة كلميمالسمارة (طان طان) وجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء ، (الداخلة وبوجدور) لتحتكر المراتب العشر الأولى. وبالتالي، فإن مدينتا أولاد تايمة وتيزنيت تأتيان في الصدارة ، بفضل مناخهما المعتدل، حيث يقارب معدل الحرارة حوالي 18 درجة مئوية على مدار السنة، مع معدل متوسط الحرارة في حدود 8 درجات مئوية، ومعدل رطوبة منخفض في مستوى 57.5٪ . بالإضافة إلى ذلك، فالمدينتان تباشران عمليات تشجير مشجعة، ولكن هذا الجهد ما يزال غير كاف مع574 هكتار لأولاد تايمة و400هكتار لتيزنيت. وتحتل الفقيه بن صلاح في المركز الثامن في الترتيب العام، مباشرة بعد المدن الجنوبية. فعلى الرغم من مستويات التلوث الصناعي الأعلى قليلا من المتوسط ، فالمدينة تتميز بمساحات مشجرة كبيرة (أكثر من600هكتار) مقارنة مع حجمها. وفوق ذلك ، فالمناخ لطيف جدا، مع متوسط درجات الحرارة في حدود18 درجة مئوية، ومعدل رطوبة في حدود 59.5٪ . وبالمقابل، تأتي مدينة الراشيدية في ذيل ترتيب المدن الصغيرة ، فمناخها يتميز بتقلبات كبيرة في درجات الحرارة السنوية (مع الفارق في المتوسط 15درجة بين الحرارة العليا والدنيا) ورطوبة عالية نسبيا. بالإضافة إلى ذلك، فهي بعيدة عن البحر والجبال (بأكثر من180كلم) ، إلى جانب التلوث الناجم عن أسطول هام من العربات ، كلها مؤشرات لا تسمح للراشيدية باحتلال مواقع متقدمة في هذا الترتيب. نوعية الحياة: السكن السكن: المدن الكبرى، غالية، ومكلفة للغاية! تمثل المدن متوسطة الحجم أفضل حل وسط بين العرض وسعر السكن والربط بالبنيات التحتية (الماء والكهرباء)، وثمن المتر المربع. وبصفة عامة، يبقى العرض في 10 مدن الكبرى بالمملكة دون مستوى الاستجابة للطلب، مع عجز واضح مقدر في حوالي 680 ألف سكن. المدن الكبرى: بالإضافة إلى ذلك، تظهر الدراسة أن أيا من المدن في هذا الترتيب لا تملك معدل ربط بشبكة الماء والكهرباء يفوق96 ٪. وبالنسبة لهذه الفئة من المدن، تحتل مكناس مركز الصدارة، حيث يبقى سعر المتر المربع الواحد منخفضا نسبيا (ما بين 3500 و 8500 درهم للمتر مربع) . إضافة إلى ذلك ، توفر المدينة فرصا جيدة الحصول على ربط بشبكة الماء والكهرباء. فمكناس تنفرد بكونها المدينة التي تقل الحاجة فيها لبناء مساكن جديدة بالنظر لعدد الأسر. وجدة تتفوق على باقي المدن الكبرى بأسعارها المعقولة مدينة وجدة ، تأتي مباشرة خلف مكناس، وهي مفاجأة سارة في هذا التصنيف. فبالرغم من الخصاص في السكن. فترتيبها هذا راجع إلى انخفاض سعر المتر المربع ما بين 1250 و 8500 درهم / متر مربع (المرتبة الأولى في تصنيف المدن الكبرى). بالإضافة إلى ذلك ، فبعض التحسينات مستحبة على مستوى التجهيز، حيث يلاحظ أن معدل الربط بالشبكة العامة، لا يتعدى 95 ٪ بالنسبة لشبكة الماء والكهرباء. أما مراكش فتأتي مباشرة وراء مكناس ووجدة، مع معدلات أعلى من حيث الربط بشبكات الماء والكهرباء. لكن هذا التألق يوازيه ارتفاع في متوسط سعر المتر المربع ما بين 6 و 18 ألف درهم للمتر مربع. لكن، مع ذلك ، فمراكش ليست بالضرورة أغلى مدينة في هذا التصنيف ، حيث أن الدار البيضاء تسجل أعلى سعر عقار في المغرب (أكثر من 25 ألف درهم للمتر المربع في بعض الأحياء). يضاف إلى ذلك ، الخصاص الهائل في السكن (وهو الأهم بالمملكة) ، مع نسبة ربط بالشبكة العامة للماء الصالح للشرب تحوم حول 90 ٪ فقط. لكن الدار البيضاء يمكنها أن تعتمد على إحدى أفضل نسب الربط بالشبكة الكهربائية بالبلاد (تتجاوز 97 ٪ ). على العكس ، فمدينة القنيطرة ، بمعدل ربط بشبكة الكهرباء العمومية لا يتعدى 90 ٪ ، تظهر مرة أخرى محدوديتها وضرورة تحسين خدماتها. ومع ذلك ، فإن المدينة تتميز بأداء جيد فيما يخص متوسط سعر المتر المربع الذي يتراوح ما بين 4750 و 7000 درهم للمتر مربع، مع ضعف الحاجة لمساكن جديدة بالنظر لعدد الأسر. أما المراتب الأخيرة من تصنيف "المدن الكبرى" فتشغلها مدينتا طنجة و أكادير، بمتوسط سعر مرتفع للمتر المربع (ما بين 4700 و 19000 درهم للمتر مربع للمدينة الأولى ، وما بين 3000 و 22000 درهم للمتر مربع للمدينة الثانية) ، مع نوعية خدمات الربط بشبكة الكهرباء والماء دون مستوى مكانتهما ( حوالي 80 ٪ فقط للربط بشبكة مياه الشرب وأقل من 95 ٪ بالنسبة للربط بشبكة الكهرباء). المدن المتوسطة: فيما يتعلق بالمدن متوسطة الحجم، فأفضل العروض من حيث توفير السكن والخدمات الأساسية تأتي من برشيد، حيث السعر المنخفظ للسكن (متوسط سعر المتر المربع للشقة يتراوح بين 3500 و 4600 درهم للمتر المربع) مع معدل ربط بشبكة مياه الشرب والكهرباء يتجاوز 96 ٪. أما مدينة خريبكة فتأتي خلفها في التصنيف مع نفس متوسط سعر المتر المربع الواحد، ولكن معدلات ربط بالشبكة أقل قليلا. وفي أسفل الترتيب نجد مدينة العرائش، وخصوصا بسبب العجز في السكن ، وبسبب انخفاض معدلات الربط بشبكة الماء والكهرباء (الرتبة 50 إلى 51 من حيث معدلات الربط بشبكة الكهرباء). بصفة عامة ، فالمدن المتوسطة توفر جودة خدمات أساسية منخفضة، مع معدلات ربط بشبكة الماء الصالح للشرب لا تتجاوز 84.6 ٪ وبشبكة الكهرباء لا تتعدى90.9 ٪ (والجدير بالإشارة أن هذه المعدلات قريبة المتوسط). بالإضافة إلى ذلك ، نلاحظ أن وجود الشبكات الطرقية السريعة مرادف في كثير من الأحيان لتحسن في الخدمات الأساسية، حيث تشهد كل من الجديدة وسطات وبرشيد نسبا للربط بالشبكة تتجاوز 90 ٪. المدن الصغرى: تيزنيت والراشيدية و قلعة السراغنة أفضل حالا فيما يخص فئة المدن الصغرى، يلاحظ أن متوسط السعر للمتر المربع الواحد هو أقل بقليل من سعر المدن متوسطة الحجم. وبالتالي ، فإن مدن الراشدية وتيزنيت وقلعة السراغنة، تحتل المراتب الأولى في التصنيف، والراشدية هي المدينة الأقل كلفة للمتر المربع وطنيا. وتقدم أسعارا في متناول الجميع ، وعرضا يلبي الطلب على المساكن ونسب ربط بالشبكات قد تحسد عليها من طرف أكبر مدن المملكة. لكن مركز الريادة يعود لمدينة تيزنيت فيما يخص التجهيز بالبنيات التحتية الأساسية: المرتبة الثانية فيما يخص الربط بشبكة الماء الصالح للشرب (94.7 ٪) ، والرتبة الأولى فيما يخص الربط الكهربائي (96.5 ٪) إذا أخذنا بعين الاعتبار جميع الفئات. وفيما يخص الصويرة وورزازات ، المدينتان المعروفتان بنشاط سياحي متصاعد، فلا يمكن اعتبار النتائج مرضية. فالمدينة الأولى تشهد نسبا ضعيفة للربط بشبكتي مياه الشرب والكهرباء، وكلفة عالية جدا للسكن ( ما بين 3 و 20 ألف درهم للمتر مربع). فيما يلاحظ أن نتائج المدينة الثانية هي أعلى بقليل، فمعدلات الربط بشبكة المياه والكهرباء هي91.1 ٪ و 91.3 ٪ ، وبلغ متوسط سعر المتر المربع المعد للسكن6250 درهم ، ولكن هذه النتائج لا تسمح للمدينة بتشريف موقعها. وأخيرا ، فمدن المضيق و جرسيف تحتلان مراتب متأخرة : بمعدل ربط بشبكتي الماء والكهرباء لا يتجاوز 60 ٪ و 78 ٪ لجرسيف، مع سعر للمتر المربع الواحد، يرتفع بالمضيق ليصل إلى 12 ألف درهم للمتر المربع ، في حين يبقى في حدود 5680 درهم للمتر كمعدل المدن الصغرى (متوسط 4000 درهم / متر مربع). نوعية الحياة : الثقافة الثقافة في مراكش ، والجديدة وتارودانت... المدن الصغرى تظل محرومة، بحكم ضعف مكانة السينما وتواضع مستوى المكتبات. فيما المهرجانات والمواقع الأثرية المصنفة تبقى من مقومات المدن الكبرى. المدن الكبرى: في المجال الثقافي، تبقى المدن التاريخية العتيقة (فاس ومراكش)، والعاصمة الإدارية، المدن المؤهلة أكثر لربح الرهان. فبوجود الكثير من المواقع التراثية المصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو، تحتضن هذه المدن العديد من المكتبات ذات الأهمية الوطنية، وعددا كبيرا من القاعات السينمائية ، كما تنظم مهرجانات معروفة في جميع أنحاء العالم. فمراكش، بإشعاعها السياحي، تعتبر أول مدينة فنية وثقافية في المملكة. فالمدينة تقترح توزيعا سينماتوغرافيا مهما (17شاشة سينمائية) و إنتاجات جادة من المهرجانات الوطنية مثل المهرجان الوطني للفنون الشعبية، وأخرى ذات الصيت العالمي مثل مهرجان السينمائي الدولي. بجانب هذا، نجد مواقع تراثية ثقافية هامة، ومنها 30 موقعا مصنفا، من بينها موقعان واردان ضمن التراث العالمي لليونسكو (مدينة مراكش العتيقة والفضاء الثقافي لجامع الفنا). وفي المقابل، لا تتوفر مراكش إلا على مكتبة رئيسية واحدة، وهي مكتبة بن يوسف، ولا تحتضن أية مكتبة جهوية. فاس من جهتها، مدينة تقدم نتائج جيدة للغاية، مع 40 موقعا مصنفا ، من بينهم موقع واحد يعتبر من التراث العالمي لليونسكو : مدينة فاس القديمة. وتتوفر المدينة أيضا على مكتبة تراثية (مكتبة القرويين) وثلاث مكتبات جهوية، و23مهرجانا (ثالث مدينة في المغرب)، بما في ذلك مهرجان دولي، وهو مهرجان الموسيقى الروحية. هذه الحصيلة المشرفة تغطي عليها نقطة سلبية: هناك فقط ستة قاعات سينمائية، وهي لا تلبي تطلعات السكان. وتماما مثل فاس، فالرباط يقدم بعض النتائج المثيرة للاهتمام: الترتيب الوطني الأول في مجال المكتبات (مكتبة وطنية، مكتبتان تراثيتان : مكتبة شالة ومكتبة الأوداية، بجانب 8 مكتبات جهوية) ومهرجانات (27 مهرجانا) بما في ذلك المهرجان الدولي لسينما المؤلف. ومع ذلك ، فالمدينة لا تحصي إلا ستة قاعات سينمائية فقط ! ولا يمكن اعتبار أي منها حديثة بالمقارنة مع دور السينما الأوروبية. لكن الرباط حاضرة في مجال الفن مع احتضانها للمعهد العالي للفنون المسرحية والأنشطة الثقافية (ISADAC) والمعارض الفنية ب : باب الرواح، باب الكبير السيد ومحمد الفاسي ، وللمسرح الوطني مع مسرح محمد الخامس . أخيرا ، يجب التأكيد بأن المعهد الوطني للعلوم الآثار والتراث (INSAP) مقره في العاصمة. وهكذا ، نرى أن عدد الشاشات السينمائية يظل منخفضا على العموم في جميع أنحاء البلاد، فالمدن الكبرى لا تحصى فيها إلا 82شاشة سينما فقط، مع تركيز عال في الدار البيضاء (40٪، أي 30شاشة سينمائية) والتي لا تزال دون المعدلات الأوروبية، بالرغم من هذا التركيز القوي . وتحتل العاصمة الاقتصادية المركز الخامس فقط في الترتيب الثقافي، حيث تؤدي ثمن عدم كفاية البنيات التحتية الثقافية، وذلك على الرغم من مرتبتها الثانية فيما يخص المهرجانات (27 مهرجانا في السنة). وفي الرتبة الأخيرة، نجد مرة أخرى مدينة القنيطرة ، مع قاعة سينما واحدة فقط ، وثلاث مهرجانات وأربع مكتبات جهوية، وهي، مرة أخرى، الخاسر الأكبر في هذا التصنيف. بالإضافة إلى ذلك، فتراثها الثقافي (9 مواقع مصنفة) لا تسمح بخلق توازن، لأن أيا منها ليست مصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو. المدن المتوسطة: أما فيما يخص المدن المتوسطة، فالتنمية الثقافية ليست بنفس حجمها في المدن الكبرى : فلا مدينة من تلك المدن تملك مهرجانا من الطراز العالمي أو مكتبة للتراث. لكن مدينة بالجديدة تبرز مع موقع مازاغان المحمي من قبل اليونسكو، ولها 17 موقعا محميا. وينضاف إلى هذا وجود أربع مكتبات جهوية ، وقاعة للعروض الفنية، بجانب أربع مهرجانات، ومن ضمنها المهرجان الصيفي الدولي الجوهرة، ولكن لم يتم إحصاء أية قاعة سينمائية. وراء الجديدة، تقدم مدينتي تازة و سطات بعض الخزانات (4 و 2 مكتبات جهوية على التوالي) ومهرجانات وطنية مختلفة (4 لكل منهما). بالإضافة إلى ذلك ، فوجود قاعة سينمائية بكل منهما يجعل تصنيفهما مناسبا. بالإضافة إلى ذلك ، فتازة تتوفر على معهد موسيقي. بالإضافة إلى هذه المدن الثلاث، فالعرض الثقافي ضعيف جدا : ونحصي خمس قاعات سينمائية في التسع مدن المتبقية (في آسفي والمحمدية والعرائش وخريبكةوبرشيد). أما مدن المحمدية وخريبكة والعيون والناظور والخميسات وكلميم فلا تتوفرعلى مواقع ثقافية بارزة، ومدن مثل برشيد و الخميسات تعاني تخلفا من حيث العروض الثقافية ( لا مهرجان). وأخيرا، فمدينة برشيد هي الوحيدة التي لا تتوفر على أي مكتبة، في حين تحتضن خريبكة ما لا يقل عن ست مكتبات جهوية (الأولى في فئتها والثالثة على الصعيد الوطني). المدن الصغرى: وبالنسبة للمدن الصغرى، فتبقى البلدات الصغيرة في جلها ضعيفة في المجالات الثقافية: 12 منها فقط تقترح مهرجانات، و 11 منها فقط تتوفر على مواقع ثقافية رائعة. وهكذا ، فبصرف النظر عن مدينتي تارودانت وتيزنيت، اللتان تتوفران على أداء وعرض ثقافي يوازي عرض مدينة الجديدة، فالمدن الصغرى لديها قوة جذب ثقافي ضعيف جدا. فتارودانت ، تتوفر على موقعين مصنفين، وسينما ومكتبة (المدينة الوحيدة التي تتوفر على واحدة في فئتها !؟، بالاضافة إلى تنظيمها لمهرجان، "الدقة الرودانية والإيقاعات السوسية ". هذه الإنجازات جعلتها رائدة في فئتها. كما أن تيزنيت، تعوض غياب المهرجانات بجاذبية 4 مواقع تراثية مع وجود قاعة سينمائية. وأخيرا ، فمدن ورزازات والصويرة لا تحتلان إلا المراتب7و8. فورزازات ، وعلى الرغم من الجاذبية القوية لاستوديوهات السينما، فلا تتوفر على أي قاعة سينمائية ! بالإضافة إلى ذلك ، فهي لا تتوفر إلا على مكتبتين جهويتين ومهرجانين اثنين : آلزالاي (مهرجان الموسيقى الأفريقية) وأحواش. فيما يخص الصويرة، فتصنيف المدينة القديمة (موغادور القديمة) ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو، وتنظيم تسعة مهرجانات، من بينها مهرجان كناوة، ولكن دون أي مهرجان ذي صدى عالمي، كلها لا تسمح للمدينة بتعويض نقصها فيما يخص "البنيات التحتية الثقافية : مكتبة جهوية واحدة ولا أية قاعة للسينما. نوعية الحياة : الصحة الدار البيضاء والرباط تحتكران العرض الصحي إن الجانب السلبي للاحتكار القوي للرباط والدار البيضاء في مجال الصحة العمومية، يكمن في خلق خلل على المستوى الوطني مع غيرها من المدن المغربية الكبرى. المدن الكبرى: بفضل تغطية في البنيات التحتية الصحية ونسبة تأثير طبي من بين أعلى المعدلات في المملكة (19.3سرير طبي و 20.3طبيب لكل 10 آلاف نسمة)، يسيطر العرض الصحي للرباط على جميع المؤشرات. فالمستشفى الجامعي ابن سينا، الذي يضم أكثر من 2500 سريرا و10مرافق للرعاية الصحية وللعلاج، هو أكبر منشأة طبية في البلاد. بفضل بنية تحتية من هذا القبيل، تقدم الرباط بالتأكيد إحصاءات مثيرة للاهتمام، لكنها لا تزال غير كافية، بالنظر إلى عدد الأسرة في المستشفيات الذي لا يتجاوز 3600. بالإضافة إلى ذلك، فالعدد الكبير من الأطباء ، 3735، والذي يسمح باحتلال المركز الأول في التصنيف، يجب أن يقارن مع النقص الحاد في الطواقم الشبه الطبية العمومية ، مع 2877 عضوا. الدار البيضاء تمنح بدورها نفس العدد من الأسرة الطبية، بفضل وجود مستشفى ابن رشد الجامعي (1630 سرير) ، ولكن بالنظر إلى عدد سكانها الأكبر بكثير من جارتها، فهي أقل تصنيفا من الرباط ب 11.1 سرير فقط ، و 9.1 من المساعدين الطبيين لكل10آلاف نسمة. وبخصوص عدد الأطباء ، فالدار البيضاء تحتل المرتبة الثانية مع 16،1 طبيب لكل 10آلاف نسمة ، ولكن هذه النتائج ضعيفة جدا، وينبغي بذل جهود كثيرة في أفق تحقيق مستوى مقبول. فاس، من جهتها تأتي في المرتبة الثانية في ترتيب المدن الكبرى، بفضل في مستشفياتها الجيدة. فهي توفر نسبة مرافق طبية مماثلة للرباط ، ب 19.3 سريرا لكل 10آلاف نسمة (المستشفى الجامعي الحسن الثاني بسعة 880 سريرا) ، لكن فاس تعاني من نقص في الموارد البشرية الصحية مع 10.3 طبيبا و 14.3مساعدا طبيا حسب الشعب. إن تطور البنى التحتية في الصحة العمومية الفاسية ، تعد بفضل المركز الصحي الجامعي الحسن الثاني، بتحسن سريع في المنظومة الصحية وفي مواردها البشرية. على العكس ، فمدينة تطوان ، التي يقل عدد الأطباء بها للفرد الواحد ثلاث مرات عن الرباط ، تحتل الصف الأخير في ترتيب المدن الكبرى مع عدد قليل جدا من الأطباء (6.3 لكل 10آلاف نسمة) ، ومن المساعدين الطبيين (2.5 لكل 10آلاف نسمة) ، لأن عدم وجود مستشفى جامعي يؤثر بشكل كبير في هذه المؤشرات. وبالنظر إلى التصنيف الوطني، فتطوان تحتل المركز13فيما يخص القدرة الاستيعابية ب 26.5سريرا طبيا لكل 10آلاف مريض. أما الجانب السلبي لقوة جذب الرباطوالدار البيضاء في القطاع الصحي، فهو خلق لا توازن مع غيرها من المدن المغربية الكبرى. عدد الأطباء بكل من مدن مراكش وطنجة وأكادير ووجدة ومكناس لا يتعدى 10 أطباء لكل 10آلاف نسمة. والأهم من ذلك ، أن نصف المدن العشر الكبرى فقط تتوفر على مستشفى جامعي : الرباطوالدار البيضاء وأكادير ومراكش وفاس. المدن المتوسطة: الجديدة تتفوق بفارق كبير على باقي المدن بالنسبة للمدن المتوسطة، فالجديدة، تحتل الصدارة، لأن المدينة تتوفر على بنى تحتية هامة (أكثر من 26سرير طبي لكل 10آلاف نسمة) ، وعلى نسبة تأطير جيدة (أكثر من 38 مساعدا طبيا لكل 10آلاف نسمة) وعدد أطباء يصل إلى 19.9طبيبا لكل 10 آلاف نسمة. هذه الأرقام تحتاج إلى مقارنة مع معدل المدن الأخرى : 22.7 سرير طبي لكل 10آلاف نسمة و10،4 طبيبا لكل 10آلاف نسمة. من جهتها، تعاني المحمدية من قربها من الدار البيضاء : فعدد الأطباء غير كاف إلى حد كبير (4.5 طبيب لكل 10 آلاف نسمة مقابل معدل 10.4 فى المدن المتوسطة)، كما أن الطاقة الستيعابية منخفضة بها ، حيث لا يوجد سوى 20 مركزا يوفرون العلاج بالمدينة لما يقارب 250 ألف نسمة. نفس الوضع يسري على مدينتي العيون وكلميم اللواتي تعانيان من نقص حاد في عدد الأطباء ب6.1 و 5.2طبيبا على التوالي لكل 10آلاف نسمة. المدن الصغرى: إن عرض الخدمات الصحية هو عموما الحلقة الضعيفة بالمدن الصغرى. فالعجز فيها محسوس: عدم وجود مراكز طبية جامعية، ونسب العاملين في مجال الصحة غير كافية. فالمدن الصغرى غير قادرة على إغراء الأطباء – الذين يفضلون المدن الكبرى - بالاستقرار بها. المفاجأة الحسنة تأتي من مدينة الحسيمة، وهي قطب صحي حقيقي مع عدد كبير من المرافق الصحية ب 525 سريرا ، أي ما يوازي94.7 سريرا لكل 10آلاف نسمة ، وهو ما يسمح للمدينة بتصنيف جيد. فعدد الأطباء مهم للغاية مع ما لا يقل عن 31 طبيبا لكل 10آلاف نسمة (أي ما يعادل 173طبيبا) ، وهذا ما يجعل الحسيمة تحتل مكان الصدارة وطنيا بخصوص هذا المعيار. ورزازات تأتي في المرتبة الثانية مع مؤشرات جيدة للغاية : 17.5 طبيبا لكل 10آلاف نسمة (المرتبة الثانية)، 47.6 مساعدا طبيا لكل 10آلاف نسمة (المرتبة الرابعة) ، 65.8 سريرا طبيا لكل 10 آلاف نسمة (الترتيب الرابع وطنيا). أخيرا ، فعلى غرار المدن المتوسطة الحجم، تحتل مدن جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء ووادي الذهب الكويرة مراكز متأخرة في الترتيب. فبوجدور لا تتوفر إلا على 36 سريرا ، أي بنسبة 6.3 سريرا لكل 10 آلاف نسمة، و عدد مماثلا تقريبا من الأطباء (30 طبيبا مصنفا). إذا قسمنا هؤلاء الأطباء على السكان ، فلا نجد سوى 5.2 طبيب لكل 10 آلاف نسمة ! والأرقام ليست بأفضل في الداخلة مع 5.4طبيبا فقط و 6.5 سريرا لكل 10آلاف من السكان.
نوعية الحياة: التعليم التعليم: أن تكون وجديا أو لا تكون فيما يخص العرض التربوي، فمدينة وجدة تحتل في المرتبة الأولى في الترتيب، عن طريق نشر أداء ثابت في جميع المراحل الدراسية. في فئة المدن الكبيرة، وجدة هي التي خلقت المفاجأة. فرغم نسبة التمدرس بالتعليم الابتدائي والثانوي والجامعي (98 ٪ ، 91 ٪ و 78 ٪) ، فقد سجلت المدينة معدل اكتضاض صغير نسبيا في القاعات الدراسية (38 تلميذا في الفصل الواحد مقابل معدل 48 لباقي المدن الأخرى) وفيما يخص نسبة النجاح في البكالوريا ، فالمدينة تتموقع فوق متوسط المدن الكبرى مع نسبة نجاح توازي47.3 ٪. النقطة السلبية الوحيدة، هي معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية (الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 11 سنة) وهو واحد من بين أدنى المعدلات في هذا الترتيب (المرتبة 40 من بين51) وهذا ما يشير إلى ضرورة مواصلة العمل على هذا المستوى. منصة التتويج تكتمل بكل من مدن الرباط ومكناس، هذه الأخيرة تقدم واحدة من أفضل نسب النجاح في شهادة البكالوريا (48.5 ٪ و 47.6 ٪). لكن كلتا المدينتين لديهما معدل تمدرس بالمدارس الابتدائية أدنى من قدراتها، ومعدل اكتضاض عالية بحجر الدراسة على التوالي 41 و41.4 تلميذا في الصف الواحد. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المعدلات هي أقل من المعدلات الوطنية. أخيرا، فمدينة الرباط، بمعدل التحاق بالجامعة يصل إلى93٪ ، تأتي في الصف الثاني وطنيا، خلف الجديدة. على العكس، فأغادير و طنجة متخلفتان: بمعدل تمدرس مخيب للآمال بالثانوي (77.9٪ و 73.6٪) ، يضاف إليه اكتضاض قوي بقاعات الدرس مع 54، و56.2 تلميذ في الصف الواحد على التوالي. علاوة على ذلك، وبصرف النظر عن نسبة تمدرس ضعيفة بالجامعة (31٪ و 33٪) ، فكلا المدينتين لديهما معدلات نجاح في البكالوريا أقل قليلا من متوسط المدن الكبرى (45.4و 45.3٪ مقابل متوسط 45,6٪). جهود كبيرة تنتظر هاتين المدينتين، اللتان تعيشان طفرة سياحية مزدهرة من أجل توفير تعليم جيد ومناسب. وفي مؤخرة هذا الترتيب، فمدينة القنيطرة توفر قدرات ومعدلات تمدرس أقل بكثير من منافسيها. مع أحد أدنى معدلات النجاح على صعيد المملكة (38.8٪) ، بتصنيف 48 من بين 51مدينة، فعلى القنيطرة أن تجري تحسينات كبيرة على مؤشراتها. فمعدل التمدرس بالمدارس الثانوية لا يتعدى 61.8٪ (12 إلى 14 سنة) فيما معدل الاكتضاض بالفصول الدراسية بمعدل 52.7تلميذا في الفصل ، يضع المدينة في الرتبة الأخيرة وطنيا (مع احتساب جميع المدن). وعلاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن المدن تستقبل هجرة قروية تميل إلى الاستفادة من مستويات أعلى من التعليم وتعاني من نسب عالية من الاكتضاض. 38 طالبا في الصف الواحد في الناظور فيما يتعلق بالمدن المتوسطة الحجم، فلمدن الخميسات والمحمدية والناظور تعود المراتب الأولى. فمدينة الخميسات تحصل على أفضل نسبة نجاح في البكالوريا في فئتها مع معدل نجاح يصل إلى47.6٪ ونسب تمدرس في المدارس الابتدائية والثانوية تضعها في قمة تصنيف ال 10 مدن بناء على هذه المعايير الثلاثة، باحتساب جميع المدن. وعلاوة على ذلك، نلاحظ أن الخميسات لا تمتلك البنيات التحتية الجامعية اللازمة لتنميتها، بمعدل تمدرس بالجامعة في حدود 26٪ فقط. فيما يخص المحمدية، فالمدينة تقدم نتائج جيدة، مع نسبة تمدرس بالابتدائي والثانوي والجامعي تضعها في مراكز مشرفة وطنيا، وكذلك نتائج دون الانتظارات بمعدل نجاح بالباكلوريا يصل إلى43،4٪ ومعدل اكتضاض يصل إلى48.9 تلميذا في الصف الواحد. وأخيرا، فمدينة الناظور تقدم نتائج مشجعة: معدلات الاكتظاظ في الفصول الدراسية بنسبة38.1 تلميذا في الفصل، معدل نجاح في البكالوريا يصل إلى47.3٪ مقابل42.3٪ كمتوسط في فئتها. ولكن هذا لا يخفي ضعفا في نسب التمدرس، سواء في الثانوي (60٪ من السكان) أو في التعليم العالي (52٪). وهكذا، فالمدن متوسطة الحجم تقدم في معظمها مستويات جيدة للتمدرس بالابتدائي، والتي تتدهور بالالتحاق بالثانوي.وفوق هذا كله، فبالنسبة لهذه الفئة من المدن، نلاحظ أن هو أن التخلي عن الدراسة خلال مرحلة الانتقال إلى الجامعة يبقى هو القاعدة، باستثناء بالجديدة، والتي تحافظ على معدل التحاق بالجامعة هو الأعلى في المغرب (100 ٪). هذه الأخيرة، تظهر مفارقة مثيرة للاهتمام، حيث نسب التمدرس في التعليم الابتدائي (118 ٪) وفي الثانوي (58 ٪ ، وهو أدنى مستوى في فئتها) يدل على تدني ووجود ثغرات: نسبة النجاح في البكالوريا ب 41.4٪ ، ومعدل اكتظاظ في الصفوف الدراسية ب 49.2 تلميذا في الصف الواحد. هذه النسبة المثيرة للإعجاب من التمدرس بالجامعة ليست ثمرة جهد ذاتي قبلي، ولكنها نابعة من جاذبية بنياتها الجامعية. وفي آخر ترتيب المدن الوسطى، تتوفر مدينة العرائش على مؤشرات إحصائية منخفضة جدا. ونلاحظ انخفاض معدلات التمدرس بشكل حاد (104٪ للابتدائي، و 50٪ في الثانوي و 49٪ في التعليم العالي) مع نسب عالية من الاكتظاظ داخل الصفوف الدراسية ب 49.8تلميذا في الفصل الواحد. 64 ٪ هي نسبة النجاح في الباكالوريا في الداخلة! فيما يخص فئة المدن الصغيرة، نرى أن هذه الأخيرة لا ترقى إلى مستوى المدن الكبرى والمتوسطة في مجال التعليم. فالمطلوب بذل جهود كبيرة في هذا القطاع ، من أجل توفير الفرص المتكافئة للجميع. هناك تميز لمدينة الداخلة التي تعرف نسبة نجاح من أعلى النسب في البلاد (64٪). وبالمثل ، فإن معدل التمدرس في التعليم الابتدائي (118٪) وفي الثانوي (91٪) جعلها واحدة من أفضل النسب في المملكة، مع العلم أن مستوى الاكتضاض في الفصول الدراسية، ب 32.3 تلميذا في الصف الواحد (المرتبة الثانية وطنيا) ، ليس بغريب عن هذه النتيجة. ولكن مرة أخرى، نسجل أن انعدام البنيات التحتية الجامعية، وسوء توزيعها يؤثر سلبا على تنمية المدن في هذا المجال، مع معدل التحاق بالجامعة في مستوى 41٪. وهكذا ، فمدن المضيق والفنيدق تسجلان نسبة تمدرس في الجامعة من بين أدنى المعدلات في المملكة مع24٪ و17٪. بالإضافة إلى ذلك، فظاهرة الانكماش السريع لنسبة التمدرس يتأكد فيهما كذلك: 102٪ في الابتدائي إلى 66 ٪ في الثانوي. وأخيرا ، فمدن أخرى مثل سيدي سليمان وسيدي قاسم ، وحتى وزان تمنح أدنى معدلات النجاح في البكالوريا (أقل من40٪). نوعية الحياة : البيئة الاجتماعية البيئة الاجتماعية؟ لم لا الداخلة ؟ تحتل الرباط والمحمدية والداخلة أعلى الدرجات فيما يخص التنمية الاجتماعية. فيما مدن الدار البيضاء وبني ملال وبوجدور ليست ببعيدة. لكي نكون فكرة عامة عن نوعية الحياة بمدينة ما، فمن الضروري التركيز على بيئتها الاجتماعية، بما في ذلك التركيز على كل من مؤشرات التنمية البشرية (IDH)، والتشغيل، والأمن والفقر. بالنسبة للمدن الكبرى، فثلاثي الصدارة يتمثل في الرباطوالدار البيضاء وأكادير، مع ميزة خاصة للعاصمة، التي تسجل أدنى معدلات الفقر في المغرب (2.4 ٪ مقابل معدل وطني يصل إلى 14.3 ٪) والتي تشهد ما معدله 63 جريمة لكل 10000 نسمة ، مما يجعلها تحتل مرتبة الصدارة بوصفها المدينة الأكثر أمانا في المملكة. في المقابل، نلاحظ انخفاضا في نسبة التشغيل ب - 1.7 ٪. أما الدار البيضاء، المصنفة ثانية في هذا الترتيب، فلديها أفضل مؤشر للتنمية البشرية،( مؤشر التنمية البشرية يأخذ في الاعتبار متوسط العمر المتوقع، والتمدرس (محو الأمية ومعدلات التمدرس) والناتج المحلي الإجمالي للفرد وطنيا 0,77. بالإضافة إلى ذلك، فإن نسبة الفقر متدنية جدا (2.7 ٪) ونسبة الإجرام منخفضة نسبيا (189 جريمة لكل 10000 نسمة)، وهذا على الرغم من أن 15% من عدد الجرائم المسجلة وطنيا تقترف بالدار البيضاء. المفاجأة تأتي من أكادير، التي، وبالرغم من معدل جريمة أعلى قليلا من متوسط فئتها (260 جريمة لكل 10000 من السكان مقابل 228 في المتوسط)، تبقى آمنة، باحتساب جميع الفئات، وتقدم مؤشرا جيدا للتنمية 0,75، مع معدل فقر مناسب (9.4٪) ومعدل للتشغيل في مستوى 4.2٪ (الصف الأول في فئتها). أما مدينة وجدة فتظهر انخفاضا حادا في نسبة التشغيل، وارتفاعا في معدل الفقر (12.7٪) (المركز الثاني في فئتها)، كما تقدم أعلى معدل للجريمة (292 جريمة لكل 10 آلاف نسمة). بصفة عامة، فالمدن الكبرى، هي الأكثر أمانا وبمستوى أمني منخفض نسبيا (277 جريمة لكل 10000 نسمة) وبمعدل فقر مرتفع (19.9 ٪ مقابل متوسط قدره 9.8 ٪ لهذه الفئة و 14.3 ٪ وطنيا)، فمدينة القنيطرة تأتي مرة أخرى في أسفل الترتيب. ويفسر ذلك بتطور سلبي في نسبة التشغيل (بانخفاض -2.7 ٪) وبمؤشر للتنمية البشرية لا يزال أقل من المتوسط بالنسبة لفئتها (0.69 مقابل 0.7). وتجدر الإشارة بشكل عام، إلى أن 10 مدن الكبرى تتمتع بمستوى أمني أعلى من المتوسط الوطني (228 جريمة لكل 10000 نسمة مقابل 408 للمدن المتوسطة و 561 بخصوص المدن الصغرى) . أما بخصوص المدن متوسطة الحجم، فالمحمدية وبني ملال تظهران في مقدمة الترتيب. ويمكن تفسير هذا الأداء بمؤشر مرتفع للتنمية البشرية، وبنسبة فقر في أدنى مستوياتها وبنسبة إجرام في حدود المتوسط الوطني. في الواقع، مدينة المحمدية تملك أول مؤشر للتنمية البشرية في فئتها (0.75)، ونسبة الفقر تعادل نسبة جارتها الدار البيضاء (2.7 ٪) والذي يسمح لها بالريادة على مستوى هذا المعيار، بجانب نسبة إجرام أقل من متوسط المدن الوسطى لكل 10000 نسمة (277 مقابل 408). وبخصوص بني ملال، فنسبة الإجرام تضعها في متوسط تصنيف الدرجة الأولى ب 216 (الأول بالنسبة للمدن الوسطى) مع تطور إيجابي لمعدلات التشغيل (+1.3 ٪). وجدير بالذكر التصنيف الجيد لمدينة العيون، والتي تتموضع في المركز الثالث. مع مؤشر مناسب للتنمية البشرية، 0.71 (أي ما يعادل المعدل الوطني)، ومع انخفاض طفيف في نسبة التشغيل (- 0.4 ٪)، كما أن العيون تتوفر على نسبة منخفضة للفقر (الصف الثاني في تصنيف المدن المتوسطة الحجم، والسادسة وطنيا) ب 6.3 ٪ وعلى نسبة مئوية من الإجرام للفرد الواحد مثيرة للاهتمام (الثانية في تصنيف المدن الوسطى)، والعاشرة وطنيا) ب 230 جريمة لكل 10000 نسمة. المدن التي نجدها أسفل الترتيب، غالبا ما تكون ضحية للانكماش الاقتصادي. وبالتالي، ففي الخميسات، أدت الهجرة الكثيفة نحو العاصمة إلى انخفاض بنسبة 10 ٪ في النشاط المهني، مما يساهم في انخفاض مؤشر التنمية البشرية. وتنضاف إلى هذا نسبة عالية من الجرائم المسجلة (751 لكل 10000 نسمة) وارتفاع في معدل الفقر من 15.6 ٪ ، حيث تتقدم عليها مدينة الناظور بمؤشر 17.3 ٪. وعموما، فالمدن المتوسطة تسجل معدلات للفقر ومعدلات للإجرام هي أعلى بكثير من العشر مدن الكبرى (12.5 ٪ مقابل 9.8 ٪ لمعدل الفقر ، و 408 جريمة لكل 10000 نسمة مقابل 228). وترتفع معدلات الفقر وانعدام الأمن في المدن الصغيرة، وتصل على التوالي في المتوسط إلى 17 ٪ و 561 جريمة لكل 000 10 نسمة. وهذا يبدو بجلاء في مدن : تاوريرت و أولاد تايمة وسيدي قاسم التي تحتل المناصب الثلاثة الاخيرة في الترتيب. تاوريرت، التي لديها نسبة مهمة جدا للفقر (27.3 ٪)، ومعدل سلبي في تطور التشغيل - 3.7 ٪، ونسبة إجرام ب 660 لكل 10 ألاف نسمة (في حين أن متوسط المدن الصغرى هو 561) ومؤشر التنمية البشرية في حدود 0.63 (أقل مؤشر وطني) ترمز إلى وضعية غير مريحة وصعبة لهذه المدينة في منطقة الريف. وبقلعة السراغنة نحتسب أكبر نسبة من الجرائم في المملكة مع أكثر من1120جريمة لكل 10000نسمة، مع أكثر من8900جريمة مسجلة في عام2009. قلعة السراغنة تبدي كذلك انخفاضا في مؤشر التنمية البشرية ب 0.66ونسبة كبيرة من الفقر ب23.1٪. لكن من الملاحظ أن هذا الترتيب يمنح للداخلة، وبشكل كبير، موقعا متقدما، باعتبارها نموذجا للتنمية الاجتماعية في فئتها، مع مؤشر للتنمية البشرية مرتفع نسبيا (0.74)، ولكن أيضا بنسبة إجرام منخفضة جدا ب 156 جريمة لكل 10آلاف نسمة (المرتبة الثالثة على الصعيد الوطني)، بالإضافة إلى نسبة منخفضة جدا من الفقر 2.8 ٪ (الرابعة وطنيا)، ومع نقطة سلبية واحدة، تتمثل في انخفاض في معدلات التشغيل المسجلة (- 2.6 ٪). الترتيب العام للمدن الصغيرة نعيش وندير الأعمال بشكل جيد في ورزازات! باعتبارها الثالثة في نوعية الحياة والأولى فيما يخص التنافسية الاقتصادية، تفرض ورزازات نفسها كحل وسط جيد بين هدوء مركز حضري وحيوية مدينة، حيث المهم متاح. من ضمن 28مدينة يتراوح عدد سكانها ما بين 50 و100ألف نسمة، فورززات في نهاية المطاف هي التي فرضت نفسها، في منافسة ضيقة جدا مع مثيلاتها. المدينة، بجاذبيتها السياحية وباعتبارها مهد السينما، تجمع بين الحياة المريحة، حيث تحتل بها المرتبة الثالثة من بين28مدينة، وبقدرتها التنافسية اقتصاديا، والتي تتفوق بها على فئتها. بالرغم من أن لدى الصويرة والداخلة ثقل اقتصادي أعلى من ورززات، فاستقبالها ل300ألف سائح سنويا يغني بشكل كبير حيويتها الاقتصادية. كما أنها تتوفر على بيئة اجتماعية جيدة، مكنتها من تبوإ المركز الثاني فيما يخص البنيات التحتية، مع تقديم عرض عقاري مغري وجذاب للغاية. وفي المرتبة الرابعة في ترتيب التنافسية، تأتي مدينة الراشيدية ب90ألف نسمة، والتي تجمع بين نوعية الحياة والثقل الاقتصادي، كما أن عرضها العقاري مغري ب (200درهم للمتر مربع من الأراضي العارية، ومواردها البشرية ذات جودة عالية (المرتبة الأولى) ، إضافة إلى الولوج إلى السكن والخدمات الأساسية في مستوى مقنع (الرتبة الثانية). علاوة على ذلك، فالسياسات العمومية المعتمدة في مدينة الداخلة تأتي أكلها، حيث تأتي المدينة في المركز الثالث. فبجانب العديد من مشاريع البنيات التحتية الجارية، تتمتع الداخلة بسمعة سياحية جيدة، هي في تحسن مستمر. فالمدينة هي الآن القوة الاقتصادية الثانية، والأولى من حيث الناتج المحلي الإجمالي في فئتها. كما أن لدى سكانها قدرة شرائية مرتفعة نسبيا (14100 درهم هو متوسط الإنفاق السنوي للأسرة الواحدة). فالداخلة، تمثل، بدون شك، المدينة التي ترتقي. وعلى غرار ورزازات، فالصويرة تركب أيضا الموجة السياحية. وهكذا، ففنادقها وبيوت الضيافة تستقبل100ألف زائر كل سنة، مما يجعل منها سوقا استهلاكية جيدة. فإذا كان طقسها عاصفا، فالمدينة تعوض بعرض صحي و تعليمي، وبهما استطاعت أن تحتل المركز الخامس. وأخيرا، نلاحظ أن كلا من مدن بوجدور و جرسيف والفنيدق تحتل المراتب المتأخرة في التصنيف، ربما بسبب وضعهم كبلدات صغيرة، حيث الحياة الرتيبة الهادئة، مرتبطة بنقص شديد في الموارد، وفي البنيات الأساسية الاجتماعية أو الاقتصادية. هذه المدن تسجل أعلى معدلات الأمية (35.6٪ لجرسيف)، وأضعف إنفاق استهلاكي (9000درهم سنويا للأسرة بالنسبة لجرسيف). باروميتر الجاذبية 2011 (الملف بالفرنسية) بصيغة PDF (انقر هنا) باروميتر الجاذبية 2011 (الترجمة باللغة العربية) بصيغة PDF (انقر هنا) المنهجية تصنيف المدن 2011 : المنهجية كيف تم التصنيف : 68 مؤشرات كميا تم تقييم 51 مدينة من بين المدن الأكثر سكانا في المغرب، من حيث جاذبيتها للمواطنين وللشركات. هذا التصنيف تم على أساس نوعية الحياة والقدرة على المنافسة الاقتصادية؛ موضوعان رئيسيان موزعان على 11 موضوعا فرعيا و 68 مؤشرا كميا.
بارومتر الجاذبية 2011 هو تصنيف للمدن المغربية من حيث قوة جذب المواطنين والشركات. هذه المبادرة تندرج ضمن دينامية الجهوية المتقدمة والاهتمام الوطني المتنامي بقضايا التنمية المجالية. هذا المسح يغطي 51 من المدن المغربية التي يتعدى عدد سكانها أكثر من 50 ألف نسمة. ولكي لا نقارن الفنيدق مع الدار البيضاء، ونفضي إلى ترتيب نزيه قدر الامكان، جزأت هذه المدن ل 51 إلى ثلاث طبقات : مدن بأكثر من 300 ألف نسمة، والمدن بأكثر من 100 ألف نسمة والمدن الصغرى بأكثر من 50 ألف نسمة . لمعلوماتكم، هناك عشر مدن كبرى (الدار البيضاء والرباط وفاس ومراكش وأكادير وطنجة ومكناس ووجدة والقنيطرة وتطوان)، و 13 من المدن الوسطى (آسفي، بني ملال، المحمدية، العرائش، خريبكة، العيون، الجديدة، تازة والناظور وسطات، برشيد، والخميسات وكلميم) و 28 مدينة صغيرة (تاوريرت، واد زم ، الفقيه بن صالح، الراشيدية، سيدي سليمان، تيفلت، بركان، الداخلة، خنيفرة، قلعة السراغنة، أولاد تايمة، سيدي قاسم، الصويرة، تارودانت، بن جرير، طان طان، صفرو، ورزازات، جرسيف، الفنيدق، اليوسفية، وزان، تيزنيت، بوجدور، الحسيمة، بنسليمان، أزرو، المضيق). وعلاوة على ذلك ، تجدر الإشارة إلى أن هذه المدن 51 تغطي 16 جهة من مناطق المملكة و 24 إقليما وعمالة. المنهجية المستخدمة لإنجاز بارومتر الجاذبية 2011 استدعت مقارنة بين المدن على أساس اختيار موضوعين رئيسيين، هما نوعية الحياة والقدرة على المنافسة، موزعة على 11 موضوعا فرعيا (11) : ستة مواضيع فرعية فيما يخص نوعية الحياة : الصحة، التعليم، الثقافة، المناخ والبيئة، الإسكان والخدمات الأساسية، التنمية الاجتماعية خمسة مواضيع فرعية تهم التنافسية : الوزن الاقتصادي، البنيات الأساسية وسهولة الولوج، الموارد البشرية، الحضور الإداري، الجاذبية العقارية. ويقاس كل موضوع فرعي من خلال مجموعة من مؤشرات الفعالية. وعلى العموم، فقد تم وضع بارومتر الجاذبية 2011 على أساس 68 مؤشرا كميا. وقد تم اعتماد هذه المؤشرات نظرا لتمثيلها ، لكي تسمح بمقارنة موضوعية. إن غالبية المؤشرات تم تجميعها انطلاقا من المصادر المؤسساتية. وفيما يخص البيانات المتعلقة بالبيئة، فقد تم تفضيل اللجوء للمصادر المعترف بها. فقد تم اعتماد معيار معيار، وفي نفس السنة ونفس القاعدة الجغرافية. من المهم أيضا الإشارة إلى أنه من أجل التعويض عن أقدمية البيانات و/ أو فقدانها على مستوى المدينة، فقد تمت إعادة معالجة بعض المؤشرات. ويتعلق الأمر بالمؤشرات الديموغرافية التي تعود إلى الاحصاء العام الأخير للسكان والسكنى (2004) ، والتي أعيدت معالجتها على أساس استقراء تطور توقعات (1994- 2004). فيما المؤشرات الأخرى، مثل معدل النجاح بالبكالوريا، والتي لا تتوفر على المستوى الجماعي، فقد تم الاعتماد على المعطيات الإقليمية. ولكل مؤشر، فالمدينة التي تحتل المرتبة الأولى تحصل على نقطة 20، فيما 19.6 تعود للمدينة الثانية، ف 19.2 للرتبة الثالثة. وهلم جرا حتى الرتبة 51 ، التي تحصل على نقطة الصفر ( 0 ). وتجدر الإشارة إلى أنه حسب كل مؤشر، ووفقا للمواضيع الفرعية وللمواضيع الرئيسية، تم اعتماد معامل مضاعف، حسب أهميته. ترجيح المؤشرات يأخذ أيضا بعين الاعتبار أهمية البيانات وصلتها الوثيقة بالموضوع. في الواقع ، في حالة صدور مؤشر حديث من مصدر رسمي ، فيعطى وزن أكبر للمؤشر الحديث أكثر من القديم، إما لأنه غير متوفر في التاريخ وفي المقياس المطلوب. كما أن تعزيز النتائج تمت من أسفل إلى أعلى. فيما تم استخدام النقط المحصل عليها حسب كل معيار لتحديد الترتيب الفرعي وفقا للمواضيع الفرعية ثم بالمواضيع الرئيسية. وفي الأخير، فإن الحصول على النتيجة العامة يتم بإضافة موضوعين رئيسيين، مع العلم أنه تم تمتيع القدرة التنافسية بمعامل مضاعف، بحكم المكانة الحاسمة لهذا المؤشر في اختيار التنقل المهني والشخصي. من المهم أيضا أن نلاحظ أن هذا الترتيب لا يعكس بأي حال من الأحوال أهمية الفجوة في الفعالية التي قد تكون موجودة بين مدينة وأخرى. مصدر المقال بالفرنسية www.lavieeco.com 2011/08/24 ترجمة : الحسن المنقوش